مشكلة لبنان... من ألفها إلى يائها!
رأت رئيسة طاولة حوار المجتمع المدني الأميرة حياة أرسلان أن مشكلة لبنان من ألفها إلى يائها، تكمن بوجود فريق مسلح نسب لنفسه زورا صفة المقاوم، وحوّل الساحة اللبنانية إلى ميدان يمكّن إيران من تصفية حساباتها مع العالمين العربي والغربي، وذلك ضمن معركة النفوذ في المنطقة الشرق أوسطية بين فارسي يطمح من خلال لعبة تحالف الأقليات إلى استعادة إمبراطورية طوى الزمان صفحاتها ولن تعود، وأميركي عينه على نفط المنطقة وثرواتها، الأمر الذي ترجم في لبنان بلعبة الكر والفر بين إسرائيل وحزب الله، علما ان كلا منهما يتعامل مع الآخر على قاعدة "العدو الصديق"، وذلك انطلاقا مما تقتضيه مصالحهما الوجودية والمالية والعسكرية، فإسرائيل، على سبيل المثال، بحاجة دائمة لاختراع خصم أو عدو على حدودها، في سبيل استمرار الدعم الغربي لها وتحديدا الأميركي على المستويين المالي والعسكري، فيما حزب الله بحاجة ملحة إلى بقاء الكيان الإسرائيلي على اغتصابه للأرض الفلسطينية بهدف الإبقاء على سلاحه كقوة إيرانية عاتية على شواطئ المتوسط.
وعليه، لفتت أرسلان، في حديث لـ"الأنباء" الكويتيّة، إلى ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لا بل المؤسسات الدستورية كافة، ضحية صراع "العدو الصديق"، فحزب الله ما كان ليفرض هيمنته على القرار اللبناني، ومنها على الانتخابات الرئاسية في لبنان، كما على انتخاب رئيس مجلس النواب وتسمية رئيس الحكومة، لولا وكالته عن إيران في لبنان والمنطقة العربية، من هنا يعتمد حزب الله ما بعد اتفاق الطائف سياسة لي ذراع اللبنانيين السياديين الأحرار، إلا ان المشهد الراهن، أي ما بعد انتهاء الولاية العونية التي لعبت دور الشريك الإستراتيجي في تعزيز قدرات إيران في لبنان، ان أكد شيئا، فعلى ان الفريق السيادي يلعب ورقته وللمرة الأولى، بشكل صحيح وسليم في مواجهة المشروع الإيراني، لاسيما ما يتعلق منه بالانتخابات الرئاسية، وذلك على قاعدة «الأمر لي» أنا اللبناني الوطني السيادي الحر شاء الإصبع المرفوع أم أبى.
واستطرادا، لفتت إلى ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطل مؤخرا ليتوعد كعادته الأميركي والإسرائيلي بالويل والثبور وعظائم الأمور، وإذ بالمنسق الرئاسي الأميركي لأمن الطاقة والبنى التحتية الدولية عاموس هوكشتاين يزور في اليوم التالي وبرفقة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيّا قلعة بعلبك في عرين حزب الله وموطئ قوته وجبروته، وممر إمداداته العسكرية والمالية واللوجستية عبر الأراضي السورية وبتسهيل من حليفه النظام السوري، كفى تزلفا واستخفافا بعقول اللبنانيين، وكفى خطابات استعلائية تجييشية تضليلية لا قيمة لها أمام حقيقة مهمة وأهداف حزب الله المخفية عن بيئة الثنائي الشيعي وجمهوره ومناصريه.
وردا على سؤال حول دعوة الرئيس نبيه بري الفريق السيادي إلى حوار لسبعة أيام على ان يصار بعدها إلى جلسات متتالية لانتخاب رئيس للبنان، لفتت أرسلان إلى ان بري خرج وللأسف عن دوره كرئيس لمجلس النواب ووضع نفسه في مصاف الفريق الخصم للقوى السيادية، فيما مهمته على رأس السلطة التشريعية تلزمه تطبيق الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب، وبالتالي عقد جلسات متتالية وصولا إلى انتخاب رئيس للبلاد، معتبرة بالتالي ان الرئيس بري متفاهم مع حزب الله على اللعب في الوقت المستقطع إلى حين انجلاء صورة التفاهمات المستجدة في المنطقة وما قد ينتج عنها من تسويات إقليمية ودولية، لكن ما لم يتلقفه بعد الرئيس بري هو ان الحوار لن تقوم له قائمة قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وانه ان بقي لبنان لسنوات دون رئيس، أفضل ألف مرة من إيصال نسخة عن ميشال عون إلى قصر بعبدا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|