دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
"جريمة" لا يغفرها بوتين... ما علاقة الجيش؟
وُضع كثير من الروس في السجن أو تعرضوا للملاحقة والتضييق لمجرد انتقاد الجيش، أو حتى مناقشة ما يسميه الكرملين "العملية الروسية الخاصة"، وبشكل خاص إذا كانت تلك المناقشة مستقلة أو تطرح رؤى مختلفة عما يريده الكرملين.
لكن رجلا واحدا في روسيا، هو يفغيني بريغوزين، قائد المرتزقة سيئة السمعة (فاغنر) يجاهر منذ أشهر باتهام القوات المسلحة بمختلف التهم الخطرة، من دون أن يتعرض إلى العقاب.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن بريغوزين كان عالقا لأسابيع في نزاع شرس مع القيادة العسكرية الروسية، حيث اتهم مرارا وتكرارا وزير الدفاع سيرجي شويجو وغيره من القادة بعدم الكفاءة.
واتخذ النزاع منعطفا خطرا هذا الشهر عندما انتهى الأمر بمقاتلي فاغنر والجنود الروس النظاميين في تبادل لإطلاق النار بالقرب من باخموت في شرق أوكرانيا، والذي انتهى باحتجاز المرتزقة لضابط برتبة مقدم.
وتقول الصحيفة إنه فيما يعلن بريغوزين ولاءه الكامل لبوتين، يبدو مركزا على تعزيز شعبيته بين الروس من خلال المؤتمرات الصحفية التي يعقدها باستمرار، وأيضا الخطابات عبر الفيديو والتعليقات عبر قناة تلغرام التي يمتلكها.
ويخاطر قائد المرتزقة، وفقا للصحيفة، بعبور "خط أحمر" جراء كل هذا الظهور الإعلامي في بلد لا يتسامح كثيرا مع الدعاية لغير الرئيس.
لكن صمت بوتين، كما تقول واشنطن بوست، عن تصرفات بريغوزين، يدفع كثير من المراقبين إلى التساؤل.
ولا تسير "العملية العسكرية الخاصة" كما كان بوتين يتمنى، خاصة مع بدء هجوم أوكراني مضاد يبدو إنه يثير توتر بوتين.
وتنقل الصحيفة عن عباس غالياموف، كاتب خطابات الكرملين السابق والمحلل السياسي قوله إن "النظام لا يستطيع ببساطة قمع ممثلي المعسكر "الوطني" في هذا الوقت.
وأضاف "إذا مارسوا ضغوطا على هذا الجزء من الجمهور، فسوف يتحولون إلى معارضة ويقولون، اتضح أن منتقدي بوتين كانوا على حق وأنه تحول حقا إلى ديكتاتور".
ويقول محللون آخرون للصحيفة إن بوتين واثق للغاية من قوة سلطته، ولا يرى أي تهديد من بريغوزين، وهو ما قد يكون "خطأ في التقدير".
وقالت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا للصحيفة إن "بريغوزين في منطقة رمادية حيث أن لديه تفويضا من بوتين للتصرف، لكن حدوده غير محددة بوضوح"، مضيفة "لذا فإن بريغوزين يختبر حدوده، ولا يرى أي مقاومة جادة، ويستمر في دفعها أبعد".
وأشارت ستانوفايا إلى أن هناك احتمالا بأن بوتين "لا يشعر تماما بحجم" ظهور بريغوزين المتزايد.
وقد حظرت شبكات التلفزيون الحكومية، التي يعتبرها بوتين مسيطرة على الرأي العام، بريغوزين بشكل أساسي من موجات الأثير، وقصرته على وسائل الإعلام على الإنترنت ومدونات تلغرام.
وقال ستانوفايا "في عالم بوتين، الإنترنت، كل هذه المواقع والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، هي الهامش".
وهناك القليل من استطلاعات الرأي حول جاذبية بريغوزين على مستوى البلاد، لكن تقريرا حديثا من Russian Field، وهي وكالة أبحاث مستقلة، ذكر أن 2 في المئة من الروس الذين شملهم الاستطلاع سيصوتون لصالح بريغوزين في سباق رئاسي.
وهذه النسبة تقترب من النسبة التي حصل عليها معارضون بارزون مثل نافالني، وهي أعلى من العديد من السياسيين، بمن فيهم غريم بريغوزين، وزير الدفاع شويغو، لكنها أقل من نسبة بوتين البالغة 30 في المئة.
ويعتقد المحللون عموما، وفقا للصحيفة، أن بريغوزين لديه فرصة ضئيلة للحصول على حياة سياسية ناجحة لأن رسالته، مثل رسالة الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، غالبا ما تكون متطرفة للغاية بحيث لا يتردد صداها لدى الروس العاديين، ناهيك عن النخبة في البلاد.
وتقول الصحيفة إن أحد الاحتمالات هو أن بريغوزين يضع نفسه في مواجهة الأوليغارشية الآخرين للحصول على ميزة في روسيا ما بعد بوتين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|