مصانع "تحت الدرج" غير المرخصة... كيف يتم ضبطها

ضبط مواد غذائية فاسدة او منتهية الصلاحية، حالات تسمم، دهم مخزن سلع غذائية منتهية الصلاحية، عناوين تتكرر بشكل يومي، لكن رغم توقيف عدد من المتورطين من قبل الاجهزة المعنية، الا ان "المسلسل مستمر"... فهل يمكن وضع حدّ لهذا التمادي؟!

يشرح نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين وعميد الصناعات الغذائية في لبنان جورج نصراوي، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان الفلتان الحاصل على هذا المستوى هو نتيجة ظاهرة مصانع "تحت الدرج" غير المرخصة التي انتشرت في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان وزارة الاقتصاد من خلال مديرية حماية المستهلك تتابع الموضوع بالتعاون ايضا مع وزارة الصناعة.

يكشف نصراوي ان وزارة الصناعة عممت على كامل محلات بيع التجزئة والسوبرماركت عدم التعامل مع اي مصنّع لا يبرز رخصته، كما انها دعت اصحاب المعامل الى تسوية اوضاعها من اجل الحصول على التراخيص ضمن المواصفات المطلوبة، مشددا على ان كل مصنع ليس لديه رخصة يعتبر غير شرعي ويجب اقفاله.

وسئل: لكن هذه المصانع لا تبيع السوبرماركات حصرا بل تعتمد على البيع بالمفرق فكيف يمكن ضبطها؟ يقول نصراوي: حماية المستهلك تحاول القيام بعملها انما مساحة الارض اللبنانية والعدد الكبير لهذا النوع من المصانع مقارنة مع عدد المراقبين يجعل المهمة صعبة لا سيما في ظل قرار منع التوظيف في الادارات العامة. لافتا الى ان وزارة الصناعة تستعين احيانا بطلاب الجامعات للقيام بالمراقبة قدر المستطاع.

لذا، يتابع: المسؤولية هنا على عاتق المستهلك الذي يجب ان يكون واعيا فلا يشتري اي علبة دون توصيف وتوضيح لكامل المواصفات والعلامة التجارية والمصنع وعنوانه والمحتوى والوزن... واذا لم تكن هذه التفاصيل متوفرة، لا يمكن الثقة بهذا المنتج. ولكن احيانا تحصل اعطال في السوبرماركت او الدكاكين تؤدي الى تلف البضائع من مصانع مرخصة وذات جودة، فهذا موضوع آخر يجب ان تحصل بشأنه التحقيقات، لكن الانضباط يبدأ من المصنع وتوعية المستهلك لجهة اختيار المنتج السليم.

واذ يكرر ان وزارة الاقتصاد بالتعاون مع جمعية الصناعيين تحاولان قدر المستطاع اقفال المعامل غير المرخصة، يلفت نصراوي الى ان الوزارة ابلغت كل البلديات للتعاون معها في الكشف عن المعامل غير المرخصة، لكن للاسف بعض البلديات لم يكن متعاونا.

ومن اين تحصل المصانع على المواد الاولية؟ يلفت نصراوي الى ان كبار الصناعيين يستوردون حاجتهم من بلد المنشأ مباشرة، فيما صغار الصناعيين يشترون من التجار في الداخل.

اما على مستوى مشتقات الالبان والاجبان حيث موادها الاولية منتجة كلها في لبنان، يشير نصراوي الى ضرورة استعمال الحليب الطازج وليس حليب البودرة او المنتهي الصلاحية، حيث جودة الحليب تنعكس على المواد المصنعة منه.

عمر الراسي - "أخبار اليوم"