الصحافة

رسالة احتجاج من أبو فاعور إلى سفيرة اليونان: سهى بشارة تُضفي شرفاً لأي بلد تحلّ فيه

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وجه عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور رسالة إلى سفيرة اليونان في لبنان كاثرين فونتولاكي، على اثر قرار بلادها "منع دخول المقاومة سهى بشارة وترحيلها الى لبنان".

وجاء في نص الرسالة: "تحية طيبة وبعد، أوجه لكم هذه الرسالة كمواطن لبناني وكنائب عن الشعب اللبناني يعرف ويقدر معنى العلاقات التاريخية بين اليونان ولبنان ويحرص عليها أشد الحرص، لأعبر لكم عن شجبي واستنكاري لما قامت به السلطات في بلادكم من تعامل مرفوض وغير لائق مع المقاومة اللبنانية سهى بشارة عبر منعها من عبور بلادكم الى مكان إقامتها وإعادتها الى لبنان.

سعادة السفيرة، تعود علاقات لبنان واليونان، كما تعلمون الى عقود سحيقة، ربما تكون بداياتها المؤرخة في علاقة الاغريق مع الفينيقيين الذين سكنوا شواطئ لبنان لردح من الزمن، وقد تشاركوا وتبادلوا أبجدياتهم ولا طائل من الجدل عمَّن استمدَّ أبجديته من الآخر. وإضافة الى التبادل الثقافي، فقد كان لبنان أيضاً مرتعاً لمستعمرات يونانية عدَّة، وطالما تمتعت الثقافة اليونانيّة والسياسة اليونانيّة بوجود تاريخي قويّ، فيما أصبح لاحقاً لبنان الّذي نعرفه اليوم ولا تزال أسماء عدد من المدن اللبنانيّة تحمل تسميات يونانية.

سعادة السفيرة، لقد حفل تاريخ البلدين بتشابهات تاريخية فعندما هاجر أو نزح بعض يونانيّي كريت إلى لبنان بين العامَين 1866 و1897 تاريخ نهاية الحرب التركيّة - اليونانيّة، وجد هؤلاء النازحون في لبنان الملاذ الآمن سياسياً وثقافياً واجتماعياً وروحياً، وغني عن الذكر العلاقات الروحية والدينية بين بعض الطوائف اللبنانية، خصوصا الأرثوذكسية والكاثوليكية اليونانية التي تعود مرجعيتها الى اليونان، مع العلم أن بعض المهاجرين من اليونان الى لبنان كانوا من المسلمين، وليس فقط من المسيحيّين، لتعود الدوائر وتدور ويجد بعض اللبنانيين ملاذاً لهم في اليونان خلال الحرب الاهليّة، وفي غضون العدوان الاسرائيليّ على لبنان في عام 2006.

سعادة السفيرة، تدركون وندرك أنّ مقاومة الاحتلال، أي احتلال، هو حقٌّ مكرس ومقدس لكل شعب وما قامت به المناضلة سهى بشارة عندما وجهت طلقات مسدسها إلى صدر العميل أنطوان لحد هو عملٌ وطنيّ وبطوليّ مشروع وما عانته بعد ذلك من سنوات الاعتقال والتعذيب على يد الاحتلال الاسرائيليّ وعملائه اللبنانيّين هو عمل جبان وغير مشروع ويخالف كلّ القواعد والقوانين الدولية والانسانية وهي تشبه في ما قامت به نضال رمز المقاومة اليونانيّة في نضالها ضد الجيش الايطالي الغازي في الحرب العالمية الثانية الموسيقار ميكس ثيودوراكيس الذي ناضل ضد الفاشية والديكتاتورية العسكرية، وأنا هنا أسألكم: هل يحقّ للسّلطات في بلادكم تحقير وازدراء نضال الشّعب اللبناني ضدّ الاحتلال الاسرائيلي ونضال شهدائه وجرحاه وأسراه، كما فعلتم مقابل تمجيدكم لنضال شعبكم ضد الاحتلال؟ والاحتلال واحد مهما تعددت تسمياته، وما كان ليكون موقفكم لو أن الدولة اللبنانية قامت بالإجراء نفسه مع الثائر الراحل ميكس ثيودوراكيس مثلاً، هل كنتم لتقبلون الأمر؟

سعادة السفيرة، أنا أكتب لاعبر لكم عن شجبي للخطأ الاخلاقي والمريع لسلطات بلادكم بحق الشعب اللبناني وبحق مناضلة تضفي شرفاً لأي بلادٍ تحلّ فيها وأدعوك وأدعو المسؤولين في بلادك إلى قراءة كتاب ذكريات سهى بشارة عن سنوات اعتقالها وعنوانه "المقاومة" ومقارنتها بكتاب "يوميات المقاومة" التي صاغها ميكس ثيودوراكيس لتعلموا أنكم إنّما أخطاتم بحقّ شعبكم ونضاله ضد الاحتلال قبل أن تُخطِئوا بحق لبنان أو سهى بشارة.

تقول سهى بشارة في تمهيد كتابها: "لم أكن لأتخيَّل ما حييت مكاناً أصغر من ذلك الذي كنت فيه"، وأنا أتمنى لبلادكم التي نحرص على أطيب العلاقات معها ألا تحيا في مكان أخلاقيّ أضيق من زنزانة سهى بشارة أياً كانت اعتبارات السياسة، بل ان تبقى كما نعهدها في مكان رحب يليق بها".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا