دوري ابطال اوروبا: اتلتيكو مدريد يواصل تألقه وفوز مثير لليل على شتورم غراتس
ارتفاع مياه البحار "سيعزلنا قبل أن يغرقنا"!
يسود اعتقادٌ مفاده أنّ ارتفاع مستوى مياه البحار الناجم عن التغيّر المناخيّ وذوبان جليد القطبين مشكلة سيضطرّ الأجيال اللاحقة للتعامل معها بعد عقود عدّة. ربّما يعود ذلك إلى أنّ الارتفاع الدراميّ المتوقّع (نحو المترين) لن يتحقّق قبل نهاية القرن الحاليّ. وثمّة سبب آخر محتمل يرتبط بالوتيرة البطيئة لهذا الارتفاع بالمقارنة مع حياة الإنسان، وهو أمر يولّد انطباعاً بأنّ السلطات المحلّية قادرة على التكيّف كلّ بضع سنوات مع السنتيمترات القليلة المتزايدة لمياه البحار في غضون هذه الفترة. لكنّ تقريراً في مجلّة "هاكاي" الكنديّة المتخصّصة ببيئة المجتمعات الساحليّة يدقّ ناقوس الخطر:
قد يكون برزخ شينييكتو، وهو شريط المستنقعات المنخفض الذي يربط نيو برونزويك ونوفا سكوشا، أحد أكثر الأماكن عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر في كندا. يبلغ عرض الجسر البري بين المقاطعتين 21 كيلومتراً فقط، ويتعرض على جانبه الجنوبي الغربي لضرب عمليات المد الشديدة في خليج فاندي.
محمياً بشبكة من الحواجز الترابية التي شُيدت لأول مرة في القرن السابع عشر، فإنّ "قمم السدود أعلى بقليل من المد والجزر الربيعية"، كما يقول جيف أولرهيد عالم الجيومورفولوجيا الساحليّة في جامعة ماونت أليسون في نيو برونزويك الواقعة عند الطرف الغربيّ من البرزخ. يقول: "إذا كانت لدينا عاصفة كبيرة فسوف يمر الماء فوق السواتر".
عندما يقلق العلماء والجمهور من ارتفاع مستوى سطح البحر، فإنهم يركّزون في الغالب على متى وأين ستغرق المجتمعات غرقاً دائماً. ولكن هناك نتيجة أخرى لارتفاع منسوب مياه البحار والتي ستؤثّر على عدد أكبر بكثير من الناس في وقت أقرب: الانقطاع عن الطرق والبنية التحتية الحيويّة الأخرى. تقول المهندسة المدنيّة في جامعة ماريلاند أليسون رَيلي إنّه تهديد لم يعره المجتمع اهتماماً كافياً حتى القريب.
يُظهر برزخ شينييكتو المعرض للفيضانات ما هو على المحك. خلف السدود التي بالكاد تكفي للحماية، تختبئ مجموعة من البنية التحتية الحيوية: الطريق السريع العابر لكندا وخط السكك الحديدية الوطنية الكندية وخطوط نقل كهربائية متعددة وكابلات ألياف بصرية ومزرعة رياح وأرض زراعية.
بالرغم من أنه من غير المحتمل أن يتمّ غمر برزخ شينييكتو بالكامل في أي وقت قريب، وهي نتيجة كارثيّة ستقطع الرابط بين نيو برونزويك ونوفا سكوشا، أصبحت الاضطرابات الناجمة عن الفيضانات المرتبطة بالعواصف أكثر شيوعاً. هذه أخبار سيّئة لأشخاص مثل أولرهيد، والذين غالباً ما يعبرون البرزخ للوصول إلى المواعيد الطبية أو الوصول إلى المطار الدولي في هاليفاكس أو نوفا سكوتيا أو حتى القيام برحلات تسوق إلى إيكيا. على نطاق أوسع، يمكن أن يؤدي الفيضان المؤقت للطريق السريع أو خط السكك الحديدية إلى تعطيل النشاط في ميناء هاليفاكس، وهو محرك اقتصادي رئيسي للمنطقة.
في ورقة بحثيّة جديدة، تُظهر ريلي وزملاؤها اتساع ووتيرة تهديد العزلة. الورقة مستوحاة من عملها على الشاطئ الشرقي لماريلاند حيث يحتاج الناس بالفعل إلى تعديل جداول سفرهم وعملهم لمراعاة ظاهرة المد والجزر التي غالباً ما تغمر الطرق. حسبت ريلي وزملاؤها أنه مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، سيبلغ عدد الأشخاص المعزولين في ساحل الولايات المتحدة ضعف عدد المغمورين بالمياه. تقول: "إنّ منزل الأشخاص الذين يعيشون (على ارتفاع ثلاثة أمتار) فوق مستوى سطح البحر، قد يكون على ما يرام". مع ذلك، "هذا لا يعني أنّهم سيكونون قادرين على الوصول إلى متجر البقالة بطريقة موثوقة".
في حين أنّه غالباً ما يُعدّ ارتفاع مستوى سطح البحر مشكلة في المستقبل البعيد، تقول رَيلي إنّ الناس سيبدأون بمواجهة العزلة في وقت أقرب بكثير. "من الممكن جداً أن نتمكن من رؤية ذلك في حياتنا".
والأسوأ من ذلك أنّ العديد من الأماكن التي تعتبر حالياً معرضة لخطر منخفض من ارتفاع مستوى سطح البحر، تصبح فجأة أكثر عرضة للخطر عند أخذ العزلة بالاعتبار، بحسب رَيلي.
بينما يعرف المخططون أنّ المياه ستغمر فلوريدا المنخفضة بشدة، يُعتقد عموماً أنّ ولاية ماين بسواحلها الصخرية العالية معرضة لخطر منخفض. لكنّ عمل ريلي يُظهر أنّ العديد من سكان ماين معرضون للعزلة بسبب الفيضانات في المجتمعات الساحلية وأودية الأنهار.
يجب أن يصبح هذا التأثير الفوريّ لارتفاع البحار جزءاً من عملية التخطيط الأوسع، كما تقول ريلي، سواء من حيث التكيّفات والحماية التي نبنيها، وأيضاً في كيفية الاستعداد للموجة المرتقبة من المهاجرين بسبب المناخ بينما يغادر الناس الأماكن التي أصبحت نوعيّة الحياة فيها مثقلة بارتفاع مستوى سطح البحر.
بدأ هذا النوع من التخطيط يحدث حول برزخ شينييكتو حيث تدرس حكومتا نيو برونزويك ونوفا سكوشا مجموعة متنوّعة من الخطط لرفع السدود أو استبدالها. بالنسبة لأولرهيد، لا يمكن أن يبدأ هذا العمل قريباً بما يكفي.
يقول: "سوف يتطلّب الأمر ارتفاعاً كبيراً في مستوى سطح البحر قبل أن تصبح نوفا سكوتيا جزيرة، ولكن قد تتعرّضون لعاصفة تقطع خطوط النقل الرئيسيّة لأيّام أو أسابيع أو شهور". وأضاف: "يكاد يكون من المستحيل التنبّؤ بالوقت، لكنّه سيحدث في النهاية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|