لأهداف عسكرية... روسيا "تلقن" طلابها أفكار دعم الحرب
مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من شهرها السادس عشر، تغرق المناهج التعليمية في روسيا بالدروس والأنشطة اللامنهجية التي تدور حول الموضوعات العسكرية والوطنية، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الجهود هي جزء من حملة الكرملين الموسعة لعسكرة المجتمع الروسي الرامية لتدريب الأجيال القادمة على تبجيل الجيش وتعزيز رواية الرئيس، فلاديمير بوتين، بأن "حربا حقيقية اندلعت مرة أخرى على وطننا الأم"، كما قال في خطاب الشهر الماضي.
وتُظهر المقابلات التي أجرتها "نيويورك تايمز" على مدار الشهر الماضي مع علماء الاجتماع والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب، بالإضافة إلى مراجعة المواد المكثفة عبر الإنترنت التي نشرتها المدارس، جهدا حكوميا شاملا لتعزيز المحتوى العسكري الوطني بجميع المدارس العامة البالغ عددها 40 ألف مدرسة.
ويعد حجر الزاوية للمبادرة هو برنامج يسمى "المحادثات المهمة"، بدأ في سبتمبر الماضي، إذ إنه في كل يوم اثنين عند الساعة 8 صباحا، تعقد المدارس تجمعا لرفع العلم الروسي أثناء عزف النشيد الوطني، ثم تعقد حصة دراسية لمدة ساعة حول موضوعات مثل المعالم الهامة في التاريخ الروسي.
وقالت ألكسندرا أركييبوفا، عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية التي تدرس ردود الفعل العامة بشأن الحرب، "إنهم يريدون الحماس، لكنهم يدركون أنه إذا ضغطوا بشدة، فقد يؤدي ذلك إلى تحفيز معارضة منظمة".
وتابعت: "إنهم لا يريدون أن يحتج الناس" على غزو أوكرانيا المستمر منذ فبراير 2022.
وبدأت جهود التلقين بشكل أساسي مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، لكن الغزو الشامل لأوكرانيا أدى إلى تسريع الخطط التعليمية.
وقال دانييل كين، رئيس تحالف المعلمين، وهو اتحاد روسي مستقل يعمل من المنفى الطوعي، "إنها تشمل جميع المستويات، من روضة الأطفال إلى الجامعة". وأضاف أنهم "يحاولون إشراك كل الأطفال والطلاب بشكل مباشر في دعم الحرب".
ولم يرد وزير التربية والتعليم الروسي، سيرغي كرافتسوف، على الأسئلة المكتوبة التي أرسلتها الصحيفة الأميركية للتعليق. لكنه قال في الخريف الماضي عندما بدأ برنامج "المحادثات المهمة، "نريد أن ينشأ الجيل الحالي من أطفال المدارس بشكل مختلف ويفخرون بوطنهم".
الطلاب يسخرون
وقالت امرأة تدعى زاريما، 47 سنة، إنها قلقة على أبنائها الثلاثة في المدرسة في داغستان، إحدى الجمهوريات الاتحادية الواقعة جنوب الجزء الأوروبي من روسيا.
وبينما كانت ترسل ابنها الأصغر، وهو تلميذ في الصف السادس إلى فصل "المحادثات المهمة"، أخبرته ألا يتدخل في السياسة أبدا. وقالت زاريما التي طلبت عدم ذكر اسمها الكامل: "نحن جميعا خائفون من كل شيء الآن".
وقدمت روسيا الحرب إلى حد كبير كفرصة اقتصادية في المناطق الفقيرة مثل داغستان، لكنها لا تفعل ذلك في المدن الكبرى مثل موسكو.
وقال غريف يودين، عالم الاجتماع الروسي الذي يجري بحثا بجامعة برينستون في مقابلة "إنهم يحاولون استهداف الأشخاص الذين لديهم موارد أقل".
وأوضح أنهم "يعطونك خيارا يعدك بالمال والمزايا، بالإضافة إلى أنك ستكون بطلا"، مشيرا إلى أنهم، حتى لو أقنعوا 20 بالمئة فقط من الشباب بالانضمام إلى الجيش، فإن هذا يمثل الكثير من الألوية العسكرية.
وتحقيقا لهذه الغاية، أعلنت وزارتا التربية والتعليم والدفاع أن التدريب العسكري سيكون إلزاميا العام المقبل لطلاب الصف العاشر.
وستتعلم الفتيات الإسعافات الأولية في ساحة المعركة، بينما سيتم تدريب الأولاد على تشكيل الحفر والتعامل مع الكلاشينكوف، من بين مهارات أخرى. ومع ذلك، هناك شكوك في نجاح هذا البرنامج بسبب أسئلة الطلاب حول الحرب على أوكرانيا.
ففي اجتماع مع اثنين من المقاتلين، سخر طلاب إحدى كليات التقنية في سانت بطرسبرغ بعد أن تساءلوا كيف يكون القتال في بلد آخر يعني أنهم كانوا يدافعون عن روسيا، وكيف يمكن أن ينظر الله إلى قتل الآخرين.
وقالت تقارير محلية إن المسؤولين وبخوا خمسة طلاب على الأقل على أسئلتهم.
وحضرت طالبة الثانوية العامة، ساشا بويشينكو، 17 عاما، أربع حصص دراسة لبرنامج "المحادثات المهمة" في فلاديفوستوك الخريف الماضي قبل مغادرة أسرتها لروسيا.
وتتذكر الطلاب الذين يشعرون بالملل ضحكوا من تلك الحصص التي تستعرض عروضا تاريخية. وقالت في مقابلة: "بعد الفصل كنا نتساءل لماذا أتينا". (الحرة)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|