حملة عربية ضد "باربي"...ومرتضى لمنع الفيلم في لبنان
سخر المعلقون في مواقع التواصل الاجتماعي، من الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام اللبنانية، عن نية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى، منع فيلم "باربي" الذي يعرض حالياً في الصالات اللبنانية، بحجة أنه "يروج لأنماط اجتماعية تتنافى مع الدين والقيم".
ونشر معلقون في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، صوراً لباربي محجبة وقالوا أن الدمية الشهيرة ستظهر بهذا الشكل من اليوم فصاعداً التزاماً بقواعد الوزير، الذي قال أنه "سيسطّر اليوم كتباً الى كل من وزارة الداخلية والامن العام والنيابة العامة التمييزية، لمنع عرض الفيلم في صالات السينما اللبنانية.
وكانت قناة "الميادين" بثت تقريراً وصف الفيلم بأنه يروج لأفكار "تهدم قيم العائلة" وينشر "الشذوذ والنسوية" في المجتمع ضمن خطاب تحريضي أوسع على المثليين جنسياً والعابرين جنسياً وحريات النساء، في تواز مع خطاب سياسي عام يتبناه محور الممانعة ليس فقط في لبنان بل في دول المنطقة، يصف خطاب الحريات عموماً بأنه "هادم للمجتمع"، تحت عنوان عام هو "الليبرالية الحديثة" التي يتحدث عنها قادة المحور من زعيم "حزب الله" حسن نصر الله إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
View this post on Instagram
A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)
والأفكار نفسها تحضر في خطاب عام معاد للغرب، حيث تتكرر الاتهامات وخطاب الكراهية في وسائل الإعلام الروسية مثلاً، كما تحضر في خطاب "اليمين المتطرف".
ويدعي هؤلاء أنهم يعملون على حماية المجتمع من قيم تهدد "قيم العائلة التقليدية". وذلك كله بات مدخلاً من أجل تحصيل الشرعية سواء في صناديق الاقتراع على غرار ما يقوم به الجمهوريون في الولايات المتحدة الراغبين في اجتذاب أصوات المتدينين والمحافظين، أو تحصيل شرعية محلية في وقت الأزمات الاقتصادية كما يحصل في دول المنطقة العربية.
ويتم بذلك فرض وصاية على الأفراد حتى عندما يتعلق الأمر بمشاهدة فيلم أو سماع اغنية على سبيل المثال، ويتطور ذلك نحو التضييق على الحريات، بما في ذلك الحرية الإعلامية كما هو الحال في العراق الذي تسيطر عليه مليشيات شيعية حليفة لإيران، بقرارات تمنع استخدام مصطلحات "المثلية الجنسية" والجندر وحقوق المرأة وغيرها، إضافة إلى التهديد الذي يطاول الناشطين وأفراد مجتمع الميم وغيرهم.
وقارن المعلقون اللبنانيون بين الأخلاق التي يدعي الوزير مرتضى الدفاع عنها، وبين القيم التي تتبناها الدولة اللبنانية، والمجتمعات العربية ضمناً، مثل "التستر على التحرش والاغتصاب وعدم ضمان المحاسبة" حسبما قالت إحدى المعلقات في "إكس"، فيما تحدث آخرون عن الفرق بين لبنان الذي كان يوصف بأنه واحة الحرية الوحيدة في الشرق الأوسط مع دول عربية باتت أكثر تسامحاً وانفتاحاً اليوم.
وكتبت إحدى المعلقات: " الإمارات العربية المتحدة سمحت بعرض هذا الفيلم و الجهمورية اللبنانية المتحدة تمنع عرض هذا الفيلم. وزير الثقافة المؤدلج يعرف انه بزمننا الحالي لا يستطيع منع احد من مشاهدته فلماذا يمنعه؟ المسؤول المؤدلج بفكره هو الخطر الاكبر على مجتمع متعدد، هو خطر اكثر من اي فيلم مهما كان نوعه".
ووصف آخرون ما تقوم به وزارة الثقافة بأنه "إرهاب فكري لتحجيم الشعب والعودة لزمن القمع!" حيث يتم فرض ميول عقائدية محددة على مجتمعات بكاملها. وقال أحدهم أنه من الأفضل للدولة اللبنانية أن تنشغل بمنع نهب أموال المودعين من المصارف بدلاً من الانشغال بقرارات المنع والحجب والتقييد.
والعداء للفيلم في الواقع ينتشر في مواقع التواصل، من قبل إسلاميين ومحافظين ينشرون خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عموماً، بما في ذلك إعلاميون. ويركز العداء على وجود باربي عابرة جنسياً في الفيلم للقول أن الفيلم "يستهدف الأطفال"، علماً أن دولاً عربية منعت عرض أفلاماً سينمائية في السنوات الأخيرة لاحتوائها على شخصيات عابرة جنسياً.
وتنتشر مقاطع فيديو تطالب بعدم مشاهدة الفيلم "من أجل حماية الأطفال" ينطلق معظمها من نصوص دينية ومن أحاديث لرجال دين، علماً أن دولاً مثل السعودية سمحت بعرض الفيلم. وكتب صحافيون سعوديون أن القرار بعرض الفيلم هناك "يواكب العصر بعدم اتباع سياسة المنع العشوائي المزاجي".
كما تنتشر نكات (ميمز) قبيحة يتم بموجبها التنمر على الشباب والرجال الذين يريدون مشاهدة الفيلم بالقول أنهم "مخنثون" ولا يتمتعون بالرجولة الكافية، مع شتائم جنسية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|