الرئيس.. في ميزان الربح والخسارة!

يترقّب اللبنانيون عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في النصف الأوّل من أيلول المقبل موعودين بسحرٍ "خماسي" لإنجاز استحقاق الرئاسة الذي يبدو مستعصيا حتى اللحظة عن الحلّ..

في ميزان الربح والخسارة يرى المراقبون أن الوقائع على الأرض لا تشي إطلاقا بأن الزخم الفرنسي الموعود في الزيارة الثالثة للودريان سيجد أرضية او بيئة حاضنة له، طالما أن جميع القوى السياسية في الداخل تبقي على مواقفها ثابتة كما كانت عليه منذ الزيارة الأولى للموفد الفرنسي وحتى اليوم. لكن الدعم الذي يلقاه حراك لودريان من اللجنة الخماسية إذا ما اصطدم بمصالح القوى السياسية في الداخل سيُعتبر بمثابة فتح باب المواجهة مع هذه الدول وهو تحدّ لا يقوى عليه لبنان على الأكيد، من هنا تعوّل الأوساط على نوع من اللّين في المواقف قد نشهده في الأيام الفاصلة عن زيارة الموفد الفرنسي، تفاديا لسيناريو ترك لبنان لمصيره المجهول في هذا النفق المظلم.

ولا يختلف عاقلان على الضرورة الملحّة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية أمس قبل الغد وإعادة انتظام الحياة السياسية في البلد الذي بات أمنه على المحكّ بالإشارة الى أحداث مخيم عين الحلوة. وفي هذا السياق، تندرج البيانات التحذيرية لدول الخليج التي توالت قبل يومين وهي رسالة سياسية أكثر منها أمنيّة، للتنبيه من أن أمور لبنان ليست على ما يرام وأن الساحة متاحة أمام الراغبين بالعبث بأمن البلد كما أن أي تصعيد سياسي قد ينسحب على الأمن الوطني في أية لحظة.

ماليا، يسيّر شؤون حاكمية المصرف المركزي النائب الأوّل بالوكالة مؤقتا الى حين انتخاب رئيس للجمهورية للإتيان بحاكم أصيل. هذا في حين تنتهي ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون في كانون الثاني المقبل تاريخ إحالته الى التقاعد، وهنا يلوح شبح الفراغ المتنقّل، إذا لم يتمّ حتى ذلك الحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أصيلة يتوليان تعيين قائد جديد.

ورغم كل هذه المعطيات، يشير مصدر مطّلع على موقف الثنائي الشيعي الى ان الثنائي لا يزال يراهن على الاختلاف في مقاربة الملف اللبناني بين فرنسا وأميركا ويستبعد ولادة رئيس للجمهورية في أيلول باعتبار أن الأمور معقّدة أكثر ممّا تبدو عليه.