دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
هوكشتاين الآمن في الحضن الممانع
من بعلبك إلى الناقورة مروراً بالروشة، تجوَّل كبير مستشاري الخارجية الأميركية لأمن الطاقة العالمية آموس هوكشتاين حرّاً طليقاً، لم يرشقه أي من «الأهالي» بحجر أو، في أضعف الإيمان، بشتيمة تصيب عمق أعماق وجدان الشيطان الأكبر، أو حتى بِوردة تثير ذعر حرّاسه.
تجوّل السائح فوق العادة، وشمّ الهواء ملء رئتيه آمناً مطمئنّاً إلى أنّ الدار داره أينما حلَّ وارتحل، وأنّ كل الحبر وكل الخطابات التحريضية والأصابع المرفوعة وهتافات «الموت لأميركا» التي تمزّق عباب السماء، لن تنال من حرّية حركته وتعبيره على امتداد الربوع اللبنانية. والدليل أنّ اسمه لم يرد ولو بالتلميح على لسان الممانعين الأشاوس.
وفي الأمر دلالات، وتحديداً بالمقارنة مع الأجواء السائدة لجهة التهديد والوعيد المتعلّقين بالتمديد للقوة الدولية «اليونيفيل»، وهزالة الاعتراض على عام جديد مكرّسة فيه حرّية التنقّل والعمل لتنفيذ القرار 1701، والإيحاء بأنّ مثل هذا الاعتداء على السيادة وفق مواصفات «حزب الله» قد يعرّض عناصر هذه القوة إلى الخطر أسوة بما حصل للجندي الإيرلندي المقتول برصاص «الأهالي» في العاقبية.
فكبير المستشارين يفهم هذه السيناريوات ويلمّ بأبعادها التي لا تُصرف إلا في الأسواق المحلية، وذلك بغية ضمان الإمساك بالبيئة الحاضنة. بالتالي هو مرتاح البال حيال أمانه في أحضان هذه البيئة انطلاقاً من الأولويات الممانِعة، ولا يضيره أن يختال في وطن النجوم «كالنسيمِ مُدندناً»، على الرغم من أنّه ولد وترعرع في فلسطين المحتلة، وكان والداه من «المهاجرين اليهود الأميركيين»، وخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي من العام 1992 إلى العام 1995.
وهذا المعطى لا يشلّ اندفاعه في التعامل مع «لبنان الممانِع»، فالرجل لمس وتيقّن من أنه يحِّل أهلاً ويطأ سهلاً متى زاره.
ولم لا يكون؟ فهو أكثر من يعرف البئر وغطاءه، وأنّ كلّ الاستعراضات الركيكة هدفها مقايضة كل ما تريده الولايات المتحدة لمصلحة إسرائيل ولمصلحتها الخاصة في المنطقة بمزيد من النفوذ في لبنان، بشرط أن تتم المقايضة حصرياً وفقط مع الذراع الأقوى الذي يضمن لرأس الممانعة سيطرته على طريق حريره من طهران إلى بيروت.
من هنا، لا يشوِّشه الترويج الذي يعتمده الإعلام الممانع لمبدأ جعل «اليونيفيل» أداةً للقيام بأعمال «المراقبة والحراسة» لمصالح إسرائيل، فمثل هذا الطرح، لا يتجاوز كونه ورقة ابتزاز بغية تحصيل الثمن المطلوب للغاية المرجوّة مع التسويات المقبلة برّاً، تماماً كما كان ابتزاز في الصفقة المثيرة للجدل بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران، بموجبها أفرجت واشنطن عن ستة مليارات دولار كانت تخضع للعقوبات، مقابل إفراج إيران عن خمسة أميركيين كانوا محتجزين لديها.
ولا يجد ضيراً في جمعه الممتع بالمفيد خلال إقامته اللبنانية، فهو أمهر من أجاد الرقص على إيقاع تعقيدات الواقع اللبناني والتوترات الداخلية والخارجية وعملية شدّ الحبال الجارية في الشرق الأوسط.
لذا، وهو يتأمّل عظمة المحتلّ الروماني في رحاب هيكل باخوس، كان يشعر بالحماية المفرطة التي أمّنتها له قطعاً، قوى الأمر الواقع في منبع الممانعة، وبالتنسيق مع أمن السفارة الأميركية من بيروت وصولاً إلى القلعة. وربّما حرصاً على سرّية التنسيق كان التحفّظ في اظهار انبهار الضيف السائح في صورة شاملة وواسعة وتاريخية لأرشفة اللحظة.
ولا بدّ أنه وعد نفسه بزيارات مستقبلية لاستكمال جولته السياحية، وتحديداً لأنه ملك التفاوض. وأينما حطّ يكون واثق الخطوات، وبالاستناد إلى نجاحه في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وليس بين لبنان و»فلسطين المحتلة»، سوف يتابع هوكشتاين مهمّته لإنجاز صفقات مقبلة تجمع الممتع بالمفيد في أحضان البيئة الممانعة...
سناء الجاك - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|