معقول تشتّي بآب؟

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

"معقول تشتّي بآب وتتلج عالدنيي كلها"... حتى أغنية وائل كفوري قد تُضحي واقعًا طالما نحن نعيش في لبنان... فهنا "كلّ شي معقول يصير"، حتى ما قد لا يخطرُ في بال أحد.
في الفترة الاخيرة، تردّدت أحاديث كثيرة عن أمطار غزيرة وعواصف قد تضربُ الربوعَ اللبنانية في شهر آب المقبل، فما حقيقة هذه الاخبار؟

يؤكد الأب إيلي خنيصر المتخصص بالاحوال الجوّية وعلم المُناخ في حديث لموقع mtv أن الخرائطَ الجوية لا تُعطي معلوماتٍ مناخية تزيد عن عشرة أيام، وبالتالي من غير الممكن توقّع ما سيكونُ عليه الطقس بعد أسابيع أو بعد شهر، وبالتالي كل ما يُحكى عن الامطار والعواصف غير واقعي.

صحيحٌ أن الأرض دخلت العصر الميني جليدي الذي خفّض درجات الحرارة التي كنا نشهدها في السابق، غير أن ذلك لا يعني البتّة أن يقتحمَ الشتاءُ فصلَ الصيف... ووفق خنيصر، قبل العام 2017، كانت الحرارة في البقاع تلامس الـ46 درجة وهو ما لم يكن طبيعيّا، اما اليوم وتحديدا بعد الـ2020 فبات الصيف معتدلا وبالتالي أيّ موجات حارة قد نشهدها في تموز وآب ستكون أمرا طبيعيا.

ويوضح خنيصر أن المنخفض الجوي الذي ضرب تركيا يومَي الاحد والاثنين أثّر علينا من خلال تراجع درجات الحرارة وتساقط الرذاذ في بعض المناطق، إلا أننا سنكون اعتبارا من اليوم الأربعاء وحتى الـ20 من الشهر الحالي مع موجة شديدة الحرّ مصدرها شبه الجزيرة العربية بفعل نشاط المنخفض الهندي الموسمي، حيث سنكون في الوقت نفسه أمام تدفق لكمية هائلة من الهواء الساخن نحو الشرق الاوسط، إضافة إلى تأثير الكتل الصحراوية من ليبيا ومصر والجزائر والتي ستغطّي جنوب أوروبا وخصوصا إيطاليا واليونان وتركيا لتلامس الحرارة هناك الـ40 درجة.
وسنشهد في لبنان درجات حرارة مرتفعة، خصوصاً في البقاع، حيث ستسجل بين 37 و40 درجة، أما في المناطق الساحلية فستكون بين 33 و34 درجة مع رطوبة تلامس الـ85%، ما يعني أن الإحساس بالحرّ سيكون 40 درجة في بيروت.

إذا سنكون وحتى منتصف آب مع طقسٍ صيفيّ تتخلله موجات حارة فوق معدلاتها الموسمية... فاستفيدوا، وتشمّسوا، ولا تهلعوا، لأن الأمطار لن تجدوها في آب، إلا في الأغاني وفي أحلام البعض!