بمهمة واضحة.. معلومات تكشف للمرة الاولى عن نشر الموساد لـ 100 عميل في إيران
آن الأوان لإنقاذ التعليم في لبنان
ممّا لا يختلف عليه اثنان أنّ نظام التعليم والامتحانات في لبنان يحتاج إلى التّطوير، فهو لا يؤدّي دوره المتمثّل في تطوير قدرات الطّالب اللّبناني وتقييمه بقدر ما هو فاعل في إرهاقه.
التّعليم في لبنان في حاجة ماسّة إلى وضع الاستراتيجيّات والخطط الحديثة اللّازمة لمواكبة التّطوّر العلميّ، خاصّة وأنّه لم يخط خطوة تقدّميّة منذ عقود. ولا ننسى أنّ الأوضاع السّياسيّة والماليّة في السّنوات الأخيرة جعلته يرزح تحت ضغوطات هيكليّة ضاعفت أزمته.
إن أردنا مقارنة نظام التّعليم في لبنان بسواه من أنظمة الدّول المعروفة بالتّطوّر والحداثة، فسنجد فروقات شاسعة أقلّها من ناحية التّكنولوجيا. والذّكي هو من يستفيد من التّجارب والنّجاحات حول العالم ويقتبس منها ما ينبغي لتطوير نفسه. لماذا إذًا لا نتّخذ الخطط الدّراسيّة في الدّول المتقدّمة أنموذجًا لمواكبة التّطور العالميّ وتطوير مهارات الطّلاب وتأهيلهم لسوق العمل؟
ومن بين ما من شأنه النّهوض بدافعيّة الطّالب وضمان تقدّمه هو تبنّي التّقنيّات الحديثة واعتماد التّعلم الإلكترونيّ، فمواكبة التّطوّر العلميّ بات حاجة ملحّة في عصرنا. كما ينبغي مواكبة تطوّر المناهج التّعليميّة حول العالم مع الحرص على وضع التّقييمات السّنويّة، وإجراء التّحسينات على أساسها من أجل ضمان النّهوض بالنّظام التّعليمي وتحسين جودته، وبالتّالي، ضمان كفاءة الطّلاب الّذين يمهّدون بدورهم لنهضة متنوّعة المجالات كلًّا حسب اختصاصه. إذًا، هي توليفة لا بدّ من اجتماع عناصرها للوصول إلى النّظام التّعليميّ الأمثل، والأمر بطبيعة الحال يتطلّب جهودًا من قبل الحكومة والمؤسّسات التّعليميّة والمجتمع بأكمله.
وبما أنّ التّعليم هو حجر الأساس الّذي يضمن مستقبل المجتمعات والمحرّك الرّئيس للتّنمية المستدامة، فقد أجريت حوله ما لا يعدّ ولا يحصى من الدّراسات الّتي ترمي إلى تقييمه وتطويره. توصّلت بعضها إلى أنّ الامتحانات التّقليديّة الّتي تعتمد القلم والورقة من شأنها أن تسبّب الإجهاد والقلق للطّلاب، وخاصّة بالنّسبة للمراهقين من جيل الألفا. وبالتّالي، يمكن للوسائل الالكترونيّة أن تكون بديلًا للتّلاميذ عن الوسيلة التّقليديّة في إجراء الإمتحانات، فهم أكثر انسجامًا مع استخدام التّكنولوجيا ويميلون إليها من ناحية، وتوفّر لهم مزايا لا يجدها الطّالب لدى استخدام الورقة والقلم من ناحية أخرى. فاستخدام التّقنيّات الحديثة يوفّر سرعة الإنجاز ودقّته كما يضمن تقييمًا مرنًا يراعي تقدّم التّلاميذ وإنجازاتهم ممّا يشجّعهم أكثر فأكثر على العطاء. وليس الأمر بسيطًا كما قد يعتقد البعض، إذ لا بدّ للمدرسة من مراعاة عدّة عوامل لتنجح في مشروع كهذا، إذ عليها اختيار التّقنيّة المناسبة وتدريب الطّلاب على استخدامها، كما عليها توفير الإرشاد والدّعم اللّازم للطّلاب لتجاوز أيّ صعوبات يمكن أن يواجهوها أثناء استخدام التّطبيق أو البرنامج المعتمد في الامتحانات.
في هذا الصّدد، لا بدّ من استحضار الامتحانات الرّسميّة في لبنان، فهي تلقى انتقادات لاذعة نظرًا للاتّهامات الّتي تطالها حول عدم نجاحها في تقييم التّلاميذ، فهي لا تقيّمهم وفق قدراتهم، وليست سوى أداء روتينيّ سنويّ يقدّمه الطّالب من دون أن يؤثّر في حياته أو ينفعه في أيّ شكل من الأشكال، بل وقد يلحق به الضّرر بسبب الضّغط النّفسي الّذي يسبّبه له، وكم من تلميذ حال خوفه من أجواء الامتحانات الرّسميّة دون قدرته على استحضار ما درسه على مدى شهور، فحاز تقييمًا مجحفًا.
لا بدّ إذًا من إعطاء الاولوية لوضع أجندة إصلاحيّة تجعل الطّلاب محور الاهتمام في القطاع التّربويّ وتضمن جودة التّعليم، ولا بدّ من إلغاء الامتحانات الرّسميّة في وضعها الحاليّ، واستبدالها بنمط آخر يراعي قدرات التّلاميذ واهتماماتهم، فقد تهالك التّعليم في لبنان بما فيه الكفاية، وآن أوان الانقاذ.
بقلم الدكتورة لورانس عجاقة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|