الكوليرا تهدد لبنان مجددا... وهذه الاسباب التي تؤدي الى الانتشار السريع

مع وجود اصابات بالكوليرا في مناطق شمال شرق سوريا كحلب وادلب، فان خشية انتقال العدوة مجددا الى لبنان كبيرة خاصة وان عددا من النازحين يذهبون ويعودون الى مخيمات منتشرة في معظم المحافظات اللبنانية.
وكانت ظهرت الكوليرا في عكار أواخر العام الماضي، وذلك بعد دخول نازحين إلى الداخل السوري وعودتهم إلى لبنان. بعدها، بدأ الوباء يتفشى في العديد من المناطق، ونال كل من عكار والبقاع النصيب الأكبر. كما عبّرت وقتذاك منظمات الإغاثة عن مخاوفها ألا يتمكن النظام الصحي اللبناني المتدهور من المواجهة.
في هذا السياق، حذّر رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية الدولية في لبنان البروفيسور رائف رضا من عودة وباء الكوليرا الى لبنان خاصة في مخيمات النازحين السوريين، في ظل الذهاب والاياب اليها في وقت تغيب فيه الرقابة الصحية على الحدود.
ولفت الى ان هذا الانتقال هو سبب رئيسي لانتشار العدوى من بؤرة مصابة الى مناطق اخرى، خاصة ان حوالي 80% من حالات الكوليرا هي صامتة دون عوارض تكتشف فقط في فحص البراز وخصوصا نوع O1 و O139 .
كما حذر ايضا من زيادة الاصابات خلال فصل الصيف مع ارتفاع الحرارة وانقطاع الكهرباء والمياه الملوثه في أماكن تواجد النازحين واختلاط مياه الريّ او الشرب مع مياه الصرف الصحي، اضافة الى تراكم النفايات وانتشار الذباب حولها، مما يسرّع في انتشار الكوليرا. وقال: الاخطر من ذلك ان جرعات اللقاح التي أعطيت سابقا عبر وزارة الصحة اللبنانية للقاطنين في الأماكن المصابة كانت جرعة واحدة فقط التي تحمي لفتره محدودة، في حين ان المطلوب اقله اعطاء جرعتين.
ودعا الى تتبع حالات الاسهال الحاد في بعض مناطق التي تكون عرضة اكثر من غيرها واجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من وجود حالات الكوليرا او عدمه.
الى ذلك، حدد رضا الأسباب الرئيسيه لانتقال الكوليرا:
- قساطل المياه المهترئه المتصلة بمياه الصرف الصحي القريبة في المناطق الموبؤة
- عدم مراقبة مصادر الخضروات القريبة من نهر الليطاني حيث تروى المزروعات منه
-عدم نظافه المياه في مخيمات النازحين
-عدم فحص مياه الآبار التي تزود شبكات المياه
-غياب صرف صحي سليم في مخيمات النازحين
واذ سأل عن مراقبة محلات بيع المواد الغذائية المكشوفة وطرق تخزين المأكولات، ختم رضا: أخشى ان الكوليرا شقت طريقها مجددا نحو لبنان وأحذّر من تفشيها.