" سيدفنك سمير جعجع حياً" ....من قال لباسيل لا تنتحر ؟
من قال لجبران باسيل لا تنتحر؟ "اذا ابتعدت عن حزب الله، سيدفنك سمير جعجع حياً، وسيتحسّر الجنرال على المنفى الفرنسي، وقد يعود اليه"....
وقيل له "تجاربك السابقة كلها فشلت. اخترت فلاناً وفلاناً لمواقع رئيسية في الجيش وفي القضاء. لم يستطيعوا تحمل نرجسيتك، وتخلوا عنك عند أول مفترق. هذا حتماً ما سيفعله جهاد أزعور اذا اتفقت مع "المعارضة" على ايصاله الى القصر. دعنا نؤكد لك أن لا رئيس جمهورية دون الحوار (والاتفاق) مع الفريق الآخر. ليس من الضروري أن يكرّس الحوار سليمان فرنجية. نعلم أنك ما زلت تختزن في صدرك كلام عمته صونيا عنك وعن والدك. الكلام الذي يرفضه رئيس "تيار المردة" لأنه بعيد عن أخلاقياته".
يفترض أن يدرك رئيس "التيار الوطني الحر" ما هي هواجس حزب الله الذي، وبسبب مواقفه من "اسرائيل"، تسعى قوى خارجية وحتى قوى داخلية الى ازالته من الوجود، ما يعني أنه لا يريد رئيساً آتياً من المجهول، وقد يذهب بالبلاد الى المجهول...
الثابت أن أزعور يمتلك كفاءات عالية، والا لما عهدت اليه ادارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق النقد الدولي. في الجانب المرئي من شخصيته أنه ابن شقيقة الوزير الراحل جان عبيد الذي عرف بحنكته وبثقافته، الى استيعابه حساسية وهشاشة التوازنات الداخلية، ولحدود التدخلات الخارجية.
المعترضون على ترشيحه وعلى انتخابه، لا يؤمنون بالتماهي الميكانيكي بين ابن الأخت والخال. ما يعرف عنه أنه كان مستشاراً للرئيس فؤاد السنيورة (وما أدراك ما هو فؤاد السنيورة !)، قبل أن تسند اليه حقيبة المال، ودون أن يعرف ما اذا كانت كفاءاته فقط وراء تعيينه في ذلك الموقع المحوري في الصندوق.
رياح كثيرة تتقاطع على الساحة اللبنانية. لا بد لقيادات حزب الله أن تسأل من دفع باسم جهاد أزعور بذلك الزخم الى الضوء، ليغدو مرشح القوى المسيحية، فضلاًعن قوى "التغيير" التي ليست أكثر من ظلال لبعض نجوم المنظومة السياسية. أحاديث كثيرة وراء الستار حول صفقة (أو صفقات) في هذه المسألة. من البديهي أن يسأل الحزب عن الثمن الذي ينتظره باسيل.
هذا السؤال تطرحه جهات أخرى تقول انه مقابل رفض فريق لبناني لمفاعيل "صفقة القرن" رفض فريق آخر لمفاعيل اتفاق بكين، وبدفع خارجي بطبيعة الحال.
لا أحد يتصور أن "الروح القدس" نزل فجأة على القوى المعارضة (والمتعارضة) للالتفاف حول اسم، في أجواء توحي بأن ضغوطاً كثيرة وأموالاً كثيرة ستبذل لحمله على الأكتاف الى القصر الجمهوري. ولكن...
في اللحظة التي يتم فيها تطويب الاسم، ينطلق الصراع في ساحة النجمة، كما في الساحات الخلفية. هذه مسألة بالغة الدقة، اذا أخذنا بالاعتبار كم تضج العلاقة بين الفريقين بالشكوك وبالأشواك. اذا كان الأميركيون وراء ذلك شيء، واذا كان الآخرون شيء آخر. ربما تكون هذه الكوميديا السياسية (بالبعد الدستوري) لحرق فرنجية وأزعور معا. في هذه الحال، من هو الرجل الثالث ؟
المشهد السياسي أكثر من أن يكون سريالياً. الكل يلعبون في الظل، وان بدوا أنهم يلعبون في الضوء. تابعوا زيارة البطريرك مار بطرس بشارة الراعي لكل من الفاتيكان والاليزيه (وبدعوة ملحة من ايمانويل ماكرون). لا بد أن يكون هناك شيء ما لا في الأفق، ولطالما تلبد بالغيوم، وانما على الطاولة، خصوصاً بعد الاشارات الديبلوماسية حول أحاديث طويلة ومعمقة جرت بين قصر اليمامة وقصر الاليزيه...
بالتأكيد، ثمة خارطة طريق، دون أي تعرجات الى قصر بعبدا، بعدما كان المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل قد قال لأحد المراجع "ما يجري عندكم حول انتخابات رئاسة الجمهورية، أقرب ما يكون الى مسرحيات اللامعقول لدى صمويل بيكيت". لا نتصور أنه يعني مسرحية "بانتظار غودو" الذي لا يأتي أبداً. في أي لحظة يظهر الاسم السحري في الصندوقة الزجاجية.
الآخرون يحددون هوية "البطل". اذاً مثل شخصيات ادغار آلان بو التي تخرج من شقوق الجدران، لا مثل شخصيات صمويل بيكيت. ولكن ألم يقل دوريل "اذا لم يحصل التوافق هذه المرة، نخشى أن يسقط المسرح فينا وفيكم... " ؟
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|