الحراك الديبلوماسي لم يتوقف وسلة حلول بوجوه جديدة: الخازن للرئاسة ومنصور للحكومة
مرة أخرى، اللبنانيون بانتظار الترياق الرئاسي من باريس، لكن مطعما بالنكهة العربية هذه المرة، ما يعطيه المزيد من القدرة على الشفاء، وفق توقعات المصادر السياسية المتابعة في بيروت. فقد حث البيان الصادر عن الإليزيه، بعد لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على «ضرورة الإسراع في وضع حد للفراغ السياسي والمؤسساتي في لبنان». وتضمن البيان «أن عدم انتخاب رئيس، منذ ثمانية أشهر، يبقى العائق الرئيسي أمام استمرار الأزمة».
وكان لافتا، في بيروت، مشاركة المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في المحادثات ضمن الوفد الفرنسي، ما يعني أنه مازال ممسكا بالملف اللبناني، الى جانب وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان الذي يوفده ماكرون إلى المنطقة لمتابعة هذا الملف، وهو سيصل إلى بيروت يوم الأربعاء، والخميس يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
وفيما حث بيان الاليزية على اخراج لبنان من الفراغ، لاتزال بعض الأطراف الداخلية تتصرف وكأن شيئا لم يتغير بعد جلسة الانتخاب الرئاسية الفاشلة.
لكن المصادر المتابعة تؤكد لـ«الأنباء» أن الحراك الديبلوماسي لم يتوقف، ودائما ضمن إطار الأجواء المستجدة وآخر المعطيات المتداولة، أن اسما جديدا اضيف إلى لائحة المتقدمين لرئاسة الجمهورية، وهو اسم النائب عن كسروان فريد الخازن، المتحالف نيابيا مع طوني سليمان فرنجية، والمقبول من بكركي خصوصا، فآل الخازن هم حراس الصرح تاريخيا، وإن كان عرضة لتحفظ الكتل النيابية المسيحية الكبرى وتحديدا «حزب القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».
ولن يكون اسم الخازن وحيدا في صفحة الحلول التي ستبصر النور قريبا، اذ يجري في موضوع رئيس الحكومة، التداول باسم مصرفي خبير ليكون صاحب الحظوة، لأن البلد بحاجة لاختصاص كهذا من اجل معالجة هذا القطاع، والمقصود عبد الحفيظ منصور المسؤول عن لجنة التحقيق المصرفية في مصرف لبنان المركزي.
وبعد الوزراء، ستتضمن سلة الحلول مواقع كثيرة في الدولة، يتعين تحريرها من قبضة الفراغ الحاصل أو الآتي، كرئاسة أركان الجيش، والمجلس الأعلى للدفاع، وحاكم المصرف المركزي، وقادة الأجهزة الأمنية والمؤسسة القضائية التي نالها الكثير من العناء في المرحلة العونية السابقة.
بعض الأوساط الحزبية، تستبعد أن تكون مثل هذه الطروحات مسك الختام، بالنسبة لأزمة الاستحقاق الرئاسي، وتفضل اعتبارها جزءا من ملهاة جديدة للبنانيين، ريثما تنضج التحضيرات الدولية لساكن بعبدا الجديد.
والملهاة الجديدة للبنانيين، هي بنظر فريق المعارضة في مثل ما طرحه نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، من عين التينة بعد لقاء رئيس المجلس نبيه بري، عن انتخابات مبكرة، هي أفضل وسيلة لإشغال اللبنانيين عن همومهم الرئاسية والمعيشية، بعدما ارتفعت اسعار الغذائيات 350 ضعفا، بحسب البنك الدولي.
«حزب القوات اللبنانية» أكد رفضه الأسباب التي تحدث عنها النائب بو صعب لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وقالت مصادره إن أسباب عدم الانتخاب تعود إلى من يعطلون النصاب، ولا يلتزمون الآليات الدستورية.
وأضافت: ان هناك فريقا سياسيا لا يطبق الدستور، وهو منزعج من ميزان القوى النيابية، المانع للممانعة من انتخاب مرشحها، وأنهم أمام هذا الانزعاج، يطالبون بانتخابات نيابية مبكرة، لأنهم عاجزون عن فرض مرشحهم الرئاسي، كما اعتبرت أن طرح الانتخابات المبكرة رسالة يوجهها بو صعب، من منبر الرئيس بري إلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لتذكيره بأن جزءا من كتلته النيابية، وصل بأصوات ناخبين قرارهم عند «حزب الله».
غير أن النائب أشرف ريفي رأى دعوة بو صعب في مكانها الصحيح، مثنيا على اقتراح الانتخابات المبكرة، ودعا إلى استفتاء الناس مرة جديدة، علهم يفرزون غالبية واضحة ومتماسكة، على أن تنتج مجلسا يحدث التغيير، ويرفع الهيمنة عن الدولة والمؤسسات، خصوصا بعد فشل المجلس الحالي في إنقاذ البعض.
ونفت مصادر نيابية أن يكون ما قاله بو صعب كتبه الرئيس بري، في حين أكد النائب غسان عطا الله، عضو «تكتل لبنان القوي»، بأن بو صعب، لم ينسق طرحه الانتخابات النيابية مع قيادة «التيار الوطني الحر»، وأنه يمثل رأيه الشخصي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|