تعاطي القنب والامراض العقلية... ما العلاقة بينهما؟

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتعاطون القنب بكل أنواعه، بشكل مستمر، أكثر عرضة للإصابة بعدة أمراض عقلية، بينها الاكتئاب السريري (clinical depression) والاضطراب ثنائي القطب (bipolar disorder).

وقامت هذه الدراسة الجديدة بفحص السجلات الطبية لجميع مواطني الدنمارك الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاما، أي حوالي 6.5 مليون شخص في المجموع، والتي أودعت لأجل التشخيص والاستشفاء والعلاج من تعاطي المخدرات، بين عامي 1995 و2021.

وفي الورقة المنشورة في في مجلة "JAMA" للطب النفسي، في مايو، أظهر الدكتور أوسكار هوغارد جيفسن من جامعة آرهوس وزملاؤه أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم سابقا باضطراب تعاطي القنب كانوا تقريبا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب السريري في وقت لاحق.

ووفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" يتسم اضطراب تعاطي القنب بالشغف للماريجوانا، واستخدامها المتكرر، وقضاء الكثير من الوقت في تعاطيها، وجعلها جزءا من الحياة العادية جنبا إلى جنب مع الأصدقاء والعائلة والعمل.

ووجدت الورقة أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي القنب كانت حظوظ تشخيصهم باضطراب ثنائي القطب أربعة أضعاف أكثر من الأشخاص الآخرين.

وكما هو الحال في العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية، كان الخطر المتزايد أعلى لدى الرجال منه لدى النساء، وكلما زاد استهلاك الشخص، زادت المخاطر.

ولم تميز الدراسة بين الأشكال المختلفة للقنب وتركيزاته.

في السياق، لاحظ مؤلفو الدراسة أنه لا يمكن تحديد ما إذا كان تعاطي الحشيش المزمن يسبب الذهان (Psychosis) أو ما يعرف بالخلل العقلي، أم لا.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الدراسة مثيرة للاهتمام بسبب حجمها الهائل، وطول المدة التي اعتمدتها.

ويؤكد باحثون أن أعراض الاضطراب النفسي لدى الشخص تظهر بعد تعاطي القنب لفترة طويلة (التعاطي المزمن).

يذكر أن العديد من الدراسات السابقة أظهرت أن التعاطي المتكرر للقنب مرتبط بارتفاع معدل الإصابة بالفصام (Schizophrenia) بين الرجال في أوائل العشرينات من العمر.

ووجدت دراسة سويدية، نُشرت في عام 1997، أن الاستخدام المفرط للقنب كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالفصام بمقدار ستة أضعاف.

كما اكتشف علماء الاجتماع صلة قوية بين الاستخدام المفرط للقنب والأمراض النفسية الشديدة الأخرى، بما في ذلك الاكتئاب السريري والاضطراب ثنائي القطب.

وفي جميع تلك الدراسات كان الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب تعاطي الحشيش أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب السريري.(الحرة)