في لبنان: الحلول جاهزة بانتظار كلمة السرّ.. الحكومة ثم الرئاسة وإلا الفراغ
على الرغم من الأجواء الباردة التي احاطت باللقاء الرابع بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي في بعبدا أمس، فإن مصادر نيابية متابعة لفتت الى لمحة ايجابية رافقت اللقاء وتمثلت بتصوير الرئيسين وهما يتصافحان، بينما العادة ان يتصورا جلوسا، ومثل هذه الاشارة ليست عفوية، بل مقصودة تماما.
ومن هنا، تضيف المصادر، انها ان لم تكن متفائلة بالمطلق، فهي أقل تشاؤما بالآتي من الأيام، وفي تقديرها ان تشكيل الحكومة مرتبط بالاستحقاق الرئاسي، وعدم قيام الحكومة، يعني ان الفراغ الرئاسي حاصل. ومن هنا الترابط بين الاستحقاقين، الحكومة بداية، والرئاسة نهاية، وإلا علينا البحث عن «دوحة» جديدة تخرجنا من حفرة الفراغ، أو مؤتمر تأسيسي كالذي يرنو اليه بعض القوى الحزبية.
ولكن ما العائق الحائل دون فتح ابواب الحلول، وقد ضاقت المهل الدستورية في الحالين، المصادر تحدثت عن كلمة سر، ينكرها البعض، وهذه الكلمة تأتي من الخارج لا من الداخل المتلقي بطبيعته، واللافت هنا ان الأطراف المعنية بالملف النووي الايراني اجمعت على التقدم الملموس. وكذا الحال بالنسبة لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل فالمفاتيح في الأقفال، بانتظار من يطلب من «سمسم» ان يحركها، وهذا مستبعد الآن على الأقل، وقبل زوال غبار الغارات الاميركية على شرق سورية.
وعن مصير الرئاسة في حالة الفراغ، اعتبر أحد المصادر ان معلوماته، تستبعد الوصول الى الفراغ، اما اذا قدر الله وحصل، فإن الرئاسة ستكون للمرشح الأقوى مؤسساتيا واخلاقيا بالطبع.
والى جانب هذه المعطيات، الدولية والاقليمية، كانت لافتة مجموعة اشارات صدرت عن حزب الله مؤخرا، أوحت باقتراب مسلسل الأزمات اللبنانية، من حلقاته الأخيرة، وسمة هذه الاشارات المرونة التي ظهرت في خطابات أمينه العام السيد حسن نصر الله المتتالية، بدءا بدعوته الى استعجال تشكيل الحكومة مماشاة للحلفاء، او قناعة بما يجب ان يكون وانتهاء بالاستعداد لفتح النقاش في ملف الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، بحسب تعبير نصر الله في اطلالته الأخيرة، وكان مثار اهتمام سياسي وديبلوماسي، مرورا بالتفافه على مسألة التوقيت الذي كان حدده لاعلان اسرائيل قبولها «بالشروط اللبنانية» لترسيم الحدود البحرية، وبالتالي عدم تمسكه بموعد الأول من سبتمبر وحديثه عن اهمية الانتظار.
كل هذه المستجدات تنم وفق المصادر عن اقتراب الازمات اللبنانية من نقطة التحول، وأهمها ما بدا مؤكدا من تفاهم ما، قد تم حول ترسيم الحدود البحرية بمعزل عن توقيت التوقيع، بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في الخريف كما يروج في لبنان، او بعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية، كما يروج الاسرائيليون. وكذلك الحال بالنسبة لسلاح حزب الله، الذي لأول مرة يتطرق اليه السيد نصر الله، من خلال حديثه عن استراتيجية الدفاع الوطني، مع تأكيده على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.
وفي سياق متصل، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه أمس قوله: ملف الترسيم ماض في الطريق الصحيح، الذي سيحفظ حقوق لبنان في مياهه وثروته.
في غضون ذلك، تنشط القوات اللبنانية وعلى خط اللقاءات لتوحيد الموقف من الاستحقاق الرئاسي، وعلى اكثر من مسار لتأمين الحد الأدنى من التفاهم بين القوى السيادية ونواب التغيير والمستقلين، وكان لافتا، دعوة حزب الكتائب للمشاركة في «قداس شهداء المقاومة» اللبنانية، الذي سيقام في معراب.
وفي «بنشعي» التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بنواب التكتل الوطني المستقل. واعتبرت النائب غادة ايوب أن معركة رئاسة الجمهورية، معركة وجودية، تتطلب وجود رئيس سيادي يخلص لبنان من الواقع الذي هو فيه.
وردا على سؤال لقناة «الجديد»، قالت: «الدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية يريد رئيسا لبنانيا، وهو ابدى استعداده لدعم الرئيس السيادي، وقريبا يظهر السيادي من غير السيادي، لقد انتخبنا الرئيس عون فأتى بحزب الله الذي جعل منه رئيس ظل».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|