محليات

السُنية السياسية تتخبّط.. هل حان وقت الثورة الداخلية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انحصر المشروع السني في جمهورية الطائف بيد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتمكن الرجل من ضبط الواقع الجديد لدولة ما بعد الحرب الاهلية، من خلال توزيع المهام على مختلف القوى السياسية الطائفية بمساعدة من الـ "س.س" التي كانت المحرك الاساس للسياسة الداخلية اللبنانية ولبناء المنظومة التقليدية للحكم.

ما بعد الطائف أيضا سطع نجم السنية السياسية بعد أفول نجم المارونية السياسية، فكان الحريري الاب دينامو الاقتصاد والدبلوماسية ووظف كل علاقاته الدولية لانجاح مشروعه الذي جاء على أنقاض حرب أهلية استوردت كل القوى التي عززت سلطة السنية السياسية في البلاد وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية. كان مشروع رفيق الحريري اقتصادي وسعى الرجل الى خلق دينامية جديدة في لبنان اعتقد أنها قادرة على ربط هذا البلد بجيرانه عندما يتحقق السلام في المنطقة مع اتفاقية اوسلو التي قادها رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين. لكن اغتيال الاخير نسف ما تم التخطيط له، وعدَّل الحريري خططه وبدأ يتعامل مع فكرة "المقاومة" التي يقودها حزب الله. بادر الى توزيع المهام مع الحزب بانتظار تسوية جديدة في المنطقة تعيد انعاش المشروع الذي أراده، الا أن دخول ايران على الخط عقب انهيار نظام صدام حسين وتوتر العلاقات العربية العربية والعربية مع ايران، تُرجم باغتيال الحريري الاب عام 2005 فكانت الضربة الاولى لمشروع السنية السياسية في جمهورية ما بعد الطائف.


مع فشل الرئيس سعد الحريري في ادارة الملف السياسي الداخلي وعدم ادراكه للمشروع الذي ورثه عن أبيه في غفلة من الزمن، بدأ الشارع السني يتلقى الضربة تلو الاخرى الى أن جاءت ثورة تشرين 2019 لتكون الطلقة الاخيرة في مشروع رفيق الحريري والمؤشر لبداية انقسامات داخل هذا الشارع وعملية تفتيت ممنهجة يقودها البعض ولاسيما المدارس التقليدية القديمة التي وجدت في مشروع رفيق الحريري ضربة موجعة لمشروعها، فما كان منها الا الاستعانة بالاصدقاء للانقضاض على شارع الحريري وتسويق نفسها على أنها المخلص.

كل هذه التراكمات من فشل ادارة الملف السني من قبل ورثة الحريري، الى التغير في المعادلات الاقليمية وتحديدا الخليجية حيال نظرتها الى الواقع السني في لبنان، أنتجت اليوم غيابا لوحدة الصف السني الذي بات كتلا نيابية لا طعمة لها ولا لون، تقودها شخصيات من خارج هذا الشارع، بل يتهم مقربون من تيار المستقبل بعض تلك الشخصيات بالخارجة عن القانون أو مقربة من النظام السوري وهي تدعي أنها من قلب التيار الازرق وتعمل على حمايته، غير أن الواقع بدا مُغايرا ونسفت كل ما خطط له الحريري الاب وعمقت الخلاف والانقسام.


يُعاني الشارع السني من معضلات كثيرة أكبر من غياب مرجعية، فالاحزاب المسيحية على تنوعها فرزت نفسها. ورغم كل الخلافات فيما بينها الا أنها لا زالت قادرة مقارنة مع السنية السياسية على التأثير المباشر في مختلف الاستحقاقات. في المقابل لم يتمكن اي طرف من ملء فراغ الحريرية السياسية، بل شكَّل  تعدد المرجعيات عبئاً على الطائفة وشهدنا في الايام الماضية تجلياتها وتحديدا في قوى الامن الداخلي حيث عزز غياب المرجعية السنية الخلاف بين وزير الداخلية والمدير العام اللواء عماد عثمان، ولم يتمكن الرئيس نجيب ميقاتي من تطويق ذيول الخلاف والذي على ما يبدو سيستمر وبأشكال مختلفة وسط خشية من تأثيره على عمل الجهاز الامني في المديرية، في وقت يُغرد كل نائب سني في سرب مصالحه الخاصة مستغلا فرصة التشتت داخل الطائفة وهو ما يؤكد عليه مرجع سياسي حيث يخشى من استغلال التخبط في هذا الشارع كما حصل في دول الجوار، لتوحيد الصف والبدء بمعركة تصفية الحسابات.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا