المهمة المستحيلة – الجزء 2

أكثر من رهان داخلي على المهمة المستحيلة التي يقوم بها الممثل الخاص للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، التي انطلقت في جزئها الثاني، ولكن من دون أي تغيير في مقاربة الكتل النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، التي انقسمت بين مؤيدٍ ومعارضٍ للسقف السياسي الذي رسمه بيان اللقاء الخماسية من أجل لبنان، في اجتماعه الأخير.

إلاّ أن الحوار الذي غاب عن هذا البيان ما زال وارداً في المبادرة الفرنسية المستمرة في لبنان من خلال مواصلة لودريان لمهمته الشاقة، وفق مصادر مواكبة، بحيث اعتبرت أن الباب لم يُقفل أمام المبادرة الفرنسية أو الحوار الذي لا يحظى بغطاء سياسي واسع سواء داخلياً أم خارجياً، خصوصاً في ظل الرفض من قبل أطراف المعارضة لأي حوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية لانه لن يكون سوى نسخة جديدة عن الحوارات السابقة التي بقيت من دون ترجمة.

لذلك، تحدثت المصادر لـ"ليبانون ديبايت" عن ترقب لما ستؤول إليه جولة لودريان بالنسبة للخيار الثالث الذي بدأ التداول فيه بعيداً عن الأَضواء وتحديداً في محور المعارضة التي تعقد اجتماعات متلاحقة في الآونة الاخيرة، وذلك بمعزلٍ عن استمرار تمسكها بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

إلاّ أن المصادر كشفت عن اشتراط المعارضة لأن يكون لدى الثنائي الشيعي، التوجه نفسه في هذا الإطار، وهو بدء التشاور في خيار رئاسي جديد، مع العلم أن الثنائي قد أبلغ من يعنيهم الأمر، رفضه طي صفحة مرشحه رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وبالتالي ثباته على موقفه.

وأمّا النسبة لاجتماعات لودريان في اليوم الأول، فإن هذه المصادر، توضح أنه كرر التأكيد على أولوية إجراء الإنتخابات الرئاسية وعلى وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، والأبرز هو أنه كرر مقولته بأنه على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم وعندها ستكون فرنسا كما مجموعة الدول الخمس إلى جانبهم.

ولكن في حال استمر الواقع السياسي على ما هو عليه من خلافات وانقسامات وشغور وانهيار وتحلل للدولة ومؤسساتها، فإن مرحلةً جديدة ستبدأ بحسب المصادر، التي اعتبرت أن المشهد السياسي والملف الرئاسي محكومين بسقف البيان الصادر عن اجتماع الدوحة، وبالتالي فإن لودريان أطلع رؤساء الكتل النيابية على ما انتهى إليه بيان اللجنة الخماسية، وطرح عليهم أسئلةً حول خطوتهم المقبلة.