هل يمكن أن تتحوّل العلاقة بين المريض والمُعالج النفسي الى أمرٍ آخر؟
كتبت دارين منصور في موقع mtv:
تُعتبر علاقة الثقة والإتصال وتبادل الآراء بين المريض ومُعالجه النفسي أمراً ضرورياً في جلسات العلاج النفسي، بحيث يحضر المريض جلسات علاجية أسبوعية أحياناً وغالباً ما تستغرق الجلسة الواحدة ساعة أو أكثر، يتحدّث فيها المريض عن مُشكلات وأحداث يومية يصعب عليه حلّها وحيداً.
وقد يذهب المريض أحياناً الى إخبار المُعالج بتفاصيل حياته الشخصية ويأتمنه على أسراره التي لا يجرؤ أن يتحدّث عنها مع المُقرّبين. كما يحرص المُعالج النفسي على توفير بيئة مُلائمة وملاذ آمن لمريضه لتهدئته ومُساعدته على تخطِّي مشاكله من دون الحكم عليه أو انتقاده.
فهلّ تعلّق المريض بالمُعالج النفسي أمرٌ صحّي؟ وكيف يجب التعامُل مع ذلك؟
تُجيب الاختصاصيّة في علم النفس والمُعالجة النفسيّة شارلوت الخليل أن بناء مستوى مُعيّن من الثقة والاتصال مع المُعالج النفسي هو جزء مهم جداً في العملية العلاجيّة، لكن هذا الارتباط عندما يُصبح مُفرطاً يُمكن أن يُعيق عملية التقدّم والتطوّر في العلاج، وبالتالي يخلق نوعاً من الاعتماد والـDependency. وهذا يُمكن أن يؤدّي الى مُشكلة ويؤثّر على العلاقة العلاجيّة.
وتُضيف الخليل، في حديث لموقع mtv: "هناك ما نسمّيه في العملية العلاجية بالـtransfer أو "النقل"، أي عندما ينقل الشخص مشاعره وعواطفه للمُعالج، ويُمكن لهذه العملية أن تكون مُرتبطة بعلاقات وتجارب سابقة وتخلق عند الشخص تصوّراً مغلوطاً لدور المُعالج في حياته، ويترافق في بعض الأحيان مع اعتماد مُفرط عليه وعدم القدرة على أخذ القرارات خارج كادر العيادة واعتبار المُعالجين مثاليين ولا يخطئون، مما يُعيق قدرة المستفيد على أن يرى حدود المُعالج".
وتؤكّد أن "المُعالجين النفسيّين هم بشر، ومن المُهم أن نُقدّر خبرتهم ولكن علينا أن نعرف أن لديهم حدوداً. هذه الأمور، بالإضافة الى الشعور بالانزعاج عند التفكير بأن هناك عملاء آخرين يستفيدون من الخدمات العلاجية عند المعالج ذاته، تدلّ على أن هناك مُشكلة في الارتباط. وعند ملاحظة التداخل في الحدود الشخصية، من المُهم التذكير بضرورة احترام الحدود المهنية التي تعتبر الأساس في ديناميكية العلاج الصحيح".
وتقول: "علينا التذكّر دائماً أن العملية العلاجية تحدث بين شخصين لا من طرف واحد فقط، فالمُعالج المُحترف والمهني سيكون قادراً على رؤية عملية ديناميكية الارتباط وسيُساعد في التوجيه نحو عملية أكثر استقلالية مع المُستفيد من العملية العلاجيّة".
وتُشدّد على أن "علاقة الثقة هي جزء من العملية العلاجية وهذا شيء طبيعي، خصوصاً في أوّل عملية علاجيّة، وجميع المُعالجين يتنبّهون الى هذا الموضوع، ومن المهم طرحه ومُناقشته ليتم العمل عليه".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|