الممارسة الجديدة تنتظر مؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط

بالرغم من اعتراف الجميع بالمتغيرات العميقة داخليا واقليميا ودوليا. لكن القليل جدا هم الذين اهتز أسلوب تفكيرهم وطريقة أدائهم ومحتوى خطابهم. وأكثرنا يفكر كما كان، ويمارس كما كان، مهددا نفسه بالانقراض.

تخوض الأحزاب السياسية تجربة قاسية، ليس فقط بسبب المعطيات الجديدة، وإنما أيضا بسبب حالة من الاغتراب عن مجتمعها.

اقصد عمق وقاع مجتمعها اي الجماهير الحقيقية الذي لم ينجح اي من الأحزاب السياسية في الوصول اليه. وينطبق ذلك على الجميع.

إلا ان الحزب التقدمي الاشتراكي المتميز بأزدواجية تمثيله الشعبي والوطني مدعوما بتراثه التقدمي، والذي التقط رئيسه وليد جنبلاط لحظة التغيير بحزبه بمراجعته النقدية السياسية والحزبية المتقدمة والمطلوبة من الجميع، لقد كان سباقا في معركة التجديد منذ سنوات ومنها تقديم استقالته مؤخرا من رئاسة الحزب ورفع شعار التجديد بمشاركة الشباب وتفعيل دورهم في قيادة الحزب وعلى رأسهم تيمور جنبلاط بحصرية طبيعية وغير مفتعلة.

بعيدا عن الإجابات الجاهزة للأسئلة المعقدة التي يفرزها هذا الواقع الأكثر تعقيدا التي سوف ننتظر مفاعيلها العملية بالنتائج المتدرجة.

ان القادمون الجدد إلى التقدمي الاشتراكي والروافد الشابة لن يهتموا بمواقف الحزب الفكرية والبرنامجية انما سيهتمون بممارسته العملية في مواضيع محددة، وهؤلاء الجدد إنما ينتظروا تغييرا في الأداء والنقاش الحزبي المختلف معززة بالحياة الديموقراطية الداخلية. إن المعيار في استقطاب الاجيال الرافدة هي بتحديد نقطة الاقتراب منهم، أم أنه يتعين عليهم الأقتراب من الحزب؟ أم التلاقي إلى نقطة في المنتصف؟ بعيدا عن اللهجة المصبوغة بالصبغة الايديولوجية.

ولكي يتمكن تيمور جنبلاط إلى جانب قيادته العتيدة من النجاح عليه تجاوز ظل الماضي وممارسات الماضي التي لم تزل ذات أثر فاعل على الكثيرين، وعليه الاستفادة من مخزون الحزب الوطني والعروبي التقدمي والخدماتي، وذلك بالاجتهاد في الممارسة المبدعة التي تمنع إثارة الخلافات الحادة والمربكة.

الانتقال في الحزب التقدمي الاشتراكي إلى مرحلة نوعية جديدة مرتبطة بالممارسة العملية وما ستسفر عنه، وبتلاؤم مع اتساع مساحة توجهاته العملية دون أن يعتبر ذلك خروجا عن المبادئ. منير بركات