"لن أهرب مثل بشار الأسد"... رئيس صربيا يتهم دولا أجنبية بإثارة الاحتجاجات
تريّث روسي أمام احتجاجات جنوب سوريا..وتركيا تحاذر الانخراط
يضع التريّث الروسي بالتوسط لاحتواء الاحتجاجات في الجنوب السوري بالشكل الذي كان يجري سابقاً وخاصة في السويداء، نظام الأسد في وضع صعب ومعقد للغاية ومن دون خيارات بمواجهة الحراك ضده.
ويمكن فهم التريث الروسي من أكثر من زاوية، منها أن روسيا لا تعتقد أن الاحتجاجات بشكلها الحالي ستعود بالضرر على مصالحها في سوريا، وذلك بسبب عدم وصول الاحتجاجات إلى دمشق والساحل السوري، رغم أنه يصعب فهم الموقف الروسي على أنه رضى عن الاحتجاجات.
ومن زاوية أخرى يمكن تفسير الصمت الروسي بانشغال موسكو بقضايا أكثر أهمية، منها المسيّرات الأوكرانية التي تضرب العمق الروسي، وتأثير مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين على الحرب في أوكرانيا، ونفوذ روسيا في مناطق أخرى.
ويقول الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي المختص بالشأن الروسي رامي الشاعر، إن النهج الروسي في سوريا لم يتغير، فموسكو تدخلت عسكرياً في العام 2015، عندما كانت دمشق محاصرة ومرشحة لدخول صدام عسكري يخلف دماراً كبيراً، وخسائر بشرية هائلة، وعندما كانت البلاد على وشك الدخول في "حرب أهلية".
ويضيف لـ"المدن" أنه من خلال تدخل روسيا وإيران وتركيا (مجموعة أستانا) تم عملياً إنقاذ "الدولة السورية" من خلال فرض نظام تهدئة على كافة الأراضي السورية، على أمل أن تنجح المكونات السورية بالتوصل إلى اتفاق والبدء بعملية انتقال سياسي سلمي لنظام وشكل حكم جديد، ويقول: "لكن للأسف لم يحصل هذا للآن".
روسيا تتفهم مطالب الاحتجاجات
واليوم يبدو الوضع في سوريا مهدداً من جديد باندلاع مواجهات جديدة، كما يؤكد الشاعر الذي يشير إلى حالة "فقدان الأمل" لدى غالبية السوريين بقدرة النظام على وقف التدهور المعيشي.
وعن وجهة نظر روسيا حيال ما يجري، يشدد الشاعر على ضرورة تفادي أي حصول صدامات في سوريا، ويقول: "مع تفهم روسيا ومجموعة أستانا للغضب الشعبي وأحقية المطالب، إلا أنها لا تؤيد حدوث أي تحركات شعبية واسعة من الممكن أن تشكّل تهديداً لنظام التهدئة"، مستدركاً: "لكن هذا لا يعني أن روسيا غير منزعجة من إطالة معاناة السوريين، وهي تدعو النظام السوري إلى تحمل مسؤولياته، واستيعاب أن الوضع لا يمكن أن يتغير بدون التوافق السوري- السوري، بدلاً من تصنيف المعارضة".
كذلك، يرى الشاعر أنه يتوجب على النظام السوري المضيّ في مسار التطبيع مع تركيا، عوض التصريحات الهجومية، ويقول: "لا يستطيع النظام السوري أن يستعيد السيطرة على الأرض السورية، والجلوس مع المعارضة التي تمثل، بدون مبالغة، ثلاثة أرباع الشعب السوري قبل بدء الحوار المباشر مع أنقرة، والتجاوب مع دول أستانا لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، ودون ذلك لا يمكن إنقاذ الشعب السوري من محنته"، على حد قوله.
تركيا متخوفة
في موازاة ذلك، تجنبت تركيا التعليق على الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري، وكذلك لم تحظ التطورات هذه على اهتمام وسائل الإعلام التركية.
ورداً على سؤال لـ"المدن" عن موقف تركيا من الاحتجاجات، يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو: "تركيا ليست مهتمة بما يحصل في الجنوب السوري، وهذا يظهر من خلال عدم التدخل سياسياً وإعلامياً".
ويعكس الموقف التركي، من وجهة نظر رضوان أوغلو حالة من "التخوف" من تكرار ما حصل في بداية الثورة السورية من موجات لجوء، وخصوصاً أن تركيا اليوم منخرطة اليوم في مفاوضات مع النظام السوري.
أما عن تأثر مسار التطبيع التركي مع النظام السوري بالاحتجاجات، فالأمر يعتمد بشكل كبير على سير الاحتجاجات وطريقة تعاطي النظام السوري معها، كما يقول الكاتب التركي، مختتماً: "أساساً المسار يمر بمرحلة هدوء، لأن هناك عدم استعجال من الجانبين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|