عربي ودولي

الضواحي الفقيرة تشعل باريس شغباً.. هل تنفجر فرنسا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعا ملحوظا ليل السبت الأحد بعد ساعات من تشييع الشاب نائل، 17 عاما، من أصول عربية، الذي أطلق مقتله برصاص الشرطة الثلاثاء الماضي في مدينة نانتير في ضواحي باريس، شرارة أعمال عنف طالت مختلف أنحاء البلاد بما فيها مدن كبرى. فعلى مدى الليالي الست الفائتة شهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتكسير وإحراق، وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد، والتي أعادت إشعال الجدل حول العنصرية وعدم المساواة. فكيف يمكن قراءة ما يحصل في فرنسا وكيف سينتهي؟ 

مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر يؤكد ان هناك قراءتين لما يحصل، الاولى لليسار السياسي والتي عبّرت عنها منذ يومين نائبة في مجلس النواب عندما أشارت إلى أن جذور المشكلة تعود إلى الفقر الذي بدوره يولّد المآسي، وهذه كلها نتيجة الإهمال الاقتصادي لأبناء المهمّشين الذين يسكنون الضواحي، وهذه القراءة نفسها كانت تنطبق على السترات الصفر، اي ان هذا اللجوء الى العنف هو نتيجة الفقر المتسع وارتفاع البطالة، وأسبابها اقتصادية تتعلق بعدم الاستثمار حيث يجب. أما القراءة اليمينية فتقول بأن المشكلة تكمن في عدم اندماج المسلمين او الاجانب بشكل عام في المجتمع الفرنسي. هذا جرح موروث من حقبة حرب الجزائر وبالتالي هو نتيجة ضعف وفشل الدولة في دمج هؤلاء المواطنين، وايضا هناك مسؤولية تترتب بشكل كبير على غياب الدولة عن مناطق معينة اصبحت خارجة عن سيطرتها".  

ويشير نادر إلى ان "المشكلة تكمن بعدم تطبيق القوانين او فرض الامن والنظام في مناطق اصبحت خارج سيطرة الدولة. معظم الضواحي الباريسية إضافة إلى مناطق منتشرة على كامل الاراضي الفرنسية هي  خارج سيطرة الدولة وبالتالي هناك تفسير آخر يقول بأن هذه المناطق أصبحت ممسوكة من قبل تنظيمات مسلمة متطرفة، ومن تنظيمات لترويج وتجارة المخدرات، تقوم اليوم بأعمال الشغب بغية إبعاد القوى الأمنية بشكل كامل عن دخول هذه المناطق". 

ويضيف: "المستجد الملفت للنظر في الاحداث الأخيرة والذي استحوذ على اهتمام وسائل اعلام عالمية متابعة، هو موقف نقابات الشرطة الفرنسية. فمنذ ثلاثة ايام، أصدر "تحالف الشرطة الفرنسية" او الـalliance de la police francaise،  وهي من أبرز نقابات الشرطة ، بياناً بدا متناغما مع رؤية اليمين المتطرف، وأصبح واضحا ان جزءا من الشرطة الفرنسية، وليس كله، متعاطف مع اليمين الفرنسي المتمسك بمارين لوبان، حينما قال في البيان "اننا في حرب، وان هذه "الفرق متوحشة"... مستعملا مفردات قاسية تذكّر بتلك التي يستعملها اليمين الفرنسي. إذاً، باختصار، ما يحصل هو مجموع مشكلات ما زالت قائمة منذ أيام الاستعمار والجرح لم يندمل، وبالتالي لعنة التاريخ تلاحق فرنسا وبشكل أقل كل الدول التي كانت مستعمِرة. الجرح لم يلتئم وبالتالي ما زال هناك حقد دفين، يضاف إليه نموذج النظام الجمهوري الفرنسي الذي لم ينجح في عملية الدمج هذه".  

ويؤكد نادر ان "العلمنة الفرنسية لم تنجح في دمج المهاجرين كما نجح النموذج في بريطانيا. رئيس الوزراء في بريطانيا من اصول هندية، وفي اسكتلندا من أصول باكستانية، وعمدة لندن من أصول مغربية. النموذج في بريطانيا كان أنجح من الفرنسي في عملية الدمج. تضاف إليه عوامل اقتصادية متعلقة بارتفاع مستوى البطالة والتضخم والأزمة العالمية، كلها عوامل تتضافر لتغذي الشعور بالتهميش، يضاف إليها أيضاً ما يحصل على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط من حروب في سوريا وربيع عربي في تونس ومشاكل في السودان والعراق... كلها تدفع بموجات النازحين إلى الداخل الاوروبي بكميات لا قدرة لأوروبا على استيعابها". 

ماذا عن النظرة الى مستقبل فرنسا؟ يقول: "هذه الامور أصبحت خارجة عن السيطرة، إذ أصبحت ديمغرافياً اصعب بكثير، خاصة وان الاشخاص الذين يتظاهرون اليوم هم فرنسيون من الجيل الثالث، وهذا يدل الى ان لديهم مشكلة عميقة، اتصور أنها مرشحة للاستمرار وقد تؤدي بالتأكيد في المرحلة المقبلة الى وصول اليمين الفرنسي المتطرف الى سدة الرئاسة ولكن هذا لن يعالج المشكلة، والمشكلة مقبلة الى مزيد من التفجر، مع الأسف"، يختم نادر. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا