في "لقاء اللقلوق" باسيل لم يعط الخازن الجواب...مازال يراهن على الوصول لـ بعبدا!
بعد تراشق اعلامي سبق موعد الانتخابات النيابية بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، والنائب الكسرواني فريد هيكل الخازن، ولم يخلُ من الاتهامات، فجأة لعبت السياسة دورها كما تجري العادة في لبنان، ونسي المتخاصمان ما جرى قبل ما يقارب الشهرين السهام المتبادلة، وإن كانت سهام باسيل خفية غير موجهة الى الخازن بصورة علنية ، فيما الاخير كان يسميّ باسيل بالاسم مع عبارات وصفها البعض بغير المقبولة والتي تخطّت المعقول، لكن في السياسة اللبنانية كل شيء مباح، وفجأة يعود الغزل السياسي والكلام المنمّق والخبز والملح من دون سابق تصوّر وتصميم، لكن هذه المرة كان هنالك تصوّر وتصميم من قبل رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، الذي سبق ان فتح الابواب الموصدة مع باسيل من قلب الضاحية الجنوبية، في شهر نيسان الماضي، على يد الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي جمع الزعيمين اللدودين، لتصبح العلاقة منفتحة وتتجه نحو الايجابية والتخفيف من «اللطشات» التي سادت علاقتهما، منذ وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، التي كان وما زال فرنجية طامحاً لها.
وبدأ فرنجية يجس نبض الرئاسة منذ سنوات وصولاً الى حراكه في عواصم القرار، بدأها قبل اشهر في باريس ومن ثم في موسكو، مع فتح علاقات ومتابعتها مع الدول الخليجية، علّ حلم الرئاسة يتحقق، لذا عاود متابعة الحراك لكن هذه المرة في اطار الداخل، وهو لم يتلق حتى الآن رفضاً من الحلفاء، خصوصاً الثنائي الشيعي، للوصول الى قصر بعبدا، لكن لا شيء في العلن، الامر الذي اراد ان يبحثه مع الخصم الذي تحوّل منذ شهر نيسان الماضي الى «لا خصم»، لكن بالتأكيد ليس الى حليف، بل ضبط وضع سياسي ثنائي قابل للتطور، لذا دخل على الخط عضو «التكتّل الوطني المستقل» وبرغبة منه، وفق المعلومات، فجرت اتصالات مع باسيل وكان ترحيب باللقاء، ودعوة الى دارته في اللقلوق لبحث تطورات الملف الرئاسي الذي كان حاضراً بقوة على المائدة، والهدف تقريب وجهات النظر بين فرنجية وباسيل، الذي كان من المفترض ان يكون الخصم الاول في المبارزة الرئاسية للوصول الى قصر بعبدا، لكن العقوبات المفروضة على رئيس «التيار الوطني الحر» اراحت نفسياً رئيس «تيار المردة» بعد ان اُزيح خصم قوي من دربه.
الى ذلك، ووفق المعلومات فإن فرنجية اوصل رسائل الى باسيل عبر الخازن، مفادها ضرورة التعاون في الملف الرئاسي في هذه الظروف الدقيقة مع وعود سياسية، وبعد المناقشة والتفاوض فضّل باسيل التروّي وعدم إعطاء كلمته «لانو بعد في وقت كتير»، والمعروف عن الاخير التريّث والتفكير مطوّلاً، وليس إعطاء الاجوبة السريعة، خصوصاً في ملف مصيري كهذا، ولعّل الفرص قد تعود امامه لتفتح من جديد، لانّ في لبنان كل شيء وارد، لكن ما ساد خلال اللقاء هو الوعود بإزالة أي توتر او خلاف، خصوصاً انّ الغزل السياسي بدأ منذ فترة بين الرجلين، فباسيل وصف فرنجية بـ «الأصيل على الرغم من اختلافنا معه»، في مقابل هجومه على «القوات اللبنانية» لطمأنته اكثر، أي انّ إشارات التودّد فعلت فعلها، ولا سبيل للرجوع الى الوراء وعودة التراشق والاتهامات. كما تم الاتفاق على لقاءات مرتقبة بين الجانبين لبلورة الامور اكثر والتماشي مع تطوراتها.
في غضون ذلك، وتعليقاً على اللقاء المذكور، رأت مصادر سياسية مواكبة لما يجري على الخط الرئاسي بين فرنجية وباسيل، أنّ الاخير لن يتجاوب مع طلب الاول لانه طامح بقوة الى المركز الرئاسي، ولن يقدمه له على طبق من فضة، بل يراقب ما يجري وينتظر القرار الخارجي، وبالتالي إعطاء الجواب لن يكون سهلاً لانّه يفضل ضمنياً عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، والاستعانة بالفراغ لعّل حظوظه تنقلب، ويكون اسمه ولو بعد حين، وارداً على لائحة اولى الواصلين الى قصر بعبدا.
صونيا رزق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|