الياس الحصروني شهيدا لا ضحية حادث سير... شهود عيان ومقربون يروون تفاصيل الجريمة
الياس الحصروني من بلدة عين إبل الجنوبية توفي نتيجة كمين مسلح بعد خطفه وليس نتيجة حادث سير عادي. الخبر ليس عاديا على رغم تعدد الأخبار الأمنية في اليومين الأخيرين. وكأن المطلوب إثارة الرأي العام واستفزازه وتحديدا في الشارع المسيحي من خلال الممارسات والإعتداءات التي تحصل بدءا من محاولة خطف مواطن من آل عساكر في بلدة مجدل في جرود جبيل، والشريط المستفز المصور الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق"واتس آب"، ويظهر فيه شاباً مسلحاً امام دير مار شربل –عنايا، وهو يستفز المصلّين واهالي المنطقة، ومعه شبان يستقلون دراجات نارية، ويلتقطون الصور بطريقة مرفوضة من دون ان يعترضهم احد. وقد عُرف منهم علي ابراهيم من بلدة حجولا، ويقيم في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، لتبين لاحقا أن الخبر غير صحيح، لكن وإنطلاقاً المطلوب من الاجهزة الامنية كشف مفبركي هذه الصور، التي شكلّت حالة رفض كبير كادت أن تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
عملية خطف الحصروني وقتله تم الإعلان عنها بعد مرور 48 ساعة على مواراته في الثرى في بلدته عين إبل لكن معلومات خاصة بـ"المركزية" أفادت أن "الحنتوش" كما كان يلقّب قُتل قبل موعد الجنازة بيوم واحد. لكن عقلاء البلدة والأهل فضلوا التكتم عنها وعدم نشرها لتفادي ردات فعل غاضبة قد لا تحمد عقباها.
الياس الحصروني إبن الواحد والسبعين عاما ليس مجرد مواطن جنوبي يقول مقربون من أبناء بلدته. فقبل تقاعده كان يعمل موظفا في شركة الكهرباء، بعدها قرر أن يفتتح مطعما ومسبحا تابعا له وصالة للحفلات والأعراس بهدف ترسيخ مفهوم البقاء في الأرض وليس المكسب المادي. أما على المستوى السياسي فالحصروني كان عضوا في المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية ومنسق بنت جبيل السابق وكان يُعد من فاعليات البلدة وواجهة إجتماعية متقدّمة ومثالا للقيادي الملتزم بحزبه وأرضه ومؤثرا على المستوى الوطني والإنساني والإجتماعي.
قبل ليل الأربعاء تاريخ وقوع الجريمة كان الياس يجالس أصدقاء على فنجان قهوة كما العادة. قرابة التاسعة استقل سيارته عائدا إلى منزله لكن بدل أن يدخل عتبة البيت سيرا على الأقدام عاد ملفوفا بنعش ملفوف بعلم حزب القوات اللبنانية .
منذ اللحظات الأولى بدا وكأن ثمة غموض في حيثيات الحادث . وتكشف مصادر مطلعة لـ"المركزية" أنه خلال تقديم عائلة من البلدة التعازي بالشهيد الحصروني أبلغ رب البيت أن الكاميرا المثبتة عند مدخل منزله التقطت مشاهد وهي تبقى مسجلة لمدة ثلاثة أيام. فطلب إبن شقيقة الضحية من صاحب المنزل الذي التقطت كاميرته تفاصيل الكمين التوجه فورا الى منزله.فلم يعترض. وتم الإطلاع على الصور التي أظهرت أن الحصروني تعرض لكمين وتم اختطافه قبل قتله ورميه في احد الأحراش لتظهر العملية وكأنها مجرد حادث سير.
في المشاهد التي التقطتها الكاميرا وباتت في عهدة الأجهزة الأمنية المختصة يتبين أنه عند الساعة التاسعة و16 دقيقة توقفت سيارة من نوع جيب داكن أمام سيارة الضحية بشكل أعاق استكمال سيره ولحقت بها سيارة جيب من نوع هوندا crv لونها رصاصي لتقفل الطريق بالكامل أمام سيارة الحصروني، وترجل منها أشخاص وصعدوا إلى سيارة الضحية ثم غادرت السيارات الثلاث التي قدر عدد الأشخاص فيها بحوالى 7 أو 9 أشخاص باتجاه مكان الحادث في بلدة حانين.
شهود عيان أفادوا أنه قبل وقوع الحادث كانوا يسلكون الطريق التي كمن فيها المسلحون للضحية وشاهدوا سيارة من نوع جيب هوندا crv لون رصاصي وسجلوا رقم اللوحة من دون الرمز كونها كانت مريبة ولافتة وكان بداخلها شخصان ملتحيان ويرتديان قبعات "كاسكيت" . وجوههم كانت غريبة عن البلدة لكنهم أكملوا طريقهم نحو المكان المقصود. وخلال عودتهم باتجاه بلدة عين إبل شاهدوا سيارة من نوع جيب هيونداي لون داكن متوقف إلى جانب الطريق وما لبث أن أقلع عند وصول جيب الهوندا الذي أثار فضول المارة فسجلوا رقم السيارة أيضا من دون الرمز.
المعلومات الأولية أفادت أن أرقام لوحات السيارات التي نفذت عملية الخطف والقتل مزورة وتعود لسيارات أخرى مسروقة. واللافت على ذمة المصادر اياها ان أحد العناصر طلب من عنصرين في القوى الأمنية رفع سيارة الحصروني فورا من المكان الذي سقطت فيه تحت الطريق مما أثار الشكوك. الا ان شبانا من البلدة حضروا إلى المكان رفضوا ذلك قبل حضور المحقق الجنائي وهو ماجرى صباح اليوم التالي حيث اكتفى المحقق بالتقاط بعض الصور من دون رفع أي بصمات أو القيام بالاجراءات العادية التي تتخذ في ظروف مشابهة .
حتى اللحظة لم يتم الإعلان عن الطريقة التي قتل فيها الحصروني باستثناء ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن اختراق الأضلاع الممزقة صدر الضحية ربما بسبب انفتاح كيس الهواء هي سبب الوفاة. وقد أثار هذا "التقرير" أكثر من علامة استفهام كما رسم شكوكا حول المضمون والأسباب مما يستوجب إعادة رفع تقرير جديد. لكن المرجح أن تكون عملية القتل حصلت خنقا وهناك كدمة خفيفة عند مؤخرة الرأس ولا وجود لكدمات أخرى قبل أن يصار إلى رمي السيارة والجثة في أحد الأحراج بهدف التمويه على جريمة القتل المفتعلة.
رئيس البلدية عماد اللّوس اصدر صباح اليوم بيانا مقتضبا استنكر فيه باسم ابناء البلدة الاعتداء على الحصروني واختطافه واقتياده وتدبير حادث له بهدف زعزعة الامن في المنطقة ، مشيرا الى ان الادلة على الاعتداء باتت بحوزة الاجهزة الامنية التي حثها على سرعة القبض على القتلة وانزال العقاب بهم حفاظا على امن المنطقة.
وحرصا على الوضع الأمني يؤكد المسؤولون أن القضية باتت في عهدة الأجهزة الأمنية ولن نسمح بارتكاب أخطاء على الأرض وسنعبر عن غضبنا ورفضنا بالسياسة والمواقف لأن الأولوية تكمن في الحفاظ على وجودنا وليس الإنصياع للمخططات التي تهدف إلى تهجيرنا.
في انتظار ما ستظهره التحقيقات التي تؤكد أن الحصروني قُتل ، يبقى أن الاسراع في كشف ملابسات الجريمة ومرتكبيها يخفف من الأجواء المشحونة والقلقة التي تسود بلدة عين ابل حيث تتقاطع روايات الأهالي على خلفيات سياسية للجريمة تنكأ جراحا قديمة. هذا هو المطلوب حتى لو كانت الحقيقة واضحة تحت سماء عين إبل وعيون أهلها الصامدين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|