الصحافة

منازلة جعجع - باسيل: مَن يكش الملك أولا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكشف الاستحقاق الرئاسي "عورات" القوى السياسية اللبنانية التي تتلطى خلف شعاراتها وتتصرف في الواقع عكس ما تقول. وفي الشارع المسيحي يلعب كل طرف على المكشوف لاسقاط طموحات الطرف الآخر، رغم أن اللعبة انحصرت بشكل اساسي بين الحزبين الاقوى على الساحة "القوات والتيار"، فيما تتفرج القوى المسيحية الأخرى على المنازلة التي لا زالت تقتات من فُتات تاريخها.

واذا كانت مصيبة إيصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة قد جمعت التيار والقوات على مبدأ تطيير الرجل، فإن الكثير من الاستحقاقات والمحطات الخلافية بين الحزبين فتحت معركة زعامة الشارع المسيحي في مرحلة التسويات المقبلة علينا. فماذا يُفكر باسيل وكيف يريد الثأر من السنوات الماضية التي أرهقت تياره السياسي في ضوء ثورة 17 تشرين؟ وماذا عن رئيس القوات الذي يتمدد مُستفيدا من النقمة على التيار ورئيسه، ومن "جمهورية حزب الله" المُساهم الاكبر بتوسع دائرة المؤيدين لخطاب القوات؟

بالنسبة لباسيل، يعمل الرجل على أنه الخيار الاستراتيجي الصائب في مرحلة التسويات، فقد حافظ على الصعيد الاقليمي على مسافة واحدة من جميع الاطراف. لم يقطع علاقته بدمشق بل كان المدافع الابرز عن "الخط المُقاوم" وحرص على استقرار العلاقة مع دمشق وطهران، وتمسك بنهج حزب الله كمقاومة دافعت عن ثوابت لبنان وقوته. يعتقد باسيل أن موسم حصاد الخيارات الاستراتيجية قد حان وبات القطاف على الابواب.

وفي الداخل يرى المؤيدون لرئيس الوطني الحر أن الرجل نصب فخا محكما لخصومه وتحديدا القوات اللبنانية والتغييريين عندما طرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور قبل أشهر ووضع الى جانبه الاسم الاكثر استفزازا للقوات وهو الوزير السابق زياد بارود، لعلمه أن العودة الى لائحته من قبل القوات والمعارضة ستكون حتمية وعلى خيار أزعور كونه أكثر قبولا مقارنة مع بارود. في المقابل، رفض رئيس التيار محاورة حزب الله بلائحة رئاسية لا تضم الا اسم سليمان فرنجية واكد لحارة حريك ان القلب مع المقاومة استراتيجيا اما العقل فضدها داخليا طالما انها مُصرة على اسم رئيس تيار المردة. انتظر الرجل انتهاء الجولة الاولى من السباق الرئاسي والتي استمرت احدى عشرة جلسة كان ميشال معوض منافسا للورقة البيضاء، قبل أن ينتقل الجميع الى المرحلة الثانية التي ستُدشنها جلسة الاربعاء.

سرق باسيل الدور عن الرئيس بري فقرر إخراج أرنبه الرئاسي في التوقيت الصعب لحشر الخصوم والاصدقاء على طريقته. فبالنسبة لحزب الله يرى باسيل أن القيادة المتمسكة بفرنجية سياسيا واخلاقيا، ستتخلى عنه في المرحلة المقبلة عندما يحين وقت التسوية الكبيرة، ولكنها تحتاج الى تبرير مقنع يحفظ تحالفها مع رئيس المردة ولا يُظهر الامين العام لحزب الله في موقع المُتخلي عن حليفه، كما يُريح الحزب في علاقته مع الرئيس بري اذ يجد نفسه مُحرجا امام رئيس حركة أمل الذي كان أول المُبادرين بطرح فرنجية والمُتمسك به كتمسك حزب الله بالرئيس ميشال عون في العام 2016.

وعندما تحدث عضو كتلة لبنان القوي النائب سيمون ابي رميا عن ظروف ترشيح أزعور وبأن طرحه جاء لاسقاط فرنجية، كان يعكس وجهة نظر باسيل الذي يتقن جيدا توزيع الادوار داخل تكتله وتياره السياسي الذي لا زال متماسكا على عكس ما يظهر في الاعلام، أو ما يريد باسيل إظهاره لغايات تتطلبها اللعبة السياسية والسباق الرئاسي، وبالتالي فإن ما يُخطط له باسيل في الجلسات المقبلة، هو حتما اسقاط فرنجية بضربة من أزعور، وتمديد الجلسات الى حين تقاعد قائد الجيش وعندها يخرج ايضا من دائرة المنافسين لرئيس التيار

في المقابل، يخطط رئيس القوات سمير جعجع من معراب للاطاحة بالشر الاكبر الذي يدعم رئيس التيار وهو حزب الله، فبالنسبة له يلعب باسيل دور الكومبارس في مسرحية "الممانعة" التي تحاصر أكثر من عاصمة عربية وتسعى الى التوسع على حساب القوى السياسية الرافضة لسياستها. يتفق جعجع مع باسيل على ضرورة ضرب سليمان فرنجية بأي مرشح قوي. الاتفاق بين القوات والتيار يعطي المرشح هذه القوة، وعليه كان الاتفاق على ازعور وهو ما ستترجمه جلسة الاربعاء إن سارت على طبيعتها من دون اي تعطيل مسبق من الطرف الآخر.

اسقاط فرنجية هو المرحلة الاولى بالنسبة لجعجع، الذي يرى أن المرشح التوافقي موجود ومخبأ بانتظار اللحظة الاقليمية، وهو يريد دعمه وايصاله لأنه يشكل ضربة لباسيل ان وصل، وقادر على تفكيك تكتل لبنان القوي وضم الجزء الاكبر من نوابه الى تكتل جديد يكون كتلة رئيس الجمهورية في المجلس.

وتتطلع معراب الى التسوية الايرانية السورية على أنها تقلص دور ايران في المنطقة مقابل العودة السعودية اليها، لاسيما في بغداد دمشق وبيروت، وهذا الامر سينعكس ايجابا على حلفائها الذين واجهوا حزب الله في عز المعركة وتمكنوا من تثبيت أنفسهم على الساحة الداخلية من خلال كتلة نيابية كبيرة او عبر الوقوف بوجهه عندما حاول اعادة سيناريو 7 ايار في الطيونة.

الغاء باسيل وتياره السياسي برأي جعجع ينطلق بخطاب تجييش على الحزب يتلقفه الشارع المسيحي الغاضب من "كونتون حزب الله" في الضاحية وبالمناورات العسكرية على الشريط الحدودي، وبالتحريض اكثر على فكرة الغاء النظام السياسي الحالي والذهاب نحو النظام الفيدرالي الذي يريده الشارع المسيحي. وعند الحديث عن مستقبل التيار الوطني الحر يُبادر القواتيون الى التصويب نحو الجامعات وجيل الشباب حيث يسيطر الحزب على أكثر من خمسين في المئة منهم وهو رقم قادر على السيطرة على القرار الشبابي بعد سنوات ان استمر التيار في ادائه غير المنضبط.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا