ماذا لو فشلت مهمة لودريان؟
كتب صلاح سلام في" اللواء": ما أن غادر الديبلوماسي الفرنسي المخضرم جان ايف لودريان بيروت، حتى بدأت دعوات الحوار تصدر عن عدد من الأحزاب والقيادات السياسية، لا سيما حزب الله بالذات، دون التخلي عن المواقف المتمترسة خلف مرشح كل فريق. الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات:
— ما معنى الدعوة للحوار إذا بقي كل فريق متمسكاً بطروحاته؟
كيف يمكن الوصول إلى طاولة الحوار في حال أصر كل فريق على شروطه؟
هل يمكن بلوغ حدود التوافق المنشود مع حرص كل فريق على إقناع الفريق الآخر بمرشحه؟
أليسَ من المعطيات الأساسية لنجاح الحوار أن يتراجع كل فريق خطوة إلى الوراء، ليلتقي الجميع على نقطة وسطية، ويؤدي التواصل المباشر إلى حل وسط، يُجسّد التوافق على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»؟
وهل تعنُّت كل فريق على فرض خياراته على الآخر، يؤدي إلى نجاح الحوار المنشود، ويحقق الأهداف المتوخاة منه؟
ولعل الأهم من كل ذلك: ماذا لو فشلت مهمة لودريان، ولم يتمكن من إقناع الأطراف الداخلية بالتوافق، أو لم يحصل على دعم شركاء فرنسا في اللقاء الخماسي، وخاصة أميركا والسعودية، لمهمته، وبالتالي تمديد تعليق الإجتماعات الخماسية، كما هو حاصل حالياً، ومنذ بضعة أشهر؟
هل يستمر الفرقاء اللبنانيون في عنادهم، وإطالة أمد الشغور الرئاسي، وإبقاء البلد يتخبط في إنهياراته، وإستنزاف البقية الباقية من قدرة الناس على تحمُّل المزيد من ضغوطات الأزمات المعيشية والإجتماعية الخانقة؟
لن ينفع عندها التراشق بتهم التعطيل والهيمنة التي يوجهها فريق المعارضة للثنائي الشيعي وحلفائه، كما لن تُفيد خطابات التخوين والعمالة التي يوجهها حزب الله لخصومه السياسيين في المعارضة. لأن البلد المنكوب وشعبه المقهور سيكونان هما الضحية، إذا لم تحدث معجزة كالتي أنقذت أبو الأنبياء إبراهيم من التضحية بإبنه إسماعيل!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|