الصحافة

إذا استقال نبيه بري

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

غريب أن تصل السذاجة ببعض القادة الحزبيين حد محاولة تهريب رجل الى القصر بطريقة تهريب الحشيش. لا نتصور أن جهاد أزعور يرغب في ذلك، وهو الذي تكلم في بيانه بلغة رجل الدولة لا بلغة شيخ القبيلة.

المرشحان اللذان على الطاولة حتى الساعة، مرشحان افتراضيان. هذه حال الناخبين في ساحة النجمة. كلنا أمام الأزمة الدستورية كائنات افتراضية في دولة افتراضية. لا رئيس جمهورية الآن، بانتطار ما تأتي به التحولات الاقليمية والدولية الراهنة.

الأميركيون الذين يطبقون على الشرق الأوسط منذ نحو مائة عام، باتوا يخشون من أن يفلت من أيديهم. ها هم يعودون الى البحث عن نقاط التقاء مع الايرانيين حول البرنامج النووي. «الاسرائيليون» الذين طالما هددوا بالضربة الصاعقة، تراجعوا عن لهجتهم السابقة لادراكهم مدى المأزق الأميركي بعد الاتفاق السعودي ـ الايراني، وبعدما تأكد أن العلاقات بين الرياض ودمشق تمضي نحو حل الأزمة السورية بكل وجوهها.

اذاً، الاربعاء جلسة افتراضية. ولكن ماذا لو أظهرت الصندوقة الزجاجية وجود اختلال في الأصوات بين مرشح الثنائي ومرشح التقاطعات؟ وهل حقاً أن مرجعاً روحياً حذر بعض قادة الكتل من محاولة اللعب مع الرئيس نبيه بري الذي، ببراعته الهائلة، قد يقلب الطاولة على من يلعبون باعلان استقالته من منصبه (للعودة اليه في وقت لاحق) اذا لاحظ وجود سيناريو ما يمكّن مرشحهم من الحصول على 65 صوتاً. أي جمهورية وأي رئيس جمهورية في هذه الحال؟

الثابت أن الاختلال بات واقعاً. هنا يتبلور المشهد الخطير، لكأن المعركة الدستورية تتوخى عزل الثنائي ، بالأحرى حصار حزب الله، دون أي اعتبار للتحولات التي تحدث حولنا، ومع التأكيد بأن مَن يشيعون أن الحزب قد يرد بالقوة أو بالقمصان السود، بعيدون جداً عن فهم الطريقة التي يفكر بها.

على كل، كثيرون (جداً) من «البيئة الحاضنة» يتمنون لو أن الثنائي يبتعد عن السلطة في هذا الوقت، وهو الوقت الضائع، «لكي يغرق الفريق الآخر مثلما غرقنا على مدى السنوات الست المنصرمة، حين تمكنت الأيدي الغليظة من اسقاط عهد الجنرال بالضربة القاضية، وحتى اسقاط الجنرال شخصياً، لتدخل البلاد في هذا الجحيم»...

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، العائد من الفاتيكان والاليزيه، أصغى بدقة الى ما قيل هناك. يعلم أن السياسات (والرهانات) المجنونة لبعض القادة لا تهدد فقط ما تبقى من الدورالمسيحي، بل وحتى الوجود المسيحي.

المنطقة ولبنان منها، في الطريق الى واقع آخر، ما يفترض بالقادة المسيحيين أقصى حالات الحذر، لا المجازفة في الوقت الخطأ. صحيح أن الأميركيين يريدون رئيساً يواجه حزب الله، لكنهم ينظرون بالكثير من التوجس الى الخط الأزرق. يخشون من أي تطور يزعزع الستاتيكو، ويزعزع بالضرورة اتفاق الترسيم.

بمعنى آخر، الأميركيون الذين يخوضون الصراع في الشرق الأوروبي، بانتظار الصراع في الشرق الآسيوي، يعارضون وقوع أي هزة أمنية في الشرق الأوسط.

ولكن هناك بين أولئك القادة مَن هم مستعدون للذهاب بذلك العقل الدونكيشوتي الى النهاية. نهاية الوجود المسيحي (تلقائياً وجود لبنان). الكل يعلم ما كانت نتيجة ابرام اتفاق القاهرة (1969) مع ياسر عرفات، وما كانت نتيجة نثر الورود على دبابات آرييل شارون، وهي في طريقها الى القصر الجمهوري. الآن، الظروف تغيرت كثيراً، لا مجال للخطيئة الثالثة...

لا أحد في الوقت الحاضر، ينتظر تفكيك (أو تفجير) لبنان سوى «اسرائيل»، بانتشارها الأخطبوطي. «الموساد» جاهز للاغتيالات بالتداعيات الكارثية. لنعد الى ما صرح به يهوشوا ساغي، رئيس الشعية العسكرية في هيئة الأركان «الاسرائيلية» ابان الاجتياح، حول نظرة الدولة العبرية الى مسيحيي لبنان، ليدرك القادة المسيحيون كيف يفكر لصوص الهيكل.

اذا كانت هناك بقية منطق لدى من يدورون حول الخنادق ( الدوران حول القبور)، عليهم الدعوة الى الغاء الجلسة، والتوجه الى الطاولة المستديرة، قبل ارغامهم على التوجه اليها في ظروف أخرى وبموازين قوى أخرى... 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا