الأطفال في عصر "السوشيل ميديا"... هل هم في خطر؟
تحت شعار "التريند"، فرضت مواقع التواصل الإجتماعي على معظم المستخدمين أن يشاركوا يومياتهم عبر الإنترنت. فبات بديهياً أن نشارك مع متابعينا الأماكن التي نزورها، الطعام الذي نتناوله، نشاطات أطفالنا وهواياتهم. وفي الوقت عينه، نعيش شئنا أم أبينا في "عصر السوشيل ميديا"، الذي أتاح للأطفال أن يتعاملوا مع المنصّات بسلاسة تامة، حتى باتوا يتفوّقون على أهلهم في استخدامها. لكننا بتنا أيضاً في زمن الذكاء الإصناعي مع كل التحديات التي يحملها، إلى أن باتت سلامة الأطفال أكثر عرضة لمخاطر متعددة.
كل منصّة لها عمر معيّن
المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، أشار إلى أنه من المتداول به أن العمر الأنسب لاستخدام الأولاد للإنترنت ومنصات مواقع التواصل الإجتماعي هو 13 عاماً.
إلا أنه في حديث لـ"لبنان 24"، أكدّ أبي نجم أن كل منصّة ولها عمر معيّن، مع الإدارة الصحيحة من قبل الأهل حتى بعد عمر الـ13 عاماً، مشيراً إلى أن غالبية التطبيقات على غرار فيسبوك ، إنستغرام وغيرها، تتيح للأهل إجراء الرقابة على أبنائهم ومراقبة نوع المحتوى الذي يشاهدوه أو مع من يتواصلون وسواها من الإستخدامات المتعددة.
واعتبر أن مواقع التواصل الإجتماعي هدفها التواصل فيجري على سبيل المثال أن ينشر الأهل صوراً لأبنائهم خلال الأعياد وغيرها فيحصدون تفاعلاً من متابعيهم لأنهم فرحون بأبنائهم.
وأضاف: "على المقلب الآخر، تنتشر عبر المنصات الإجتماعية ظاهرة لدى العديد من صانعي المحتوى الذين باتوا يلجأون إلى استخدام أطفالهم لدعم صفحاتهم، سواء في الطبخ، الموضة وغيرها".
كما تطرّق أبي نجم إلى الخطوة التي لجأ إليها مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ من خلال نشره صورة عائلية، أخفى فيها أوجه أطفاله مستخدماً "الإيموجي"، معتبراً أنه على الرغم من أن زوكربيرغ هو مهندس وقد يكون من أكثر الأشخاص الذين باستطاعتهم حماية أنفسهم وعائلاتهم عبر مواقع التواصل، إلا أننا نلاحظ أنه يولي أهمية قصوى لموضوع الخصوصية.
وتابع: "نشر زوكربيرغ في السابق صورة لحاسوبه المحمول وقد غطى فيها الكاميرا الموجودة فيه، ومؤخراً أخفى أوجه أولاده، كل ذلك لأنه على دراية بمخاطر نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديداً عبر فيسبوك".
إلا أن أبي نجم دعا لاعتماد الواقعية في مقاربة هذه الحالة، قائلاً إنه حتى ولو لم ينشر الأهل صور أطفالهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي فالخطورة كامنة أينما تواجدنا من خلال كاميرات المراقبة المجهّزة بأحدث تقنيات الذكاء الإصطناعي سواء في المراكز التجارية وحتى على الطرقات.
من هنا، شدد أبي نجم على أنه "في وقت بتنا فيه غير قادرين على الوقاية من هذه المراقبة أينما توجّهنا، إلا أنه الضروري أن يتحلّى الجميع بالوعي الكافي نظراً لعمليات الإحتيال الحاصلة وعدم إيلاء الثقة بكل ما نصادفه عبر المنصات الإلكترونية صوتاً أكان أو صورة".
الإستخدام المناسب
وعن المحتوى الذي يعدّ مسموحاً نشره عن الأطفال، أشار أبي نجم إلى هذا الأمر يعود لثقافة الأهل والبيئة التي يعيشون فيها، قائلاً إن الأكيد أنه يجب الإبتعاد بشكل تامّ عن التنمّر والصور التي تظهر الطفل عاريا، وكل ما يمكن أن يؤثر عليه حين يكبر.
كما حذّر من المخاطر النفسية التي قد تترتب على الطفل بسبب المحتوى الذي ينشره الأهل عنه، لافتاً إلى أن زملاءه في المدرسة من الممكن أن يسخروا منه أو أن يتنمّروا عليه، مذكّراً بضرورة تحلّي الأهل بالوعي والمسؤولية الكافيين تجاه أطفالهم.
وتحدّث أبي نجم أيضاً عن الإستخدام المناسب لمواقع التواصل الإجتماعي الذي يجب أن يعتمده الأهل، مشدداً على ضرورة عدم نشرهم أي محتوى قد يسبّب إحراجاً لطفلهم، فضلاً عن توعية الأخيرين على المخاطر المتربتة عن سوء استخدام مواقع التواصل، وتذكيرهم دوماً بعدم التحدث مع الغرباء ومشاركة صورهم الخاصة معهم.
كما أفاد أبي نجم بوجود قوانين دولية تحظر التعرض لخصوصية الأطفال خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة في عمر صغير، لافتاً إلى وجود العديد من الحوادث التي جرى فيها استغلال أصوات وصور الأطفال عبر تقنيات الذكاء الإصطناعي لابتزاز آبائهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|