أعلنكما زوجاً وزوجة وبارك يا ريّس

كان على النائبين جورج عقيص وملحم رياشي، التوجّه بسؤال إلى زميلهما في «تكتّل لبنان القوي» فريد البستاني عن مآل اقتراح قانون الزواج المدني الاختياري الذي قدّمه قبل 4 أعوام وثمانية أيام، قبل صبّ جهودهما على مشروعهما الجديد. لو سألا لأخبرهما أنّ اقتراحه يغفو في أدراج الأمانة العامة لمجلس النواب. وما فكّر»الإستيذ» للحظة في إحالته إلى اللجان المختصة لدرسه، ولن يفكّر.

في شباط الـ2021، إنضمّ نواب من «التكتل» البرتقالي الهوى إلى زميلهم «الديري». وقدّموا مجتمعين اقتراحاً بالتوجّه نفسه. حطّ في سرير الأمانة العامة. غمر المشروع الأول المشروع الثاني وغطّ في نوم عميق.

لم أطّلع على مشروع النائبين النشيطين الأخير، مع ذلك أجزم أنه مشروع حضاري ومثالي ومتكامل إلى درجة أنه غير قابل للحياة في لبنان. ما قاله النائب رياشي عن إيجابيات الزواج المدني، والذي يوفّر على «شبابنا عناء الانتقال إلى قبرص أو تركيا أو أي مكان آخر» قاله النائب البستاني حرفياً عام 2019، وقاله الوزير الراحل شوقي فاخوري قبل ربع قرن، يوم قدّم في آذار 1998، مشروع القانون المدني الإختياري للأحوال الشخصية، فقامت وقتئذٍ قيامة رجال الدين، فهدّد مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني بقطع يد من يوقعه. سحب الوزراء الخائفون أيديهم قبل أن يبترها السيف.

استوقفني في تصريح النائب رياشي، بعد إيداعه المشروع الجديد أمانة سرّ مجلس النواب، أنّ اقتراحه والقاضي عقيص»لا يشمل اللبنانيين فقط، بل كل شخص غير لبناني يرغب في الزواج المدني في لبنان، فيقصد البلدية بأعضائها الذين لا يقلون عن 15 عضواً ليتزوّج زواجاً مدنياً». تصوّروا بلدية الغبيري، بعد إقرار المشروع، مقصداً للمقبلين على الزواج المدني، معن الخليل أمام عروسين يستعمل صلاحياته: «أعلنكما زوجاً وزوجة»، فيردّ عناصر الشرطة البلدية «وبارك يا ريّس». أما على صعيد الأجانب فإن شاءت مثلاً جندية من الكتيبة النروجية الزواج مدنياً بمواطن جنوبي أو بنازح سوري فلن يضطر المقبلان على الزواج للسفر إلى أوسلو لإتمام معاملات الزواج. يقصدان بلدية كفرتبنيت ويزوّجهما الريّس فؤاد ويبارك زواجهما الرئيس بري أطال الله بعمره.

إقتراح قانون عصري مثل الذي قدّمه الثنائي الكاثوليكي فيه الكثير من الرفاهية التشريعية، إن صحّ التعبير، والأسهل من التوجّه إلى قبرص وتركيا والأوفر على الجيبة تشريع عرزال أنطون سعادة في ضهور الشوير لعقد الزيجات أونلاين!