محليات

جنبلاط يعيد ترتيب البيت الدرزي و يحرّر نفسه من المسؤولية باستقالة مفاجئة وسط أزمة سياسية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قرر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (73 عاما) الخميس الاستقالة من رئاسة "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ودعا إلى مؤتمر انتخابي في 25 يونيو/حزيران المقبل حيث يسعى جنبلاط على ما يبدو لاعادة ترتيب البيت الدرزي بهذه الاستقالة المفاجئة والتي تفتح الباب لتوريث زعامة الدروز لابنه تيمور الذي بات يحظى بنفوذ داخل الحزب وفي الطائفة.
وقال جنبلاط، في بيان إنه يعلن استقالته من رئاسة الحزب ومجلس قيادته الحالي داعيا إلى "مؤتمر عام انتخابي في 25 حزيران/يونيو المقبل وإتمام التحضيرات اللازمة عملا بأحكام دستور الحزب ونظامه الداخلي".
وتعقيبا على الاستقالة اكتفى أمين السر العام للحزب ظافر ناصر بقوله إن "المؤتمر العام الانتخابي محطة طبيعية في مسار العمل الحزبي والانتخابات أيضا مسار اعتدنا عليه في الحزب، وقرار اليوم تأكيد لهذا المسار الطبيعي".
وورث الزعيم الدرزي زعامته السياسية عن أبيه المفكر والسياسي كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان والذي جرى اغتياله عام 1977 وكان يعرف "وليد" بانه احد زعماء الطوائف في لبنان ويحظى بتاييد كبير من الدروز وهو اليوم لن يحيد عن عرف في لبنان وهو توريث الزعامة السياسية من قيادات الطوائف الى ابنائهم في بلد يعاني من الانقسام.
وتمثل الحزب في البرلمان كتلة "اللقاء الديمقراطي" وتضم 9 نواب من أصل 128 ويرأسها النائب تيمور جنبلاط.

وتشهد الطائفة الدرزية صراعا على الزعامة بين وليد جنبلاط ومؤيديه وحزبه وبين مناصري الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يقوده النائب طلال أرسلان في منطقة جبل لبنان.
وعُرف وليد جنبلاط بمواقفه المعارضة للنظام السوري، لا سيما بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري عام 2005 كما هاجم مرارا هيمنة إيران على لبنان من خلال ذراعها حزب الله.
وعبر الزعيم الدرزي كذلك عن رفضه لاستخدام الخطر الإسرائيلي كذريعة لإبقاء سلاح حزب الله داعيا الى تقوية الدولة واجهزتها خاصة الجيش لحماية البلد.
وكان وليد جنبلاط أحد مؤسسي "تحالف 14 آذار/مارس" وشارك في "ثورة الأرز" ضد الوصاية السورية على لبنان عام 2005 والتي ادت في النهاية الى خروج القوات الروسية من البلد.
وعلى الرغم من التحالف بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري (شيعي) في الفترة الاخيرة إلا أن كتلة الحزب لم تؤيد مؤخرا ترشيح سليمان فرنجية (حليف بري و"حزب الله") لرئاسة الجمهوري ولا يعرف ان كانت الاستقالة الأخيرة ستؤثر على هذا القرار وتحالفات الحزب الدرزي.
ويبدو الثنائي الشيعي في الوقت الراهن الطرف الأقوى في دفع وتوجيه الدفة نحو مرشحه للرئاسة مع عجز القوى الأخرى عن الاتفاق حول مرشح أو أكثر له القدرة على استقطاب الإجماع أو التوافق المطلوب لكسر طرح حزب الله.
ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة، حيث فشل البرلمان خلال 11 جولة منذ سبتمبر/ أيلول 2022 في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

من ناحية أخرى، كتبت "ليبانون ديبايت"

إختار زعيم المختارة وليد جنبلاط عيد التحرير ليعلن تحرّره من المسؤوليّات ويقدّم استقالته الرسمية من الحزب التقدمي الإشتراكي.

وبغض النظر عن التوقيت، فإن المفاجأة التي أصابت اللبنانيين من هذه الخطوة، لم تكن مفاجئة للدائرة المحيطة بالزعيم الإشتراكي التي كانت على علم بما ينوي الإقدام عليه، لا سيّما أنه مهّد لها منذ فترة ليست بقصيرة عندما أفسح المجال أمام إبنه تيمور لوراثة الزعامة.


وأكّدت مصادر مقرّبة لـ "ليبانون ديبايت" إلى أن كافة المحيطين بجنبلاط كانوا على علم بهذا القرار، وهو متوقّع، فالإستقالة اليوم تأتي برأي المصادر في سياقها الطبيعي، عبر تسليم الجيل الجديد المسؤولية التي ستمتدّ إلى سنوات أخرى في عمر الحزب ولبنان".

لكن غياب جنبلاط الرسمي لا يعني تخلّيه عن المسؤولية في الإشراف على الأمور الأساسية والخطوط العريضة للعمل السياسي داخل الحزب، لكن التجديد يبقى ضرورة في أي حزب أو تيار، كما أنه لن يخرج من إطار المشهد السياسي فهو السياسي المخضرم الذي يبني المستقبل على أساس تجارب الماضي.

بدوره يرى الصحافي علي حمادة، أن "القرار لم يكن مفاجئًا فهو يأتي في سياق قرار إتّخذه منذ مدة طويلة وعدّة أعوام، وهو قراره في الدخول في مرحلة إنتقالية من أجل تسليم نجله تيمور مقاليد القيادة السياسية لهذا الفريق الذي يقوده وليد جنبلاط".

ويشير إلى أن بداية المرحلة الإنتقالية تجلّت بدخول تيمور جنبلاط الندوة البرلمانية عام 2018، ومن ثم رئاسته للكتلة "كتلة النضال الوطني" و "كتلة اللقاء الديمقراطي".

ويشير حمادة إلى أن "جنبلاط أبقى على رئاسته للحزب الإشتراكي لكي يكون آخر المرحلة الإنتقالية لتسليم نجله قيادة هذا الفريق وهذه القوى السياسية التي يقودها، فالآن حان الوقت فتيمور تمرّس بالمسؤوليات والعمل السياسي، وأخذ مكانه على صعيد العلاقة مع الناس".

ويضيف, "شيئًا فشيئًا إستطاع تيمور أن يبني لنفسه حيّزًا في ظل هذه القيادة التاريخية التي يمثّلها والده، وشيئا فشيئًا تنتقل الأمور من يد وليد جنبلاط إلى نجله بشكل سليم ومتدرج بشكل يحمي هذه المرحلة الإنتقالية".

وهنا يلفت حمادة إلى نقطة هامة، وهي "المسؤولية التي يتحمّلها تيمور أكثر فأكثر، فقد استطاع خلال الأعوام الخمسة الماضية بأن يكوّن فريقاً صغيراً حوله متنوع، البعض ممن واكبوا والده، والبعض الآخر يواكبنوه هو شخصيا، وهذا أمر طبيعي وخصوصا بأنه يُبنى الأمل على أن يحيط نفسه بقيادات أكانت حزبية أو غير حزبية وبشخصيات شبابية لأن المستقبل هو الأهم بالنسبة إليه".

ويتناول التشابه بين الأب والإبن فوليد جنبلاط أكمل مسيرة كمال جنبلاط لكنه بنى حيّزه الخاص وزعامته الخاصة وحتى شخصيته الخاصة، تيمور جنبلاط الآن تبدأ مرحلته وهي مرحلة بناء قيادته الخاصة وشخصيته الخاصة وإسمه الخاصة، فيما يبقى جنبلاط هو بمثابة الحكيم حامل مفاتيح الحكمة والتجربة التاريخية، وتاركاً نجله يمسك بهذه القيادة بشكل يومي وبالتفاصيل ويتحمّل المسؤوليات، فالمسؤوليّات كبيرة جداً فيما يتعلّق بزعامة دارة المختارة".

ويختم حمادة, "لا بدّ من القول بأن هذا القرار الذي إتّخذه جنبلاط لا يعني أنّه قرّر أن يتعاقد بمعنى أن يختفي من الساحة السياسية فهو موجود وهو في خلفية الصورة الشاملة بثقله المعنوي وثقله التاريخي، وبتجربته وإنجازاته، إنّما المرحلة هي دفع تيمور جنبلاط إلى الأمام وترك الساحة لأوسع مساحة له لكي ينطلق ويطير وحده بجناحيه".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا