المواجهة في أسواق الطاقة.. ورهان اوروبي لتأمين البدائل
على أبواب فصل الخريف بدأت ترتفع وتيرة التصعيد في ملفات سوق الطاقة كساحة حرب بين الغرب وروسيا ، بعد فشل حزمات العقوبات المالية المتلاحقة التي أقرتها مجموعة الدول السبع بحق روسيا ، وأعطت نتائج عكسية تحسن معها سعر صرف الروبل أكثر من 50% ، بعدما ردت موسكو اعتماد الروبل كعملة لسداد ثمن مبيعات النفط والغاز والمواد الخام ، لتبدأ أوروبا معركة التخلي عن الغاز الروسي والبحث عن بدائل ، لمنح العقوبات فرصة إثبات تأثيرها ، وردت موسكو بتخفيض مبيعات الغاز لحرمان أوروبا من القدرة على تحقيق الاستقلال الكامل عن حاجتها للغاز الروسي ، خصوصا في فصل الشتاء ، وهو ما قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز أنه استقلال مستحيل ، لأن المشكلة ليست فقط بتأمين الطاقة الكهربائية ، عبر مولدات نووية يمكن اعادة تشغيلها او عبر العودة للاعتماد على الفحم الحجري ، ذلك أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي في مجالين يصعب تفادي الغاز الروسي فيهما ، هما أنابيب التوزيع المنزلي ودورها في التدفئة من جهة ، ومن جهة مقابلة المصانع الكبرى والصغيرة التي تعتمد مباشرة على الأنابيب الصناعية لموارد الغاز لتشغيل محركات آلاتها سواء كانت ضخمة أم صغيرة ، وهذه المصانع بالآلاف ومنتشرة في أنحاء الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا وفرنسا ، وفي هذه اللحظة المفصلية رضخت أوروبا ومجموعة الدول السبع للطلب الأميركي بوضع سقف لسعر بيع النفط الروسي عند حدود كلفة انتاجه ، بينما كانت موسكو قد هددت بالرد بوقف ضخ النفط في أسواق العالم ، وما قد ينتج عن خروج منتج كبير بحجم روسيا من السوق ، من التراعات واضطرابات في الأسعار .
مع دخول المواجهة في أسواق الطاقة هذا المستوى من التصعيد ، تراهن اوروبا المأزومة على تعاون أميركي لتأمين البدائل ، سواء التي توفر لها الغاز البديل عن الغاز الروسي ، أو التي توفر الاستقرار للأسواق العالمية ، من خلال نجاح المساعي لإنهاء النزاع حول حقول النفط والغاز بين لبنان وكيان الإحتلال ، حيث التوتر يرتفع مع حلول أول أيلول ، الموعد الذي كان مقررا أن يبدأ معه كيان الاحتلال باستخراج الغاز من حقل كاريش قبل أن يؤجل الموعد شهرا كاملا تفاديا لفتح الباب لقيام حزب الله بترجمة تهديده باستهداف منصات الغاز في كاريش وما بعد كاريش ، ليصبح شهر أيلول بكل يوم فيه موعدا بورصة التوقعات بين تقدم المسار التفاوضي ، وتصاعد التحدي الأمني ، والأوروبي يضغط لنيل ثمن استجابته للطلبات الأميركية ، تسريعا بحل ملف الترسيم وبدء ضخ غاز المتوسط ، وبالتوازي تراهن أوروبا على دور أكبر لعودة إيران في أسواق النفط والغاز لتأمين البدائل لأوروبا من جهة واستقرار السوق من جهة موازية ، وإيران تملك طاقة انتاج تصل الى خمسة ملايين برميل يوميا ، وتشكل واحدة من أكثر دول العالم قادرة على تصدير الغاز ، وهي الدولة الثانية بعد روسيا التي تجمع ميزات متقدمة في سوقي الغاز والنفط معا ، والرهان الأوروبي على تسريع الحل التفاوضي للنزاع الحدودي بين لبنان والكيان يوازيه رهان أوروبي على تسريع الموافقة الأميركية للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران واعلان وقف العقوبات ، ويبدو ان موعد 15 أيلول يشكل مفصلا للعد التنازلي في الملفين ، فمن جهة يكون الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي ينتظره لبنان قد قام بزيارته الى المنطقة ، تمهيدا لتبلور الصورة بين الحل السياسي او التصعيد الأمني ، ومن جهة مقابلة يكون المبعوث الرئاسي الميركي ف يملف إيران روبرت مالي قد قام بوضع الكونغرس الأميركي في صورة تطورات الملف التفاوضي مع غيران ، ما يوحي ان هذا الموعد سيكون فرصة لاعتبار الصورة قد توضحت حول مستقبل العودة للاتفاق النووي ، وهو ما تقول مصادر اميركية اعلامية ان اختياره تم للاعتقاد بان الاتفاقسيكون قج اصبح جاهزا للتوقيع .
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|