إقتصاد

أي دور للإعلام في دعم الاقتصاد الوطني؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس:


 
تتظهر لدى الى المتابعين  للحالة الاعلامية في لبنان و كيفية تعاملها مع الواقع الاقتصادي بتفاعلاته و تطورات مراحله و ما شهده من ازمات  جعلت كل مواطن معنياً بمضامين هذا الاعلام لما له من علاقة وثيقة مع الودائع و المصير المالي والاقتصادي للافراد و المؤسسات  ، صورة مشوشة لترسيمة لبنان في مجال الاعلام الاقتصادي التخصصي ، ما يدفع الى طرح تطلّع مأمول للإعلام في صياغة رؤية وطنية متكاملة معرفياً و اقتصاديًا و مهنياً ، انطلاقًا من وجوبية النظر إلى الإعلام من حيث انه مسؤولية لا سلطة ، و من حيث هو خدمة و شريك في دعم كل ما يحسن صورة البلد و يحصنها ، مثل حماية الحق و الإنتصار للقضايا و دعم احوال التنمية و تشجيع ظروف الازدهار و وضع تشريعات لحماية الاستثمارات ، اضافة الى ما تتطلبه وضعية لبنان القائم إقتصاده على الخدمات و تعزيز السياحة و الدفاع الدائم عن السرية المصرفية و  نظام الاقتصاد الحر.
Advertisement

تستوجب كل هذه الخطوات وضع استراتيجية تكاملية بين وسائل الاعلام و الدولة و المصرف المركزي و الهيئات الاقتصادية و قطاعات الانتاج و المجالس و الغرف  الاقتصادية و المصارف ، تقوم على ركائز رئيسة تنطلق من الحاجة الى وضع خطط مستقبلية مدروسة لبناء العلاقة الواجب توفرها بين هذه القطاعات ، و تؤكد على ضرورة  التصدي و معالجة القضايا الحادة من اجل تكوين اعلام اقتصادي معرفي توعوي و نقدي متخصص يتوجه الى الجمهور من موقع الخبير المسؤول ، و لا يتعامل مع الناس بإعتبارهم زبائن و مستهلكين لهذا النوع من الاعلام :

1- الإعلام الشريك و المبادر ، يبقى في حدود الاعلام الاستشاري الذي عليه تقديم التحليلات المالية مدعمة بادلة إقناعية واضحة ، توافقا مع وظيفة الاعلام الاقتصادي المبني على مثلث: التخصص و المتابعة و العقلانية.
2- الاعلام الاقتصادي المتخصص ، الواجب تشجيعه وتعميم نفعياته العمقية ، بالإرتكاز الى خصوصياته بالتعامل مع الارقام و متابعة حركة الاسواق  المالية المحلية و العالمية ، و وجوب اتقان الاعلامي لغات اجنبية تمكنه من فهم المصطلحات و استخدام تقنيات تعبير  موافقة للمعنى.
 
ويعتبر من اكثر الفنون الإعلامية تطلباً للتخصص و الرصد و المتابعة و دراسة السياسات و البيانات و حركات الأسواق المالية و البورصات العالمية و معرفة مدى تأثيراتها على اقتصاد الداخل ، مع ما يستوجبه ذلك من تضلع من علوم المصطلحات و تحليل المعطيات و دراية التوقعات و الإبتعاد عن التنبؤات.
3- الإعلام الإنمائي ، و هو لا يتعدى المحاولات و المبادرات الفردية في اطارها الاسهامي التضامني و  التنظير الاكاديمي الذي يغلب عليه طابع التطور المجتمعي المبني على افكار  و المدعوم من برامج منظمات دولية و أنشطة اجتماعية تمزج بين العمل التنموي و الهدف الازدهاري.
4- دور الإعلانات ، كممول ظاهر او كشريك مضمر  و راع للبرامج و المواد الإعلامية  في الفضائيات و التلفزيونات و الاذاعات و الدوريات المتخصصة و الصفحات الاقتصادية في الجرائد اليومية. و تتطلب السياسة الاعلانية الداعمة و المرافقة للاعلام الاقتصادي المتخصص الى وضع و اتباع استراتيجيات علمية تقوم على التوجيه الإيعازي و توظيف مهارات الاعلاميين المتخصصين و قدراتهم  في مصلحة تعزيز  الانتاج و التسويق  الواعي ، و ضرورة ان يترافق ذلك مع  لزومية اعتماد شبكة اسعار  اعلانية تشجيعية منخفضة لدعم  الحالة الاقتصادية و تقوية الزراعة و الصناعة و السياحة و عمليات التصدير و التسويق و حماية المنتج وتحصين النوعية  و اعتماد قانون الجودة و حماية الاستثمارات.

5- قيادة الاقتصاد و اعتباره سلاحا نوعيا في دعم سياسة الدولة ، بالارتكاز الى انواع و فنون الاعلام  العمقي المتخصص  القادر على تقديم قراءات تحليلية واقعية و إرتقابية للواقع المالي والاقتصادي المحلي و ارتباطه بتحولات الاقتصاد العالمي.
 
الاعلام الاقتصادي بين الابيض و الاسود 
 
يحتل الاعلام الاقتصادي مركز الصدارة في صناعة الخطط و بناء الاستراتيجيات السياسية للدول ، كقوة داعمة و رديفة مساندة ، و غالباً ما يتوزع بالتصنيف بين ان يكون اعلاما أبيض او أسود . ف(الإعلام الاسود) ، يركز على الاتهام و يسعى الى اختلاق الفضائح  و يتسرع بإطلاق الأحكام ، لغاية تحقيق سبق او إفتعال ضجة ، من دون رؤية استباقية لما قد يتسبب به من ضرر و خارج اي حماية او محاسبة او تعويض لمن يقع عليه الضرر . في حين ان (الاعلام الابيض ) ، فيتصف بالعقلانية الموضوعية و المسؤولية الوطنية و المجتمعية ، من موقعه كشريك معنوي بتقديم حماية استباقية و تقويم تخصصي للحالة الاقتصادية ، واقعاً و مستقبلا و تداعيات. و من ركائز هذا الاعلام الابيض ان يؤسس لعلاقة تشاركية و لمبدأ العدالة الاعلامية التي ترصد و تقارن و توازن بين المعطيات و تقدم تقويما علميا يستند الى التخصص و الخبرة و المتابعة اللحظوية للميزان الاقتصادي و الاستقرار المالي و موازنة ألدولة و كيفية الانتقال من الاقتصاد الريعي الى حركة الاقتصاد الحقيقي القائم على عناصر الانتاج التفاعلي.
و التفريق بين الاعلامين الابيض و الاسود ، يستدعي تشجيع قطاعات الانتاج للإستثمار في تعزيز برامج التوعية الداعمة للاقتصاد و عدم الاتكال على الوظيفة التقليدية للإعلان التجاري الذي يجذب من دون ان يثقف و يعمل لمحو امية اقتصادية لدى جمهور العامة غير المتخصصة. و يبرز في هذا المجال ان البرامج الترويجية تكون انفع و اكثر جدوى و تأثيراً من الاعلانات، نظرا الى ان الوظيفة التثقيفية للبرامج الاعلانية تهدف الى تثقيف الناس و تأهيلهم ليكونوا متذوقين ناقدين ، يعرفون كيف يختارون المنتج و يقيسون مدى جودته و يوازنون بين المواد و يقيمونها و يختبرونها قبل ان يتذوقوها و يستهلكوها.
ad

تفرض قيادية الاعلام الاقتصادي ان يكون مسؤولاً عن خدمة المعرفة التي يقدمها للناس و التأكد من جودة كل ما ينشره ، و ان يعتمد مسؤولية متى و ماذا ينشر ؟ و متى و ماذا لا ينشر ؟ لأن مسؤولية اللانشر اهم احياناً من مسؤولية النشر، تماما كمسؤولية التوازن بين التسرع و السرعة.
في اوقات كثيرةً يكون الاعلام الاقتصادي ، الخبري و ليس التحليلي ، امام تحديات السبق الذي يترافق مع الفضائح المالية و اخبار الفساد و غيرها ، ما يتطلب اعتماد نظام ترصد المواد و التحقق من صحة مضامينها و التفريق بين الاعلام الفضائحي و الاعلام الاصلاحي ، منعاً للإساءة و التشويه و النيل من السمعة و تهديد صورة الامن الاقتصادي و الثقة المجتمعية بقطاعات الانتاج و الاجهزة الرقابية . فتهاون الاعلام بصناعة الوعي و التشجيع على المشاركة بالاصلاح و محاربة الفساد ، لا يمكن تداركه الا من خلال وضع استراتيجية تكاملية بين وسائل الاعلام و الإعلاميين الاقتصاديين و الدولة.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا