نشاط مكثف ونقاط مشتركة بين هوكشتاين وعبداللهيان ولودريان
شهدت بيروت أمس نشاطا ديبلوماسيا لافتا، مع وصول عراب ترسيم الحدود البحرية، بين لبنان وإسرائيل عاموس هوكشتاين، ثم وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان. ولكل جدول أعمال مختلف، فالأول لاستطلاع ترسيم الحدود البرية بين الجانبين، فضلا عن تفقد ثمار مساعيه المتمثلة ببدء التنقيب عن النفط والغاز في الحقل التاسع من المساحة البحرية الجنوبية، والثاني للمشاركة غير المسبوقة بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر التي تحييها حركة «أمل» ورئيسها نبيه بري في منطقة الجناح جنوبي بيروت اليوم.
وفيما تضمن برنامج زيارة هوكشتاين لقاءات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، فقائد الجيش العماد جوزاف عون، قبل أن ينتقل الى الجانب الاسرائيلي، قال سفير إيران في لبنان مجتبى اماني في تغريدة، عبر منصة «اكس»، ان زيارة عبداللهيان تعكس السياسة الإيرانية ودورها البناء في لبنان.
ورغم التباعد الظاهر في المهمات والأهداف، فان ثمة نقاطا مشتركة بين الزائرين الاميركي والايراني، وملفات متداخلة من ترسيم الحدود البحرية الى ترسيم الحدود البرية الى «ترسيم رئاسة الجمهورية»، بالتفاعل مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، المنتظر وصوله في النصف الثاني من سبتمبر، مشحونا بدعم رئيسه ايمانويل ماكرون.
لكن مصادر المعارضة اللبنانية التي قابلت رسائل لودريان الأخيرة بالجفاء، تستبعد ان تحقق جولته الثالثة، في عالم الرئاسة اللبنانية، اي نتيجة نوعية، رغم الاستدارة الفرنسية الأخيرة لماكرون بتسمية طهران ودمشق كمعرقلين للاستحقاق الرئاسي في لبنان.
ونشر هوكشتاين، بعد وصوله الى بيروت، عبر حسابه على منصة «اكس»، صورة تجمعه مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتظهر كيف بدأ زيارته إلى لبنان بفطور لبناني مقابل صخرة الروشة.
وعلق هوكشتاين كاتبا: «من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة مع المنظر الجميل المطل على الروشة».
ثم التقى الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور السفيرة شيا حيث جرى عرض للأوضاع العامة، واستمر اللقاء ساعة تخللته خلوة بين بري وهوكشتاين وشيا، وبعد الاجتماع اكتفى هوكشتاين بالقول: الاجتماع كان ممتازا وبناء. بدوره، جدد بري شكره للجهود التي بذلها هوكشتاين وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9، مؤكدا أن جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على انتخاب رئيس وإنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدمها الصندوق السيادي كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وأكد رئيس المجلس على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» منذ عام 1978 حتى الآن، وأن لبنان حريص جدا على المحافظة على الاستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني.
ثم انتقل هوكشتاين الى الاجتماع بالرئيس ميقاتي.
مسؤول لبناني على تواصل مع الموفد الأميركي نقل عنه قوله له بما معناه بالعربية: «لا تعذبوني كالمرة الماضية».
أما عن زيارة وزير خارجية ايران، فقالت مصادر متابعة إن لهذه الزيارة أهمية خاصة، فيما تظهر علامات استفهام حول زيارة لودريان، تحيط بما يحمل في جعبته، فبعد خطاب ماكرون الذي اتهم فيه إيران وسورية بعرقلة الانتخابات الرئاسية، قالت وزيرة خارجيته كاترين كولونا إن فرنسا لن تتخلى عن لبنان، وأكدت الالتزام بمساعدته على تحريك الوضع السياسي لديه، وأشارت الى مؤشرات انفتاح تظهر في ملف الانتخابات الرئاسية.
لكن مصادر ديبلوماسية في بيروت رأت في خطاب ماكرون محاولة لإرضاء المعارضة اللبنانية، فالرئيس الفرنسي تحدث إيجابيا عن تبادل الرهان بين أميركا وإيران وعن التقدم في الملف النووي، ما يدل على أن اللعبة ليست بيد الفرنسيين وحدهم.
لكن خطوة فرنسية على قاعدة «الكل رابح»، أنهت «الكباش» حول التمديد لليونيفيل، بعد أسبوع من التوترات في مجلس الأمن، حيث ساهمت في تمكين الوفد اللبناني من إدخال تعديل على النص المطروح بإضافة عبارة «التنسيق مع الحكومة اللبنانية» ومن دون المس بعبارة «حرية الحركة للقوات الدولية»، على أن قرار التمديد للدوليين، يحمل بندا يطالب اسرائيل بتسريع انسحابها من شمال قرية الغجر، والمنطقة المجاورة، وتحديدا أطراف بلدة «الميري».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|