محليات

الرئيس القوي والرئيس المستقوي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اقتراب بداية العد العكسي للانتخابات الرئاسية، بدأ النقاش وإطلاق النظريات، عن حسن أو سوء نية، عن جدوى أن يكون الرئيس قوياً أو أن نرضى برئيس عادي لا طعم ولا لون له بالكاد يستطيع أن يدير الأزمة في أحسن الأحوال.

طبعاُ يتحدثون من مُنطلق تجربة الرئيس الحالي الذي اتفق على تسميته الرئيس القوي، بما أنه كان يحصد الأكثرية المطلقة من أصوات المسيحيين في الانتخابات النيابية، وبالتالي أكبر كتلة نيابية، وبالتالي أكبر حصة مسيحية في مجلس الوزراء، أضف الى كل هذا، التعيينات التي قام بها خصوصاً بعد انتخابه رئيساً، في الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية والإدارية في مختلف إدارات الدولة.


الناظر من بعيد الى هذه الوقائع والأرقام، حقاً يظن أنه يقف أمام عهد بالفعل قوي، بكل ما يملك من مقدرات على كافة المستويات، تسمح له، إن أراد حقاً، أن يفعل ما لا يمكن تخيله وما لم يكن أي رئيس سابق قادراً على فعله، لأنه بكل بساطة، لم يملك أحد تلك المقومات والمقدرات… يوماً.

لكن ماذا حصل؟


عملياً، وما أظهرته التجربة المريرة، عمد هذا العهد الى العمل على خطين، الأول يتعلق بالحصص والمغانم قدر المستطاع وبقدر ما يُسمح له به، والثاني، تجيير كل هذه القوة في خدمة الميليشيا التي لها الفضل الكبير في وصوله الى قصر بعبدا، رداً لكل الجمايل (جمع جميل) التي قدمها هذا الفريق منذ عودته الى لبنان لصالح الميليشيا.

هذه الميليشيا التي أمنت كل الدعم وعلى كافة المستويات الى حليفها في اتفاق مار مخايل، جعلت هذا الحليف مديناً لها بكل شيء تقريباً، على الرغم من الدعم الشعبي الذي حصل عليه منذ انتخابات 2005 حتى 2018، ما جعل هذا العهد فعلياً، مستقوياً بالميليشيا التي أوصلته، على الرغم من أنه كان بمقدوره أن يكون قوياً بالدعم الشعبي والسياسي الذي رافق وصوله الى الرئاسة الأولى، هذا الدعم الذي كان مبنياً بقسم كبير منه على نظرية أن الحلم منذ عشرات السنين الذي تحقق، سيجعل صاحب هذا الحلم يتخلى عن الأنانية والشخصانية والارتهان، ويسعى الى دخول التاريخ بالعمل أقله، على تحقيق الشعارات التي نادى بها ودمر نصف لبنان من ورائها، لكن للأسف، بقيت هذه الشعارات على الأوراق فقط وتنام في غياهب النسيان والتناسي.

اليوم يصادف الذكرى الـ40 لانتخاب قائد القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية. كل اللبنانيين يذكرون جيداً كيف، وبـ21 يوماً فقط، وقبل أن يتسلم الرئاسة من الرئيس الياس سركيس، كيف انتظمت إدارات الدولة جميعها، كيف أعادت كل القوى الموجودة على الساحة اللبنانية حساباتها من جديد، كيف قام بعاصفة من الاتصالات الداخلية والدولية، من أجل تأمين الدعم اللازم لبناء دولة حرة سيدة مستقلة لا تهيمن عليها أي جهة لا داخلية ولا خارجية.


نعم، خلال عشرين يوماً ويوم، فعل الرئيس القوي فعلاً، ما لم تستطع عهود مستقوية، سُميت بالقوية، على فعله بـ6 سنوات كاملة.

نعم نريد رئيساً قوياً وليس مستقوياً بأحد، ينتشلنا بصلابته ووطنيته ونزاهته وجرأته وعزمه وضميره… من جهنم العهود التابعة والمستقوية، الى نعيم العهود ليس فقط القوية، وإنما النزيهة الشريفة والوطنية.          ميشال طوق

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا