هل "حزب الله" مأزوم؟
بين كلام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، تناقض واضح في التعاطي مع حادثة الكحالة. النائب رعد يسأل: أين كانت الكحالة عندما كان الإسرائيلي في قصر بعبدا؟ السيد نصرالله كان «أهدأ» من رئيس كتلته النيابية، فيقول: «نحن لا نعتبر أنّ هناك مشكلة بيننا وبين أهل الكحالة، وأهل الكحالة أهلنا ولا مشكلة بيننا وبين أي من عائلات الكحالة، أصلاً سكان الكحالة كم عدة آلاف، أربعة آلاف، خمسة آلاف، ستة آلاف، لا أعرف لكن عدة آلاف أكيد، عدد الذين كانوا في الشارع وفي الميدان قوموا بِعَدهم، أحضروا أي فيلم من الأفلام المسجلة واحصوهم، خمسون، خمسة وسبعون، مئة، وبعضهم جاء من خارج الكحالة وأسماؤهم معروفة أيضاً، هناك مشكل مع هؤلاء وليس المشكل مع أهل الكحالة».
فرق شاسع بين المضمون التخويني لأبناء الكحالة، الذي أطلقه النائب رعد، وبين الكلام «الاستيعابي» الذي أطلقه السيد نصرالله، هل هذا التباين «توزيع أدوار» أو أكثر من ذلك؟
مرَّ «حزب الله»، بهذا النوع من التباين، فالنائب السابق في «حزب الله» والذي خرج أو أُخرج من الحزب، نواف الموسوي، قال في إحدى جلسات مجلس النواب إنّ «بندقية المقاومة هي التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا»، ووُجِّهَت إليه ملامة على هذا القول، وكذلك الشيخ صادق النابلسي الذي قال يوماً «إن التهريب من لبنان إلى سوريا هو جزء من المقاومة»، فلم يجد «حزب الله» مخرجاً سوى القول إن كلام الشيخ صادق النابلسي لا يمثل «حزب الله». اليوم، في المقابل، لم يعلق «حزب الله» بشيء على كلام النائب محمد رعد، ما يعني أنه موافق عليه لجهة شيطنة أهالي الكحالة وتخوينهم بما يتعارض مع ما قاله السيد نصرالله.
ماذا يعني ذلك؟
من السهل والتبسيط الحديث عن»توزيع أدوار»، لكن عالمين بالبيئة الضيِّقة لـ»حزب الله»، يتحدثون عن أن الحزب» مأزوم»، ويعطون أكثر من مثال على ذلك:
الشاحنة التي وقعت في الكحالة، كان بالإمكان معالجتها بأقل منسوبٍ من التوتر، ولو حصل ذلك لكانت الحادثة مرّت، لو أنّ الأمر سلِّم منذ اللحظة الأولى إلى قوى الأمن الداخلي أو إلى الجيش اللبناني، لكن البقاء «على الأرض» لفترة غير قصيرة، أثار الريبة، وشكَّل عاملاً أساسياً للتوتر.
مطلقا النار على فادي بجاني، أقيمَ لهما تكريم في مسقطَي رأسيهما في البقاع، وذُبِحَت لهما الخِراف، ما ذكَّر بكلام السيد نصرالله لدى الحديث عن تسليم المتهمين بقتل الرئيس رفيق الحريري، حين بادر إلى القول: «نحن لدينا قديسون وليس لدينا مجرمون»، فهل تكريم مطلقَي النار رسالة إلى القضاء بأنه لن يسلمهما؟
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيستجيب «حزب الله» إلى طلب تسليم مطلقي النار؟ إذا فعل (وهذا غير متوقَّع) فإنّه سيكون في وضعٍ محرج تجاه بيئته، وإذا لم يفعل يكون في وضعٍ محرج تجاه القضاء اللبناني، وفي الحالين يكون مأزوماً.
تأسيساً على كل ما تقدّم، ومن أجواء البيئة الضيقة لقيادات «الحزب»، غير تلك التي تتصدر الشاشات، من نواب ووزراء، فإن «الحزب» كان يتمنّى أن تأخذ قضية شاحنة كوع الكحالة غير المنحى الذي اتخذته، خصوصاً أنّها جاءت بعد حادثتين خطيرتين لم ينجح الحزب في إبعاد شبهة التورط بهما: معارك عين الحلوة، ومقتل الياس الحصروني، القيادي في حزب «القوات اللبنانية، في بلدته عين إبل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|