الصحافة

الماعز يهدد الأمن الاستراتيجي لـ اسرائيل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هوذا اللبناني الآخر في لبنان الآخر. لا لبنان الصفقات، ولا لبنان الأقبية، ولا لبنان خطوط التماس، ولا لبنان الذي يبحث عن رئيس في فتات الموائد...

اسماعيل ناصر، راعي الماعز الذي بنقاء الصخر، وبصلابة الصخر، وقد ترعرع بين الصخور، كما بين الأقحوان، تصدى بصدره للجرافة الاسرائيلية، قبل أن يقف الى جانبه أولئك اللبنانيون الآخرون في لبنان الآخر، ويواجهون الميركافا بالحجارة.


لم يعد اللبناني من يخاف. الاسرائيلي، وبالأرماد الهائلة من يخاف. أفيخاي أدرعي تحدث عن «لبناني حاول انتهاك سيادة اسرائيل». كاد يقول «الذي يهدد الأمن الاستراتيجي لاسرائيل». على مواقع التواصل قرأنا هذا التعليق الرائع «... حتى الماعز أثار هلع الميركافا»!


هكذا نريد للمقاومة أن تبقى، وقد قهرت القوة التي لا تقهر، لا أن تدخل في دهاليز السياسة في لبنان، وكنا قد أشرنا الى ما قاله لنا خبير في صندوق النقد الدولي «لم يتركوا ثقباً لفأرة خالياً من الفساد».

وها هم يبحثون عن رئيس للدولة لا دور له سوى أن يقف على باب المغارة، وأن يرفع الكؤوس لمصاصي الدماء. تلك الكوميديا السوداء التي ذهبت بنا الى جهنم، نقول بالصوت العالي «لتذهب هذه الجمهورية الى جهنم «.


هكذا المشهد طربوش فارغ لملء الفراغ. من ذاك المرشح الذي وقف بيننا ليقول «هذا هو برنامجي لوقف الكارثة»، حتى اذا ما حالوا بينه وبين تنفيذ برنامجه فضحهم واحداً واحداً على رؤوس الحراب. لن نقبل بطربوش فارغ على كرسي فارغ، ولن نقبل بمن يزحف الى القصر، حيناً على بطنه، وحيناً على ظهره...

الى اجتثاث الفساد، اجتثاث العفن الذي يملأ الرؤوس. تريدون مثالاً على ذلك التعفن ؟ ذات يوم قلت لأحد وزراء الخارجية الذين يؤتى بهم من سراويل ملوك الطوائف «حين وزعت الأمانة العامة للأمم المتحدة الخارطة التي تظهر نقاط انتشار القوات الدولية (الأندوف) في مرتفعات الجولان لحظت مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، كجزء من هذه المرتفعات. كيف لم يلاحظ ذلك مندوبنا لدى المنظمة الدولية أو صاحب المعالي بالرأس العثماني؟


رده العجيب، في بلد العجائب،»أن الخارطة كانت من الصغر بحيث لم تكن لتشاهد بالعين المجردة». الحقيقة لا مندوبنا في نيويورك ولا وزيرنا في قصر بسترس، التفت الى الخريطة. الاسرائيليون يلاحقون كل حبة تراب في ما يصفونها بـ «أرض الميعاد».

أثارنا تعقيب اليوت أبرامز، الحاخام الديبلوماسي الذي تنقل، منذ الثمانينات بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وقد دعا فيه، بعد متابعة ما حدث في تلال شبعا، الى تغيير المعادلة القائمة على جانبي الحدود، أي ضرب لبنان. أيها الرجل، لقد نبشنا عظام يوشع بن نون، وعلقناها على الخط الأزرق.


أبرامز أحد كبار منظّري الأمبراطورية التي قال فيه دونالد ترامب، صاحب شعار «أميركا العظمى» انها تتفكك، و»اننا أمة فاشلة»، في تعليقه على التهم الموجهة اليه والتي اذ قد تدخله السجن، قد تدخله التاريخ أيضاً كأول رئيس أميركي يحكم من وراء القضبان.

المستغرب هنا ما شاهدناه في أقبية منتجعه الفاخر على ضفاف الكاريبي. صناديق مكدسة، وتحتوي على آلاف الوثائق السرية. ألا يستدعي ذلك التساؤل : لحساب من يتجسس الرئيس الأميركي ؟!

الرئيس الذي، بعد هاري ترومان، الأكثر تفاعلاً مع الدولة العبرية. لعله يعرف أنه لو كان باستطاعة الثالثوث نتياهو ـ بن غفير ـ سوتريتش، تغيير المعادلة الحدودية مع لبنان لما تردد للحظة. لا نسخر حين نقول أن الاسرائيليين الذين يعانون من «عقدة لبنان»، قد يرون في الماعز الذي ينتشر على تخوم مزارع شبعا تهديداً للأمن الاستراتيجي.

وكنا قد أجرينا حديثاً مع الأخضر الابراهيمي فهمنا منه ألاّ زوال لاسرائيل قبل زوال أميركا، وهو المستحيل..

نستعيد ما نقلناه عن آرييل شارون لأوريانا فالاتشي صيف 1982، «الجنرالات عندنا يعلمون أن التراجع خطوة واحدة يعني التراجع الى الأبد».


في ذلك اليوم المقدس من عام 2000، بدأت رحلة العودة من أرض الميعاد...

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا