ماذا ستقول بكركي مع بداية المهلة الدستورية؟

مع انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، مشهد جديد يرتسم على الصعيدين الوطني عموماً، والمسيحي خصوصاً، في ضوء التعقيدات على خطّ العلاقات بين المرجعيات السياسية، والتي وصلت إلى مرحلة خطيرة نتيجة افتتاح السباق الرئاسي باكراً، وانخراط كل الأطراف في المعركة الرئاسية تحت سقف الإجتهادات الدستورية التي بدأ الإعداد لها في كواليس المقرّ ات الرئاسية.

لكن العبور الذي يبدأ اليوم رسمياً إلى الإستحقاق الرئاسي، لا يتطلّب ما هو أكثر من التقيّد بالنصوص الدستورية، وهي واضحة، كما تكشف مصادر سياسية مسيحية قريبة من الصرح البطريركي ل"ليبانون ديبايت"، التي تشدّد على أن انتخاب الرئيس المقبل، يجب أن يتمّ في أقرب موعد ممكن، وبمعزلٍ عن كل العقبات الواضحة والمستترة، والتي سوف تظهر تباعاً اعتباراً من اليوم من خلال المواجهات السياسية تحت عناوين متنوّعة و"تضليلية".

وعبّرت المصادر السياسية القريبة من بكركي لـ "ليبانون ديبايت"، عن توجّسها من عملية تصفية حسابات واسعة النطاق تظلّل بداية مهلة انتخاب الرئيس العتيد، وتتزامن مع مناخ ضبابي ومقلق على الساحتين الداخلية، كما الإقليمية، في آنٍ واحد، حيث أن ما حصل من مواجهات على الساحة العراقية منذ أيام قليلة، قد يكون نموذجاً أو "بروفا"، لما يمكن أن يحصل في المنطقة، سيّما وأن ما من جهة تملك الجواب على كل التساؤلات المطروحة على هذا الصعيد.

لكن الإسترسال في المعطيات السلبية، لا يعني أن بكركي لن تواصل إطلاق مواقفها الثابتة من استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، وفق ما تكشف هذه المصادر، إذ أن البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يعود اليوم من زيارته إلى عاصمة الكثلكة، سيكون له موقف من الإستحقاق وبدء المهلة الدستورية في عظته المرتقبة يوم الأحد المقبل، مع العلم أن موقفه واضح ولم يتغيّر.

وحول العناوين التي سيتناولها البطريرك الراعي، فإن المصادر السياسية المسيحية نفسها، تشير إلى أنها ستركّز بادئ ذي بدء على التأكيد على أولوية إجراء الإنتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية، ورفض كل الإجتهادات الدستورية التي تتحدّث عن تأجيل الإنتخابات وتمهّد للفراغ الرئاسي، من خلال طرح خيارات بديلة.