لودريان يعود إلى بيروت... سياسة فرنسية جديدة؟
تكتسب الفترة الفاصلة عن يوم الأربعاء المقبل، دلالات مفصلية، كونها ستحمل الخلاصات النهائية والحاسمة للملف الرئاسي، والذي دخل منعطفاً جديداً داخلياً في ضوء الحراك الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي باتجاه "الثنائي الشيعي"، وخارجياً عبر الإستدارة الفرنسية اللافتة المتمثلة في إيفاد الرئيس إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، وذلك، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية، مع ما يحمله هذا الأمر من تأثير على المقاربة الخارجية للإستحقاق الرئاسي، والتي ستؤدي عملياً إلى مفاجآت، قد تكون ساحة النجمة مسرحاً لها في الجلسة الإنتخابية المقبلة.
وتكشف مصادر سياسية مطلعة لـ"ليبانون ديبايت"، عن أن الحسابات المحلية التي حكمت المعادلة الرئاسية عندما كان الملف الرئاسي في يد المستشار والسفير باتريك دوريل، قد شهدت انقلاباً بانت ملامحه في الساعات ال24 الماضية، ومن خلال جملة أمور بدأت مع التقاطع العريض بين المعارضة و"التيار الوطني الحر"، وعدد من النواب المستقلين والتغييريين حول تسمية الوزير السابق جهاد أزعور، ولن تنتهي مع قرار "الثنائي الشيعي" بمراجعة حساباته ورهاناته على انقسام قوى المعارضة.
ومع تولي لودريان الملف اللبناني، وهو المعروف بخبرته في مواجهة الأزمات، تدخل الأزمة السياسية، وليس فقط الأزمة الرئاسية، مرحلة مختلفة عن السابق، كما تضيف المصادر، والتي تردّ القرار الفرنسي إلى المعادلات الإقليمية الجديدة، والتي فرضت واقعاً مختلفاً، ورسمت خطاً فاصلاً ما بين الإنسداد الرئاسي وبدء البحث بالحلول على أكثر من مستوى، ولو من دون أن يكون النجاح حليف لودريان في مهمته الشاقة.
والثابت، كما تشير المصادر، أن الإنعطافة الفرنسية هي خطوة في مسار خارجي ستكون خطوته الثانية في الإجتماع المرتقب لممثلي دول اللقاء الخماسي الباريسي، إلاّ أنها لم تهمل التذكير بالمحطات التي طبعت مهمة لودريان السابقة في بيروت، كما بمواقفه الحاسمة والتحذيرية خلال العام 2021 ضد الذين كانوا في تلك المرحلة يعرقلون تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب، ويمنعون الإصلاحات والمعالجات لمواجهة الإنهيار المالي الخطير. وبالتالي، لا تستبعد المصادر، أن يكون الحديث عن عقوبات على معرقلي الإنتخابات الرئاسية، والذي انطلق من قبل الإدارة الأميركية، سينسحب على إدارة الرئيس ماكرون، التي أعادت إيفاد لودريان الديبلوماسي المخضرم، والخبير الذي كان سبق وأن لوّح بالعقوبات من أجل الضغط على المسؤولين اللبنانيين غداة انفجار مرفأ بيروت، خصوصاً وأنه اعتبر في حينه، أنه على الرغم من أن فرنسا نفّذت التزاماتها حيال لبنان، فإن الطبقة السياسية لم تفِ بهذه الإلتزامات
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|