محليات

متى يقول "الحزب" للمسيحيّين: "في مجال نتعرّف؟"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تطرح حادثة الكحالة إشكاليّةً قديمة جديدة هي مدى فهم وتفهّم حزب الله لـ "النفَس" المسيحي. 

هناك من ينظر الى المسيحي كـ "نعنوع". وهذه صورة نمطيّة قديمة سقطت مراراً، في الحرب وبعدها. وهناك من يعيد التهمة القديمة، وقد سمعناها كثيراً في اليومين الماضيين: عمالة، وصهيونيّة ويهود الداخل، الى ما هنالك من مفرداتٍ شبيهة. 
هذه التهمة مرفوضة أيضاً، خصوصاً أنّ ما من لبنانيٍّ يراهن اليوم على إسرائيل، كما أنّ العمالة لها شملت في السابق الطوائف كلّها، و"ما حدا أحسن من حدا" في هذا المجال.

ويخطئ حزب الله، عبر قياديّيه ومناصريه، حين ينظر أحياناً بتعالٍ الى المسيحيّين، مهدّداً إيّاهم بقوّتَي السلاح والعدد. هذه النظرة هي التي عزّزت التطرّف المسيحي، وأفقدت الحزب بيئته المسيحيّة الحاضنة، وأضعفت حلفاءه المسيحيّين. 

إذا استطلعنا آراء المسيحيّين لوجدنا أنّ غالبيّتهم الساحقة تفضّل إلغاء حزب الله من الوجود. هذه مسؤوليّة الحزب، إذ فشل في مهمّة التواصل مع الوجدان المسيحي. تحالفه مع "التيّار" مكّنه، مرحليّاً وجزئيّاً، من محاكاة الوجدان المسيحي، قبل أن يتحوّل الاتفاق الى تبادل مصالح، فقط لا غير. حوارهما اليوم على طريقة: "شو بتعطيني وشو باخد".
ما سبق كلّه عزّز النزعة التقسيميّة لدى المسيحيّين. كثيرون منهم فقدوا الأمل في التعايش مع بيئة الحزب، وباتوا يفضّلون التقسيم. هذه أيضاً مسؤوليّة "الحزب" الذي دفعهم الى هذا الخيار. 

على حزب الله أن يتعرّف الى المسيحيّين. أن يكتشف كيف يعيشون، وكيف يفكّرون، وممّ يخافون. عليه أن يحترم عاداتهم كي يحترموا خصوصيّاته. عليه أن يمنع بعض الأغبياء الذين يهينون المسيحيّين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. عليه أن يدرك أنّ مهاجمة زعيمٍ مسيحيّ تقوّيه ولا تضعفه. وعليه أنّ يعرف أنّ المسيحيّين هم امتداد لتاريخ وحضارة وقيم ورسالة وإرساليّات وأدباء وعباقرة في أكثر من مجال. وهم ليسوا، فقط، مرتادي ملاهٍ وشواطئ، ولو أنّ هذا لم ولن يكون عيباً. 

فالمسيحيّون يشربون الكحول ولا يخجلون، وإن أحجموا عن الصوم لا يكذبون. وهم ليسوا حزباً واحداً، ولا يتبعون زعيماً واحداً. ولا يمكن اختصارهم بأحاديّة أو ثنائيّة. 

لا يعود لبنان لبناناً إن لم يلوّنه المسيحيّون، وإن لم يضعوا فيه بصمتهم، في أكثر من ميدانٍ تفوّقوا فيه.

وهم سيبقون متنوّعين، متحرّرين. ويقول التاريخ إنّهم كانوا مقاومين.

 داني حداد - موقع mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا