الصحافة

المتحكّم بالسلطة مرتاح: لا رئاسة ولا حرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس في الداخل والخارج غموض حول ما يحتاج اليه لبنان المأزوم، ولا حول من وما وراء منعه من الحصول عليه. لكن الوضوح صار جزءاً من المشكلة بدلاً من ان يكون نصف الحل. والمطلوب ليس فقط تغيير الواقع بل أيضاً توحيد القراءة في الوقائع. فالقراءات المتعددة في الوقائع تفرض نفسها على الواقع، وهذا ما يزيد من خطورة الوضع. والرهان على القوة يلغي عملياً الدستور والإنتخابات النيابية والرئاسية من دون ان يقدم بديلاً سوى تعميق المأزق. ولا ألغاز من حولنا. شيئان لا أفق لهما على المدى المنظور، بصرف النظر عن كثرة الحديث عنهما: إنتخابات رئيس جمهورية، وشن حرب واسعة على خلفية التطورات في الجنوب. وثلاثة أشياء لا بد منها في النظر الى المشهد اللبناني: توسيع النظرة من بيروت، تغيير النظرة من باريس، وتطوير النظرة من الدوحة حيث كان الإجتماع الأخير للمجموعة الخماسية من اجل لبنان، وهي أميركا، فرنسا، مصر، السعودية، وقطر.

ذلك ان اللعبة الديمقراطية لإنتخاب رئيس معطلة من الداخل، بقوة السلاح والقبض على مكون لبناني كبير ومهم. و»الثنائي الشيعي» المتحكم بالسلطة واللعبة مرتاح في الوضع الحالي المأزوم. فهو يمارس كل السلطة: رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة ووزارة المال وحاكمية البنك المركزي. وهو اللاعب الداخلي الوحيد في قرار الحرب والسلم. واذا كان لا بد من رئيس للجمهورية، فإن الرئيس الذي يريده هو رئيس على قياس «المقاومة الإسلامية» ومصلحتها ودورها الداخلي ودورها الخارجي وإرتباطها الإقليمي. ومن حيث تريد القوى المعارضة البحث في السلاح غير الشرعي والتركيز على ما سماه ماكس قيبر «الإحتكار الشرعي للعنف»، يصر «حزب الله» على أن السلاح هو «الثابت» في لبنان متغير، وهو المستقبل في المنطقة التي «مستقبلها لمحور المقاومة» بقيادة إيران.

و»الخماسية» العربية والدولية ليست قادرة على تحريك لعبة معطلة في الداخل لأسباب قوية في رأي محور التعطيل. وهي لا تزال تتحدث عن المواصفات المطلوبة في الرئيس، بعدما نزل الأشخاص الى الميدان في البرلمان. لماذا؟ لأن تسمية مرشح بالنسبة الى بعضها يجرها الى ما لا تريده، وهو تحمل مسؤولية عمله، ولأن الخلاف على الأسماء واضح بين الدول الخمس.

ولا أحد يستبعد حدوث مواجهات محدودة بين «حزب الله» وإسرائيل المحتلة لمزارع شبعا وشمال قرية الغجر والمتجاوزة للخط الأزرق في اكثر من 13 نقطة. لكن الكل يعرف ان الحرب الشاملة لا يريدها حالياً أي من الطرفين، وهي، اذا وقعت، فلن تكون بسبب مزارع شبعا وشمال الغجر بل بسبب هجوم إسرائيلي او إسرائيلي-أميركي على إيران ومشروعها النووي.

كان ماركس يقول: «الأفراد يصنعون التاريخ، ولكن ليس بالضرورة بالطريقة التي يختارونها». وهذا هو الدرس الذي يجب ان تتعلمه القيادات التي تتصرف كأنها أنصاف آلهة تحرك التاريخ والحاضر والمستقبل.

 رفيق خوري -"نداء الوطن"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا