زيارات صينيّة مكوكيّة "لاستخراج" الحبّ والغرام من مياه الخليج... متى؟
ألا يجب أن تنخرط الصين في منطقة الخليج، وبين الإيرانيين والسعوديين تحديداً، أكثر، تحفيزاً لقطاف ثمار تسوية بكين؟
فنحو أربعة أشهر مرّت على الإعلان عن تلك التسوية، التي لم تُحدث أي تغيير حقيقي، والتي اقتصرت "إنجازاتها" على تبادل زيارات اقتصادية والإعلان عن اتّفاقات معيّنة في هذا الشأن، وتمديد وقف العمليات الحربية في اليمن ومنه، والذي كان بدأ أصلاً قبل اتّفاق بكين بكثير، كما (اقتصرت) على إعادة فتح السفارات والقنصليات بين طهران والرياض (في شكل أساسي)، وعلى مزيد من الانفتاح الخليجي على سوريا - الأسد، حليفة وشريكة إيران، بشروط إيران حتى الساعة، إذ لا شيء سوريّاً ثابتاً أبْعَد من العمليات "التجميلية"، الى الآن.
فماذا عن الخلاف الإيراني - الإماراتي حول ثلاث جزر في الخليج (أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى)؟ وماذا عن الخلافات الحدودية بين إيران وبعض دول الخليج، كتلك التي تتعلّق بحقل "آرش" ("الدرة" بالنّسبة الى العرب)، وهو حقل غاز بحري متنازع عليه بين الكويت والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى؟ وماذا عن غيرها من الملفات العالقة بين الإيرانيين والعرب، والتي تؤثّر على تقاسُم الموارد والثروات الطبيعية بينهم، في منطقة الخليج، مع ما لذلك من انعكاس على عناوين الازدهار، وخير الشعوب، و"تصفير" المشاكل، وعلى المنافع الاقتصادية بعيدة المدى، أيضاً.
فأين الصين من ضرورة الانخراط أكثر في الخليج، على المستوى الديبلوماسي على الأقلّ، لتوفير المناعة الضرورية لتسوية بكين؟ وماذا يمكنها أن تقدّم على هذا الصّعيد؟
وهل ان علاقات بكين الاستراتيجية بطهران، وتلك الاستراتيجية المستجدّة بالعرب، كفيلة بحلّ كل شيء "عن بُعْد"، أي من دون زيارات (صينية) مُتلاحقة الى المنطقة، وخاضعة لبرنامج مُحدَّد؟
شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا انتظارات على مستوى انخراط الصين في مشاكل المنطقة بشكل شبه دائم. فالهدف الأساسي من تسوية بكين ليس حلّ كل مشاكل الإقليم أو الخليج، بل وقف التصعيد في اليمن".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يريده السعوديون بالأكثر، هو وقف النزيف المالي اليومي في حرب اليمن. فهذا يؤثّر على مستقبلهم الاقتصادي، وعلى مستقبل السياحة لديهم. ولكن هذا لا يمنع وجود ضرورة ملحّة لحلّ مشاكل أخرى، وهو ما لا يحصل. فالصين أنجزت "خريطة الطريق" بين الإيرانيين والسعوديين، ولكنها ليست مُعتادة على السياسة المكوكيّة".
وأكد المصدر أن "الصينيين ليسوا كالأميركيين أو الفرنسيين مثلاً، أصحاب الحركة الديبلوماسية المكوكيّة والنّاشطة. والسبب الرئيسي في ذلك، هو افتقار الصين للتجربة والخبرة في هذا المجال، كما أن لا تاريخ ديبلوماسياً فعلياً لديها، خارج حدودها".
وختم:"الصين قامت بالأساس بين طهران والرياض، وهي لن تُكمل بما هو أبْعَد بكثير، ولن تبذل مجهوداً بإرسال موفدين للحديث مع باقي دول المنطقة، لتمتين مفاعيل تسوية بكين. وبالتالي، لا تعديل للسلوكيات الديبلوماسية الصينية التقليدية، خصوصاً أن الصينيين لا يمتلكون الأوراق الشرق أوسطية تماماً، ولا الخبرة الكاملة بمنطقة الخليج، وهذا يمنع دخولهم فيها بشكل كامل حالياً".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|