جلسة الغد "فارطة" إلى حدّ الآن.. ولودريان بمهمة جديدة في أيلول

"التخبط السياسي لا يزال مستمرًا مع جان ايف لودريان أو بدونه".. هكذا هو المشهد السياسي اليوم في لبنان، إذ إن الأحزاب والمسؤولين لا يزالون يعملون على تحمّل صدمة الحاكمية، وفشل احتواء الأزمات المنتظر حدوثها تواليًا بعدما بدأ سلامة يتحضّر لتسليم مهامه.

فعمليًا جلسة الغد التي يطمحُ البعض من خلالها إلى فتح ملف الحاكمية على مصراعيه باتت الطريق أمامها غير معبّدة، خاصةً وأنها لن تحصل على الغطاء المسيحي اللازم من قبل الأقطاب المسيحية السياسية اللبنانية.
على المقلب الآخر، لا يزال بري رفقة حليفه النائب السابق وليد جنبلاط يحارب قدر المستطاع لإتمام هذه الجلسة، إذ تؤكّد الأوساط لـ"ليبانون فايلز" على أن بري لن يكون مستعدًا أبدًا لتحمل تبعات ما بعد سلامة، خاصةً وأن وسيم منصوري، نائب الحاكم الأول محسوب عليه، ولذلك من مصلحته أن يعجّل عملية التعيين التي تعتبرها العديد من الأوساط البرلمانية وحتى القانونية أمر مستحيل، وغير قانوني في ظل حكومة تصريف أعمال وغياب رئيس للجمهورية.

على المقلب الآخر برز تبدّل واضح على خط الوزراء الغائبين إذ سجّل وزراء المردة أي وزير الإتصالات جوني القرم، ووزير الإعلام زياد مكاري نقطة ضد بري من خلال إعلانهما مقاطعة الجلسة، بالإضافة إلى وزير المهجرين عصام شرف الدين إذ تؤكّد مصادر لـ"ليبانون فايلز" على أن الوزير سيتضامن مع المكون المسيحي في البلد، ولن يحضر جلسة الغد.

المفارقة من ناحية أخرى تتلخص بمعلومات صحافية تشير إلى أن وزراء حزب الله لم يتبلغوا بعد حتى اللحظة ما إذ كانوا سيشاركون بجلسة الغد أم لا، وهذا ما يطرح علامات استفهام واضحة حسب الأوساط التي تشير إلى أنّه عمليًا تحتاج الجلسة إلى ثلثي الأعضاء لتكون دستورية، وعليه فإنّه مع غياب كافة هذه المكونات، فإن الجلسة وإلى حد اللحظة "فارطة".

بموازاة ذلك استكمل المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان جملة لقاءاته مع الشخصيات المعنية بملف الرئاسة، إذ جال عليهم، عارضًا ما تم مناقشته في الخماسية. وتشير المعلومات إلى أن فرنسا ستنطلق بمبادرة جديدة، خالية من أي شروط بعد أن أيقنت فشل جولتي المحادثات، إذ سيعمد لودريان إلى الإنطلاق بمحادثات وصفت بـ"المحدّدة والسريعة" خلال شهر أيلول القادم وذلك لأجل وضع برنامج للمرشح الرئاسي يتفق عليه الأطراف، للوصول إلى الأسم، مع التأكيد على وجوب تواتر جلسات الرئاسة، التي ستكون حسب المعلومات كسابقاتها، طالما أن الطبخة السياسية لم تنضج بعد.