من وعد شيا الكهربائي إلى جولة هوكشتاين السياحية
تحل في هذه الأيام الذكرى الثانية للوعد الذي سبق ان أعلنت عنه بلهفة السفيرة الامريكية في بيروت دوروثي شيا والذي أبلغت فيه يومها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 19 اب 2021 والقاضي باستجرار الغاز المصري من مصر الى لبنان والتيار الكهربائي أيضا.
وكما يذكر قسم كبير من اللبنانيين ان السفيرة الموهوبة على حد الوصف الذي أسبغه عليها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، عاموس هوكشتاين إثر وليمة المنقوشة في "مقهى الفلمنكي" في الروشة قبل التوجه الى عين التينة وانطلاق جولته الاخيرة في لبنان.
وكما هو معروف ان السفيرة التي خاضت مغامرة العمر حسب قولها في الطيران الشراعي قبل أسابيع فوق ربوع كسروان كانت قد سارعت يومها وأثر اعلان السيد حسن نصرالله عن استقدام سفن المازوت الإيراني، بالإعلان ان بلادها تعمل بجد لإخراج لبنان من ازمته والتخفيف عن شعبه عبر وصله بالغاز المصري وكهرباء الشبكة العربية من الأردن.
مضت سنتان والشعب اللبناني ينتظر تحقق الوعد الأمريكي بالغاز المصري والكهرباء الاردنية وكل يوم تخرج حجة جديدة لتؤجل تنفيذ هذه الوعود العرقوبية والكلام الإعلامي، ساعة بحجة قانون قيصر وأخرى بحجج الإصلاح والتدقيق المالي والمحاسبي في ميزانية مؤسسة كهرباء لبنان.
تبين عبر التجربة الحية والممارسة ان الإدارة الامريكية المشغول بالها على الشعب اللبناني الذي يعاني من تسلط وهيمنة حزب الله كما تقول، همها الاساسي تسجيل نقاط سياسية ودبلوماسية واعلامية في مواجهة إيران وحزب الله، وكما هو ظاهر حتى الان فان القيام بحملة علاقات عامة هو الهدف للتغطية إعلاميا ولو بالشكل على خطوات إيران وحزب الله الميدانية على الأرض.
يبدو ان الدبلوماسية الامريكية في لبنان قد أصيبت بعدوى الداء اللبناني اي داء العجز عن تحقيق أي انجاز، والا ما هو الداعي لإعلان وإطلاق الوعود والاكتشاف بعدها انه لا يمكن تنفيذها لان الدول المعنية بهذه الخطوات تخاف من ان تشملها عقوبات قانون قيصر الامريكي؟!
منذ ذلك اليوم الموعود زورا وخداعا بالغاز المصري والكهرباء العربية، جرت مياه كثيرة في لبنان والدول المحيطة واهم ما جرى هو توصل لبنان وإسرائيل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية لكي تنطلق بعدها عملية التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9.
كما هو ظاهر من الخطوات التي تم تنفيذها كان هم الولايات المتحدة وما يزال، تامين استمرار إسرائيل في استخراج وبيع النفط والغاز المكتشف لديها عبر كاريش، وبدء التصدير الى أوروبا من دون ازعاج وهذا ما تحقق للمساهمة بالتخفيف عن كاهل أوروبا المرتبكة جراء الحرب في أوكرانيا وتراجع امدادها بالغاز الروسي.
زيارة الوسيط والمستشار الأمريكي التي انتهت مساء الخميس، مُهد لها بجملة من الضغوط على حزب الله وإيران، وقد تمثل ذلك بالتهديد المضحك بالتجديد لقوات اليونيفيل وفق البند السابع بعد التعديل الذي هُرب السنة الماضية بطلب من إسرائيل، وادخل على نص قرار التجديد للقوات الدولية وقواعد تحرك قوات الطوارئ في الجنوب والذي منحها الموافقة على التحرك من دون تنسيق مع أحد وبحرية.
سبق هذا الفصل المسرحي، كلام انتقادي على لسان ايمانويل ماكرون من فرنسا لدور إيران في لبنان، علما ان فرنسا هي التي كانت تتنكب جهد حمل مبادرة دبلوماسية لم يكن لها هم لها سوى الترويج للمرشح المدعوم من حزب إيران سليمان فرنجية. إضافة الى عقوبات ضد منظمة اخضر من دون حدود البيئية المحسوبة على حزب الله.
في هذه الأيام اعيد استخدام لبنان كما في السابق، كيس ملاكمة بين الولايات المتحدة وإيران.
هوكشتاين يجول سائحا ضاحكا ومبتهجا، ليفصح في نهاية جولته عن توجه لمفاوضات على ترسيم الحدود البرية التي يفترض انها مرسمة، فيما رئيس الدبلوماسية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان يحض الفصائل الفلسطينية في لبنان ومن لبنان على التلاحم واستمرار وتصليب المقاومة!
هدف أمريكا تامين مصالح إسرائيل وتثبيت الاستقرار الذي بدوره يضمن تدفق الغاز والنفط الى أوروبا، وهدف إيران تعظيم مكتسباتها واوراقها في وجه أمريكا ونشر وتوسيع نفوذها في المنطقة. اما رئيس لبنان الجديد وطريق الاستقرار والنمو فيه فعليه ان ينتظر من يتعب أولا من الأطراف المتنازعة وقد لا يكون الانتظار قصيرا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|