سلاح "الحزب" لن يُنزع... ماذا ستفعل المعارضة؟
عرّى كوع الكحالة شحنات الأسلحة والذخيرة التي تدخل لبنان وتخرج منه بمواكبات مموّهة على عين ما يُسمّى بالدولة. الصدفة التي أدّت إلى سقوط الشاحنة ومحاولة تغطيتها من قبل المرافقين المسلّحين وتأخّر القوى الأمنية الشرعية بوضع يدها على مسرح الحادثة، أكّدت أوّلًا استباحة "حزب الله" للطرقات اللبنانية وسيطرته على قرار الدولة وتعريض حياة اللبنانيين للخطر المستمّر، وثانيًّا الرفض الشعبي العارم لمشروعه.
لا ترابط بين حادثة قتل إلياس الحصروني في عين إبل وحادثة الكحالة سوى السلاح غير الشرعي وغياب الدولة، في ظل شدّ الحبال الرئاسي ومحاولات الخارج حضّ المسؤولين على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن.
تعمل قوى المعارضة على مواجهة مشروع "حزب الله" ورفض إيصال مرشحه إلى سدّة الرئاسة، في محاولة منها لمنع "الحزب" من السيطرة نهائيًّا على القرار في الدولة اللبنانية. ويوضح مصدر في المعارضة أنّ "هذه القوى تُترجم رفضها لمشروع "حزب الله" الإنقلابي على الدستور والدولة والمؤسسات بالسياسة من خلال رفضها مرشحه الرئاسي ورفضها أي تسوية معه، نتيجة للتجارب السابقة".
ويُضيف المصدر، في حديث لموقع mtv: " مساحة المواجهة مع "حزب الله" هي المساحة المتعلقة بالدولة باللبنانية ومن هذا المنطلق لا تريد المعارضة ولن تسمح بأن تكون الدولة بعهدة الحزب".
"الجبهة السياديّة من أجل لبنان"، من موقعها المعارض، وصّفت ما يحصل بأنّ "حزب الله يسعى لأمرين: الأوّل إفهام المجتمع الدولي بأنه هو الحاكم في لبنان وأي مفاوضة أو حوار تكون عبره من دون سواه كما فعل في الترسيم البحري. أمّا الأمر الثاني فهو يقول للبنانيين تشبهّوا بي واحملوا السلاح وكأنه يوجه دعوة للحرب". لذلك يؤكّد المصدر المعارض أنّ "الخطة الأساسية لمنع تمدّد الدويلة هي وصول رئيس جمهورية وسلطة تنفيذية غير خاضعة للحزب".
ويلفت إلى أنّ سحب السلاح من يد "حزب الله" مسألة غير ممكنة الآن"، ويقول: "الممكن هو رفع يد الحزب عن الدولة ومؤسساتها وهذا بحد ذاته يُعيد خلق المساحة الفاصلة بين مشروع الدولة ومشروع الدويلة".
ويردف المصدر: "المهم الآن عدم الاستسلام والخضوع والتطبيع بانتظار الظروف التي تسمح بنزع هذا السلاح، وحتى ذلك الوقت لن نرضخ لا من قريب ولا من بعيد وسنعمل على تحرير لبنان وتمكينه من استعادة مقوّماته السياديّة".
هدأ الوضع على كوع الكحالة لكّن النفوس محقونة، والانقسام عمودي في البلد. ستتخذ الأحداث في الأيّام المقبلة منحى تصاعديًّا، وهل يُؤخذ بالأمن ما لم يُؤخذ بالسياسة؟
مريم حرب -موقع mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|