خطاب تصعيدي.. جعجع لـ"حزب الله":إذا كنت قادر تاكلنا كلنا نحن وواقفين
القى رئيس حزب القوات اللبنانية والنائب سمير جعجع كلمة في قداس شهداء المقاومة .
وبدا جعجع كلمته قائلا: "نلتقي سنويا في مثل هذا الوقت وفي المكان تحديدا لنصلي عن راحة أنفس شهدائنا ونستذكرهم، إلّا أنّ هذه السنة "ما رح تكون هيك وبس" إذ سنعيش بشكل حي ومباشر اللحظات الأخيرة لرفيقنا الياس الحصروني قبل استشهاده. فالذكرى شيء، والعيش مع الشهيد في لحظاته الأخيرة أمر مختلف تماماً".
وتابع جعجع: "في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" جبناءُ هُم والليلُ عباءةُ إجرامِهِم، والنهارُ أيضاً، جبناءُ هم كخفافيشِ الليلِ تسلَّلوا إلى بلدةٍ مسالمة هانئة ليزرعوا الموت بهدف زرع الخوف. حصدوا الدّم، لكنْ، وطالما في عروقنا دم، لن يحصدوا إلاّ مقاومة مقاومة مقاومة".
وقال جعجع: "رفيقنا الياس المحبوب من أهل بلدته والملقّب بـ"الحنتوش"، كان إنسانا صلبا، مسالما، صاحب مبدأ و"كتير آدمي"، وكان يُعتبر مرجعية في بلدته إلى جانب صداقاته الكثيرة بين أهالي قرى الجنوب، هو الذي عاش حياته في عين إبل أقصى الجنوب.خنقوا الياس وقتلوه، و"دفشوا" سيارته إلى "سهلة تراب" قرب الطريق ورموه بقربها بإخراج هوليوودي فظيع ليبدو وكأنه تعرض لحادث سيارة توفى على أثره".
واضاف رئيس حزب القوات اللبنانية: "يوم الأربعاء في 2 آب الماضي، كان رفيقنا الياس الحصروني يسهر مع بعض الشباب في ساحة البلدة وغادر عند التاسعة مساءً تاركاً الحاضرين متوجّها إلى منزله. تبين في التحقيقات، حتى اللحظة، أنّ 4 سيارات على الأقل "مترابصينلو" توزّعت على نقاط معيّنة على الطريق، واعترضته اثنتان منها وترجّل "رجال منّن رجال أبداً" وخطفوه واقتادوه في السيارة إلى مكان يبعد 5 دقائق تقريبا حيث قتلوه عن طريق الخنق بطريقة من الطرق، "ما انعرف كيف لأنّو ما تنسوا، بالجنوب لا في دولة، ولا في تحقيق ولا من يحققون".
واعتبر جعجع هذه الحادثة مؤشر للحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر: "بيدعوك عا حوار تيخنقوك ويقتلوك، أو تيخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك ويضطروك تعمل متل ما هني بدن، ماذا وإلاّ ..." وتبين أن هذه الجريمة مُنظمة، فمثلاً: كل مِن السيارات الأربعة المشاركة أتت من بلدة مختلفة من: عيتا الجبل، بنت جبيل، حانين وبرعشيت. والمستغرب أن كل هذا جرى فيما "حزب الله" "ما معو خبر شيء".
وسأل جعجع: "ما الذي فعله الياس الحصروني لاغتياله؟ جل ما قام به هو التعاون مع وجهاء عين إبل وسكّانها لمنعهم من أن "يسرحوا يمرحوا" فيها خارج كل قانون".
واضاف جعجع: "في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" توقّفنا عند كل هذه التفاصيل لأن الحقيقة العارية فقط تنقل الفكرة الأوضح عن الفريق الآخر. هذا هو محور الممانعة، وهذا مثال الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون بها يوميا، وهذا هو الحوار الذي يدعونا اليه، فريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز".
واكد جعجع ان محور الممانعة و"حزب الله" في لبنان يتصرّفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور، وبعيداً من رأي جميع اللبنانيين الآخرين، ماذا وإلاّ اغتيال رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، وليد عيدو، أنطوان غانم، وسام عيد، وسام الحسن، محمد شطح، لقمان سليم... ماذا وإلاّ 7 أيار 2008 مع أكثر من 100 مواطن لبناني شهيد من بيروت والجبل... ماذا وإلاّ عين الرمانة والكحالة وعين إبل...
إلى محور الممانعة، أقول: إذا كان لباطل الإجرام جولة، فسيكون لحقّنا في الحياة والحريّة ألف جولةٍ وجولة. "إنت مش أخضر بلا حدود، إنت أسود بلا حدود، ونحنا رح نكون مواجهة بلا حدود".
إلى عروسة الجنوب عين إبل، أقول: كنتِ بطلة وصامدة وصابرة ولن تتبدّلي أبدا، من كيروز بركات إلى الياس الحصروني، "حراسك لا نعسوا ولا رح ينعسوا".
وتابع جعجع:"في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" أقول للرفيق الشهيد الياس الحصروني: عشت بطلا، واستشهدت بطلاً لأنّك أصريت طيلة الوقت أن تعيش ذاتك وحقيقتك، و"ياما يا الياس" بعض الناس من الذين ما زالوا على قيد الحياة "صحيح عايشين، بس أذلاء عبيد" لأنهم يعيشون حقيقة وقناعات غيرهم. عيشة في الذّلّ لم ترض بها وميتة في العزّ بالنّسبة لك أفضل منزل".
واشار جعجع الى انه: "قد حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار، فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟ هل هذا لبنان الذي تعبنا وضحّينا وسهرنا ليالي وسنوات وقرون من أجله؟ هل هذا لبنان الذي استشهدنا من أجله عشرات آلاف المرات؟ هل هذا لبنان الذي اخترناه بيتا لنا من بين بيوتٍ أخرى على وجه الأرض؟ هل هذا لبنان الذي نريد توريثه لأولادنا؟ "أكيد لأ، ومية وألف لأ. انّ التعدي بات شبه يومي من جهة على ثقافتنا وطريقة عيشنا وحبنا للحياة، ومن جهة أخرى على صورة لبنان في الخارج في وقت بذل في سبيلها أجدادنا وأباؤنا الغالي والرخيص".
وتأسف جعجع لتحوّل لبنان من بلد الثقافة والحضارة والتقدم والتطور والكرامة الإنسانية إلى بلد التخلف والانحطاط والإجرام وتصنيع المخدرات وترويجها وبلد الفقر والعوز والجوع و"الشحادة" والموت على أبواب المستشفيات، فانتقل من دولة وصفت في وقت من الأوقات بـ"سويسرا الشرق"، وعن حق، إلى دولة فاشلة "ما حدا بيقبل يتعاطى معها".
واشار جعجع الى ان :"هؤلاء السياسيون يذكّروننا بمتلازمة استوكهولم: إنكار كامل للواقع، ويبررون موقفهم بأنهم "خارج الاصطفافات"، ولكن عن أي اصطفافات يتحدثون؟ انتم تختارون اليوم أي لبنان تريدون: لبنان الكبتاغون والتهريب والفساد والتخلف والفقر والتعتير والعوز، أو لبنان الرسالة والحضارة والتطور والإنماء والبحبوحة التي طالما تغنّى بها الأدباء والشعراء وشعوب العالم.هناك محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران. إن بعض السياسيين المنتخبين من الشعب لا يرغب بالاعتراف بالحقيقة كما هي، ويتجاهل الواقع أمامه، ولهذا البعض أقول: مهما حاولت الهروب من الاعتراف بهذه الحقيقة ستلاحقك وستُنغّص حياتك، لذا واجه معنا لنستعيد سويا وطننا ودولتنا".
وأيد جعجع لبنان الذي يسعى إلى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران، كذلك ندعم لبنان العلم والحضارة، الثقافة والتطور، أمين معلوف، الرحابنة وميّاس، ونرفض لبنان التخلف والظلامية والقرون الوسطى.نحن نصطف علنا مع لبنان جبران خليل جبران وشارل مالك وحسن كامل الصباح، في وجه لبنان الكبتاغون والتهريب والإجرام، كما نختار بصوت مرتفع لبنان رفيق الحريري والإنماء المستمر مقابل لبنان التحرير المستمر من دون أي تحرير، الاّ من شبابه.
واعتبر جعجع ان: ""القوات اللبنانية" منذ اللحظة الأولى على انفجار مرفأ بيروت تنبّهت للموضوع ولجأت إلى المراجع الدولية لإقناعها بأن التحقيق المحلي لن يودّي إلى أي حقيقة أو عدالة في ظل هيمنة السلاح غير الشرعي، انطلاقا من هنا طالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بانفجار المرفأ، وستستمر في المطالبة وتكثيف الجهود، بمؤازرة الأهالي وجمعيات حقوقية محلية ودولية عديدة للتوصل إلى تحقيق يجلي الحقيقة كي ترتاح أرواح شهداء المرفأ وترقد بسلام وتغمض جفون الأهالي".
وقال جعجع :"المثل الأكبر في هذا المجال يكمن في تعطيل التحقيق بانفجار مرفأ بيروت الذي ترك وراءه أكثر من 220 ضحية، آلاف المصابين، وعشرات الآلاف من المتضررين، وعلى الرغم من فداحة المصاب وهول الفاجعة التي هزت لبنان والعالم، لم يرف جفن لحزب الله بل هدد قضاة التحقيق وتدخل "هون وهون" حتى توصّل إلى تعليق التحقيق... طبعاً في الوقت الحاضر. لا مشكلة لدى "القوات اللبنانية" مع "حزب الله" أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أنّ المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصوّرها عقل انسان".
واضاف جعجع :"نقول لـ"حزب الله": لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك"، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني.محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية- عسكرية كلياً خارج الدولة والقانون وكل منطق للعيش المشترك، إلى جانب الـ30 أو 40 نائبا ينتمون إليه، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد إلى حد افلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان "بيرجع بيعيّطلك عالحوار!".
اردف جعجع :"فهذا البعض يطرح عناوين طويلة عريضة لم يؤمن بها يوماً ولم يعمل من أجل تحقيقها، وله نقول: من الحرام أن تستخدم عناوين جدّية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل ابرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين بالعمق، تشبه نتيجة صفقة "مار مخايل" التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، ما يعني أن اجراء أي صفقة مماثلة "بطّيرنا من الوجود وبيقبع لبنان من الجغرافيا".رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و"كأنو ما صار" في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة".
واشار جعجع الى ان :"لنسلّم جدلاً أن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد، فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة ... وعاشرة عندها سنرى اذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ.يحاولون منذ سنة تقريباً ايصال مرشح تابع لهم على سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد اسلوبهم التعطيلي، فهم يصرّحون ليلاً نهاراً عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات أما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضها عبر انسحابهم بحجة التعادل السلبي في المجلس".
وتابع جعجع:"الحل الفعلي يكون بعدم الرضوخ والتمسك بموقفنا وتطلّعاتنا وقناعاتنا، "وما يرفّلنا جفن رغم كل الصعوبات حتى يتعب التعب منّا" ويتأكّد محور الممانعة أنّه فشل بفرض ما يريده علينا، وعجز عن تخطينا مهما طال الزمن، عندها سيُجبر على الأخذ بالاعتبار الحقائق اللبنانية التاريخية والتصرّف بعقل ومنطق وواقعية.في خضم الواقع المأساوي ورغم كل التعقيدات لست متشائماً أبدا، فلنتذكّر أن كل ولادة تترافق مع المخاض والآلام، وعلينا الاستمرار حتى الوصول إلى واقع جديد، وحين نتمتّع بالإرادة في الحياة وعندما نتمسك بالحرية "كلّو بيهون"، فالإرادة بالحياة والتمسّك بالحرية راسختان في جيناتنا الوراثية، ولم تستطع أكبر الامبراطوريات في الماضي نزعها منا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|