المجتمع

محنة طلاب لبنان بامتحانات "الثانوية": الدرس لم يكتمل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن الاعتصام العفوي الذي نفذه نحو ثلاثين طالبة وطالباً أمام وزارة التربية للمطالبة للمطالبة بإلغاء الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوي ناجحاً على مستوى "الحشود الطلابية". لكنه عبر عن الأزمة الفعلية التي يعيشها طلاب المدارس الرسمية في المرحلة الثانوية، لعدم تعلمهم هذا العام، وعدم جهوزيتهم للامتحان، رغم أنهم سيمتحنون بأقل من نصف المناهج.


لم ينهوا المناهج
حتى الطلاب أنفسهم فضلوا البقاء في بيوتهم لمراجعة الدروس للاستعداد للامتحانات يوم الاثنين المقبل، على الاعتصام، لعدم "إضاعة الوقت على مطلب لن ينصت له وزير التربية عباس الحلبي"، كما شرح طلاب لـ"المدن". فقد انقسمت آراء الطلاب على مجموعة المحادثة التي ضمت أكثر من 1500 طالب وطالبة من كل المناطق، بين من يريد مواصلة الاعتصام في الأيام المقبلة لحشد المزيد من الطلاب أمام الوزارة، وبين من يعتبر أن التحرك بلا جدوى، لأن المسؤولين لن يكترثوا لهم.

وشرحت الطالبة ب.خ من ثانوية لور مغيزل الرسمية باختصاص اقتصاد واجتماع لـ"المدن"، أنهم في المدرسة لم ينهوا المناهج بعد، وما زالوا يذهبون إلى الثانوية لإنهاء المناهج، رغم أن الامتحانات الرسمية بعد أسبوع. وأكدت أن أكثر من خمسين طالباً في ثانويتها غير مستعدين للامتحانات، ولا سيما في مادة الاجتماع، الأساسية، وأنهم بحاجة لأيام لإنهاء المنهج، ما يعني أنه لن يتمكنوا من مراجعة دروسهم أو إجراء مراجعة لباقي المواد. وشكت من أن الثانوية لم تؤمن بديلاً في السابق عن أستاذ مادة علم الاجتماع، الذي رفض الالتحاق بالمدرسة.

غير مستعدين للامتحان
ولفتت إلى أن العديد من الطلاب من مختلف المناطق كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض منذ مدة، للاعتراض على إجراء الامتحانات، لأنهم في التعليم الرسمي لم ينهوا المناهج بعد إضراب الأساتذة الذي استمر لخمسة أشهر. وتبين لهم أن معاناة الطلاب بهذا الخصوص عامة في مختلف المناطق. فقد عاد طلاب المرحلة الثانوية إلى التعليم في مطلع شهر نيسان المنصرم، لكن لم يحضر إلا بعض الأساتذة حينها. ثم عاد غالبية الأساتذة إلى التعليم في النصف الثاني من شهر أيار. وبالتالي، لم يتمكن العديد من الطلاب من إنهاء المناهج المقررة للامتحانات، والتي خُفضت إلى أكثر من خمسين بالمئة عن السنوات السابقة. وأكدت أنه في كل ثانوية ثمة مواد لم يحضر أستاذها، وبالتالي لم يتعلمها الطلاب.
طالبة ثانية فضلت عدم ذكر اسمها واسم ثانويتها في جبل لبنان، أكدت أن الثانوية لم تتمكن من تأمين أساتذة لمواد الجغرافيا والفلسفة، وكانت النتيجة عدم تعلم الطلاب هذه المواد غير الأساسية. وحتى في مواد علم الأحياء والكيمياء لم ينهوا المنهج بعد. وشكت من أن لا إمكانية مادية لأهلها لتأمين أساتذة لتعليمها المواد في المنزل، وبالتالي هي غير مستعدة للامتحان حتى في مادة علم الأحياء الأساسية. ما دفعها إلى التواصل مع الطلاب المعترضين على الامتحان، كما قالت.

تبرئة الذمة مع الطلاب
في متابعة "المدن" الميدانية، ولا سيما في منطقتي البقاع والشمال، تبين أن العديد من المدارس أنهت برامجها لطلاب الثالث ثانوي قبل عيد الأضحى، وبعضها يوم الجمعة الفائت بعد العيد، مع وجود ثانويات ما زالت تواصل التدريس كحال لور مغيزل في بيروت. ما يعني أن هؤلاء الطلاب وحتى لو أنهوا المطلوب من المناهج، ليس لديهم متسع من الوقت لمراجعة الدروس.

ويشير أساتذة لـ"المدن" إلى أنه ورغم امتناعهم عن التعليم رسمياً، للاحتجاج على أداء وزارة التربية والمسؤولين فيها بقضية حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، عملوا على تعليم طلابهم أما في بيوتهم أو في مراكز اجتماعية في مناطقهم، بعدما انتهى العام الدراسي وأقفلت الثانويات أبوابها رسمياً. كما أنشأوا مجموعات على منصة واتساب لمساعدة الطلاب في حل مسابقات سابقة لضمان استعدادهم للامتحان. وهذا رغم قناعتهم الشخصية بعدم جدوى هذا الامتحان على المستوى التربوي. لكنهم قاموا بهذا الأمر "لتبرئة ذمتهم مع طلابهم"، وللتأكد من أنهم مستعدون للامتحان، حتى لو كان الأخير شكلياً.

رسمياً، تدخل وزارة التربية في الأسبوع الأخير الذي يسبق يوم الامتحان، مع وجود تعثر في منطقة جبل لبنان على مستوى مراقبة الامتحانات. فقد بدأت المنطقة التربوية بتوزيع المراقبين التي استعانت بهم من أساتذة المدارس الرسمية على مراكز الامتحانات اليوم الإثنين في 3 تموز. علماً أنه كان يفترض أن ينجز هذا الأمر يوم الإثنين الفائت. لكن تبين أن المدارس الخاصة أرسلت لوائح بأسماء الأساتذة من دون أي بيانات أخرى، كما سبق وكشفت "المدن". وعادت وأرسلت اللوائح المعدلة وبدأت المنطقة التربوية العمل عليها.  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا