حقبة جديدة بدأت بالظهور في الشرق الأوسط.. هذا ما قالته "Middle East Eye"
لاحظ الراحل فريد هاليداي، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، كيف أن الأحداث الزلزالية من شأنها أن تهز أسس الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
وبحسب موقع "The Middle East Eye" البريطاني، "أدت أزمة السويس، وحرب الأيام الستة، والثورة الإيرانية، وحرب الخليج عام 1991، وهجمات 11 أيلول إلى تغيير أولويات القوى الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. ولكن يبدو أن "حقبة 2011" تقترب الآن من نهايتها. وتشير التحولات الأخيرة في الديبلوماسية الإقليمية، من مصالحة تركيا مع خصومها الخليجيين، وانفراج علاقة السعودية مع إيران، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلى أن العلاقات الدولية للشرق الأوسط تبتعد عن وجهة نظر حددتها إلى حد كبير تداعيات الربيع العربي".
وتابع الموقع، "على الرغم من الآمال والجهود الكبيرة، فشلت موجة الثورات التي بدأت في تونس في كانون الأول 2010 في تحقيق أهدافها، على الأقل حتى الآن. وعلى الرغم من فشل الثورات، إلا أنها ألقت بظلالها الجيوسياسية الطويلة حيث ضغطت الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية من أجل نتائج مختلفة في الدول التي تأثرت بالاضطرابات. وقد أدى ذلك إلى ظهور ثلاث كتل تحالف إقليمية فضفاضة: الأولى بقيادة السعودية والإمارات، وأخرى بقيادة إيران وحلفائها، والثالثة بقيادة تركيا وقطر".
ورأى الموقع أن "هذه الكتل كانت فضفاضة وبعيدة عن السياق الأيديولوجي في مقاربتها للربيع العربي. اتُهمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأنهما تدعمان الثورة المضادة في كل أنحاء المنطقة، لكن الرياض لا تزال تفضل تغيير النظام في سوريا، كما وشجع البلدان الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن. وسعت كل من السعودية والإمارات بشكل عام إلى منع الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة في الدول الثورية".
وتابع الموقع، "في غضون ذلك، دعمت تركيا وقطر بشكل عام المتظاهرين وفضلتا جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين الشعبيين الذين بدا أنهم على وشك الوصول إلى السلطة، لكن الدوحة التزمت بالصمت بشكل ملحوظ في ما يتعلق بثورة واحدة اندلعت في البحرين المجاورة. في هذه الأثناء، لم تدعم إيران سوى الثورات في الدول التي تعرض فيها حلفاء أعدائها للتهديد، مثل مصر، لكنها لم تقدم أي دعم للثورات التي اندلعت في سوريا، وفي وقت لاحق، في العراق ولبنان".
وبحسب الموقع، "على الرغم من التناقض الأيديولوجي، فإن السمة الرئيسية لكل تصرفات هذه الدول كانت التنافس المتزايد مع الحكومات في الكتل الأخرى كرد فعل على سياسات الربيع العربي. كانت بعض هذه المنافسات موجودة مسبقًا ولكنها تزايدت بسبب أحداث ما بعد عام 2011، مثل توترات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مع إيران. إلا أن بعضها كان أحدث، لا سيما اشتباكات الرياض وأبو ظبي مع أنقرة والدوحة".
وظهرت خصومات إقليمية مماثلة في كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تدعم إيران والمملكة العربية السعودية وقطر في كثير من الأحيان لاعبين مختلفين في صراعات عنيفة أو سياسية والتي ساهمت في تحديد مشهد ما بعد عام 2011. لذلك، فإن التحولات الدبلوماسية الأخيرة مهمة للغاية وقد تشير إلى نهاية حقبة ما بعد 2011".
وأضاف الموقع، "هذا لا يعني أن النزاعات التي اندلعت عام 2011 قد انتهت، فلا تزال ليبيا وسوريا واليمن بعيدة عن ايجاد حل لنزاعاتها، كما أنه لا يعني أن الخصومات التي ميزت تلك الحقبة قد أصبحت من الماضي. إنما قد يشير ذلك إلى أن الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط لم يعد يتم تحديدها بناء على انتفاضات عام 2011. وكما جادل هاليداي، قد تندلع صدمة زلزالية جديدة في كل أنحاء المنطقة، إما بإشعال الخصومات القديمة، أو خلق منافسات جديدة، أو اتخاذ الجغرافيا السياسية للمنطقة في اتجاه لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق".
وختم الموقع، "لكن في الوقت الحالي، يبدو أن ظل الربيع العربي بدأ يتلاشى ببطء".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|