بوصعب: طرحتُ على بري أن يقوم النواب بمبادرة ذاتيّة بالإستقالة... هكذا جاء جوابه!
في ظل انسداد حل ازمة انتخابات رئاسة الجمهورية، التي عقد لها مجلس النواب 12 جلسة، بدأت في ايلول الماضي وكان آخرها في 14 حزيران الحالي، ولم تنته الى انتخاب رئيس للجمهورية، مع عدم تمكن المرشحين الجديين المتنافسين سليمان فرنجية وجهاد ازعور من الحصول على 86 صوتا في الدورة الاولى، ولم ينعقد مجلس النواب في دورة ثانية كما في الجلسات السابقة. جاء اقتراح نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بالدعوة الى حل مجلس النواب وانتخابات نيابية مبكرة، والذي لاقى ردود فعل سلبية وايجابية.
فكيف وُلد الاقتراح، وهل رئيس مجلس النواب نبيه بري هو مَن اوحى الى نائبه، كما تردد، حيث سرت شائعات بان بوصعب هدف من وراء اقتراحه الى تغيير الاكثرية النيابية لصالح الثنائي حركة «امل» و حزب الله، اضافة الى بث معلومات مغلوطة، انه اتى ايضا بايحاء خارجي، لتبديل المعادلة السياسية الداخلية.
على كل هذه التساؤلات يرد بوصعب لـ «الديار» بالتأكيد ان اقتراحه نابع منه شخصيا، ولا احد له علاقة به، وما حفزّه على ذلك هو 12 جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، كانت تتوقف عند الدورة الاولى، ويعاد تكرار المشهد نفسه في جلسة جديدة، وهذا ما طرحته على الرئيس بري وبحثت معه في الموضوع، وكان اقتراحي له بان يقوم النواب بمبادرة ذاتية، بالاستقالة من مجلس النواب، فكان جوابه لي «ان مجلس النواب هو السلطة الشرعية الباقية، فكيف نحله»؟
فلم يوافق بري على الاقتراح لانه قد لا يوجد توافق عليه، وكل طرف سيعطيه التفسير السياسي الذي يناسبه، فاقترح بوصعب على بري ان يدعو الكتل النيابية الى حوار، حول حل مجلس النواب، فرد بري فورا لم اعد في موقع ادعو فيه للحوار، لانني اصبحت طرفا في الصراع الرئاسي، وسميت ورشحت سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وايدني حزب الله، وما زلتُ متمسكاً بخياري.
فاقتراح بوصعب تبين بانه ليس من صناعة بري، بل رفضه، وهو مولود من افكار نائب رئيس مجلس النواب، الذي رأى بان الشغور الرئاسي قد يطول سنوات، وان النائب فيصل كرامي تحدث عن ان رئاسة الجمهورية قد تبقى شاغرة حتى العام 2026، وهو تاريخ اجراء الانتخابات النيابية، فلماذا لا نقدم موعدها، يسأل بوصعب، الذي يؤكد بانه سبق له الاستقالة من مجلس النواب عند حصول ازمة بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب.
لذلك، وامام المشهد النيابي المرتبط بانتخابات رئاسة الجمهورية، والذي لم ينتج رئيسا للجمهورية «صنع في لبنان» وتعثر الحل الخارجي، والذي ينتظر اللبنانيون ما سيقدمه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي يبدأ زيارته اليوم الى لبنان، والذي يعرف ملفه جيدا منذ كان وزيرا للخارجية، فان بوصعب يؤكد بان اقتراحه ليس ملزما، واذا جاء الحل سواء لبنانيا او بمساعدة خارجية، بانتخاب رئيس للجمهورية، فيطويه، واذا لم يحصل الانتخاب فان حل مجلس النواب، لا يمكن ان يكون الا بتوافق الكتل النيابية، والتوجه الى انتخابات مبكرة، لان الدستور جدد ظروف حل مجلس النواب، وبمن انيط.
ويعتبر بوصعب، بان اقتراحه هو بمثابة نداء موجه الى زملائه النواب لدراسة الاجراء، لانه ما قيمة وجودنا في مجلس النواب ولا يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية؟ وماذا يعني المقعد النيابي في ظل شلل للمؤسسات وانهيار مالي وتعثر اقتصادي؟ ففي مثل هذه الازمات، يجب ان تولد الحلول، وهذا هو هدف اقتراحي، يقول بو صعب، الذي يؤكد بانه لن نستسلم للامر الواقع، وعلينا مسؤولية امام الشعب اللبناني ومن انتخبنا من المواطنين.
هل من آلية لحل مجلس النواب في ظل شغور في رئاسة الجمهورية يرد بوصعب: اذا حصل توافق نيابي، لو اقله اكثرية نيابية تمثل 65 نائبا يلتئم مجلس النواب ويصوت على حل نفسه، واشدد على تفاهم غالبية الكتل النيابية، التي لم تتوافق على رئيس الجمهورية، حيث يعيد بوصعب تكرار تأكيده ان اقتراحه شخصي ليس مرتبطا «بتكتل لبنان القوي» ولا باي طرف سياسي.
وكان لبنان، شهد مرحلتين حصل حل مجلس النواب فيهما من قبل رئيس الجمهورية، والذي كان الدستور يمنحه صلاحيات قبل اتفاق الطائف:
- الاولى في عام 1953 عندما حل رئيس الجمهورية كميل شمعون مجلس النواب، وصدر قانون انتخاب يوزع الدوائر بما يعطي اكثرية موالية له.
- الثانية عام 1960 عندما حل الرئيس فؤاد شهاب مجلس النواب واجرى انتخابات اتت بمجلس نواب له اكثرية فيه، وحصد حزب «الكتائب» والحزب «التقدمي الاشتراكي» كتلتين وازنتين دعمتا العهد الشهابي.
كمال ذبيان- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|