دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
مدارس ومونة ومازوت: أيلول شهر «الميم»... والأعباء المالية
مدارس، مونة ومازوت»، واختصارها حرف «الميم» باتت عنواناً للأعباء المالية في شهر أيلول كل عام، تلاحق العائلات الفقيرة والمتعفّفة لتثقل كاهلها في ظل استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وسط قناعة أنه لا مناص من مواجهة متطلّبات بدء العام الدراسي ومونة الشتاء وتأمين وسائل الدفء.
«رجع أيلول وأنت بعيد»، تقول وفاء عنتر وهي أم لأربعة أولاد «لربّما هذا المقطع هو مناسب لأننا نغنّيه للراتب الذي لم يصل للمنزل منذ بداية الشهر بعد توزيعه على رسوم المدارس وأقساط الجامعات، ناهيك عن مونة الشتاء»، قبل أن تضيف «أصبحنا على الحديدة في ظل الغلاء ودولرة الأسعار».
ورغم الإرباك الذي يسود بداية العام الدراسي المقرّرة في بداية تشرين الأول، يبدو أن زحف الطلاب من المدارس الخاصة إلى الرسمي رغم كل مشاكله متواصل، الأقساط باتت بالدولار ولا طاقة لكثير من الأهالي على تحمّل أعبائها، يقول علي وهبي الموظف في أحد مطاعم صيدا «قرّرت نقل أولادي إلى المدرسة الرسمية ولهم الله في العام الدراسي». ولا يقتصر أيلول على أعباء «الميم»، فقد أضيف إليها هذا العام رفع أسعار الإنترنت أيضاً، باتت حساباته تحتاج إلى ورقة وقلم وتسجيل على الدفتر، حتى لا يتفاجأ أرباب الأُسر بأن جيوبهم باتت فارغة قبل أوانها رغم كل محاولات التوفير وخطط التقشف حتى الحرمان.
ويعتبر رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف الترياقي لـ»نداء الوطن» أنّ أيلول «يعتبر الأصعب بين أشهر العام ويلاحق بأعبائه العمال والمستخدمين من المدارس حتى كسوة الشتاء ومونته، وللأسف نعيش في أسوأ أزمة معيشية مقابل استمرار الخلافات السياسية وحلول الترقيع غير المجدية في ظل غياب الخطط الاستراتيجية التي ترسم مستقبل الوطن وأبنائه وتوفير حياة كريمة لهم بعيداً من الهجرة واليأس والإحباط».
المقارنة بين المدخول المحدود وباللبناني والمصروف الكبير وبالدولار «كارثة» يقول الترياقي، ويؤكد أن «دولرة الأسعار أطبقت الخناق على العمال والموظفين والمياومين الذين يعتبرون أكثر هشاشة في المجتمع مع غياب تطبيق القوانين المرعية الإجراء والتي تنصفهم من أي استغلال».
لم تعد الحياة تشبه نفسها، أسقطت الأزمة المعيشية والغلاء مقولة المونة السنوية، كثير من العائلات تخلّت عنها قسراً، باتت تشتري متطلّباتها كل يوم بيومه، وإذا لجأت إلى المونة البيتية فلأنها أرخص من الدُّكانة والسوبرماركت غيرها، ولكن شراء موادها أصبح غير متاح تقول الحاجة أم محمود الجعفيل، وتضيف «الأخ لم يعد قادراً على مساعدة أخيه، كل واحد همّو بيكفيه».
ورغم أنّ صيدا تشتهر بالتكافل الاجتماعي في الأزمات، وبإطلاق المبادرات الفردية والجماعية، إلا أن تراجع خدمات الدولة أثّر سلباً على مختلف نواحي الحياة وعلى تقديمات الجمعيات الإنسانية والمؤسسات الأهلية لأنها لا تستطيع أن تملأ الفراغ مهما كانت الإمكانات.
ويشير مختار حي الكنان في صيدا القديمة خالد السنّ لـ»نداء الوطن» إلى أنّ الناس «تُقلّب كفّيها خوفاً من عدم انتظام العام الدراسي في المدارس الرسمية لأنّ لا قدرة لها على تسجيل أبنائها الطلاب في الخاصة، وإذا كان حظها جيداً في تلقّي مساعدة من أي جمعية أو مؤسسة، فإنها تُساعد طالباً واحداً من العائلة، فكيف الحال إذا كان هناك أكثر من طالب؟ إنها المأساة بعينها».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|