"رمزية الصورة".. ظهور رئيس الوزراء السوري محمد البشير يثير القلق
وقف إطلاق النار في أوكرانيا: المصلحة الاميركية أولا
إذا كان الغزو الروسي لأوكرانيا قد زعزع أسس النظام الدولي، فإن استيلاء الصين على تايوان سيؤدي إلى إعادة ترتيب جيوسياسية عالمية عميقة، بما في ذلك إنهاء التفوق العالمي للولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، "كلما استمرت الحرب الأوكرانية في صرف انتباه الولايات المتحدة عن التحديات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كلما زاد خطر محاولة الصين لخنق تايوان من خلال حصار غير رسمي. من الواضح أن أكبر تهديد منفرد للأمن الأميركي لا يشكله التراجع الروسي وإنما صعود الصين التي تسعى لتحل محل الولايات المتحدة كقوة بارزة في العالم. ومع ذلك، يؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن عن حق أهمية المحادثات مع بكين، حيث وصف وزير الدفاع لويد أوستن الحوار بأنه "ليس مكافأة" بل "ضرورة" بعد أن رفض نظيره الصيني عقد اجتماع معه على هامش قمة آسيا للأمن في سنغافورة".
وتابعت الصحيفة، "لكن الغريب، مع ذلك، أن إدارة بايدن تتجنب الحوار والدبلوماسية مع روسيا، مما يطيل أمد الحرب في أوكرانيا، والتي تعد استنزافًا لموارد الولايات المتحدة، بعيدًا عن تعزيز المصالح الأميركية الطويلة المدى. تكشف الحرب عن أوجه القصور العسكرية الغربية، حيث يتم استنفاد ذخائر الولايات المتحدة الحرجة في ظل عدم قدرة أميركا على انتاج معدات جديدة. آخر شيء يريده الرئيس الصيني شي جين بينغ هو إنهاء حرب أوكرانيا، لأن ذلك من شأنه أن يترك الولايات المتحدة حرة في التركيز على المحيطين الهندي والهادئ".
وأضافت الصحيفة، "أما استراتيجية بايدن فهي الاستمرار في نزيف روسيا في أوكرانيا. في الواقع، إن البيان المشترك لبايدن مع قادة مجموعة السبعة الآخرين في هيروشيما باليابان في 20 أيار التزم "بزيادة التكاليف التي تتحملها روسيا" بينما تعهد "بتقديم دعم ثابت لأوكرانيا لأطول فترة ممكنة". وفي بيان منفصل بشأن أوكرانيا صدر في اليوم السابق، أعلن قادة مجموعة السبع خطوات "لتقييد وصول روسيا إلى اقتصاداتنا بشكل أكبر" وتشديد العقوبات غير المسبوقة ضد موسكو".
ورأت الصحيفة أن "الأمر الأكثر خطورة هو أن بايدن والقادة الستة الآخرون طرحوا مطالب متطرفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك أن تسحب روسيا "بشكل كامل وغير مشروط قواتها ومعداتها العسكرية من كامل أراضي أوكرانيا المعترف بها دوليًا". ولكن مع تسوية الصراع في حرب استنزاف تمنع أي من الجانبين من إحراز تقدم كبير في ساحة المعركة، فمن غير المرجح أن يحدث انسحاب روسي كامل وغير مشروط على الإطلاق. في الواقع، بعد ضم مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها رسميًا، عززت روسيا دفاعاتها للاحتفاظ بمكاسبها الحربية".
وبحسب الصحيفة، "في بيانهم المشترك، التزم بايدن وقادة مجموعة السبع الآخرين أيضًا ببذل جهود لضمان "أن تدفع روسيا تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا على المدى الطويل". وينص البيان على أن مجموعة السبع ستستمر في "اتخاذ التدابير المتاحة ضمن أطر عملنا المحلية للعثور على أصول هؤلاء الأفراد والكيانات التي تمت معاقبتهم في ما يتعلق بالعدوان الروسي وتقييدها وتجميدها ومصادرتها". ويتابع البيان، "نؤكد مجددًا أنه، وفقًا لأنظمتنا القانونية الخاصة، ستظل الأصول السيادية لروسيا في ولاياتنا القضائية ثابتة حتى تدفع روسيا مقابل الضرر الذي تسببت فيه لأوكرانيا".
وتابعت الصحيفة، "لا يقتصر الأمر على أن الحجز الأحادي الجانب للأصول الروسية يتعارض مع نظام دولي قائم على القواعد، ولكن المطالب المتطرفة التي حددها قادة مجموعة السبع هي وصفة لصراع لا ينتهي، والذي يمكن أن يفيد الصين فقط اقتصاديًا واستراتيجيًا بينما يضعف روسيا ويقوض القوة الغربية. ومع تراجع عصر الهيمنة الغربية بالفعل، ستؤدي حرب طويلة في أوكرانيا إلى تسريع التحول في القوة العالمية من الغرب إلى الشرق. وفي الوقت نفسه، فإن الزيارة السرية الأخيرة التي قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز إلى بكين تجسد جهود بايدن لتهدئة الصين في الوقت الذي يشدد فيه العقوبات والضغط العسكري على روسيا. في خلال سعيه لتحقيق الانهيار الاقتصادي وتغيير النظام في روسيا، حاول بايدن طمأنة شي أن إدارته لن تخالف "اللاءات الخمس": لا لتغيير النظام الشيوعي في الصين، لا للسعي إلى الانفصال الاقتصادي للولايات المتحدة عن الصين، لا لسياسة "صين واحدة وتايوان واحدة"، لا لاحتواء الصين، ولا لحرب باردة جديدة مع الصين".
وأضافت الصحيفة، "يخطئ بايدن إذا اعتقد أنه يستطيع استدراج الصين أو ثنيها عن التحالف مع روسيا ضد أميركا. شي مصمم على جعل الصين قوة عالمية لا منافس لها. في الواقع، تعمل الصين وروسيا، مع حلفاء مهمين مثل إيران، على تشكيل "المحور الأوراسي" لتحدي النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، بما في ذلك وضع الدولار باعتباره العملة الاحتياطية الأساسية في العالم. في ظل هذه الخلفية، سيكون من مصلحة أميركا تشجيع الدبلوماسية الهادئة لاستكشاف طرق لتحقيق وقف إطلاق النار في حرب لها تأثير سلبي على مستوى العالم من خلال إثارة أزمات الطاقة والغذاء، والتي بدورها تساهم في ارتفاع التضخم وإبطاء النمو العالمي. في غضون ذلك، يعد إطلاق أوكرانيا الوشيك لهجومها المضاد المخطط له منذ فترة طويلة بزيادة مخاطر نشوب صراع مباشر بين روسيا والناتو".
وختمت الصحيفة، "بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب، من الواضح أنه لا روسيا ولا أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون في وضع يسمح لهم بتحقيق أهدافهم الاستراتيجية الأساسية. إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق العسكري الحالي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|